مزجت بين الشخصيات الحقيقية والرسوم المتحركةالقاهرة ـ من إيهاب حمدي:حصلت النسخة الأصلية من فيلم "الجميلة والوحش" على ترشيح كأول عمل رسوم متحركة يُرشح للفوز بجائزة أوسكار أحسن فيلم عام 1991، لأنه حينما عرض في حينه أثر على المشاهدين ولاقى رواجاً كبيراً، رغم كونه فيلم رسوم متحركة يعرض قصة تراثية، وهي النسخة التي أخرجها كل من جاري تروسديل وكيرك وايز وقام بكتابة السيناريو لها ليندا ولفرتون.لكن شركة "ديزني" حينما قررت إعادة الإنتاج الحي للفيلم مرة أخرى أسندت الإخراج للأميركي بيل كوندون، مخرج جزأي مصاصي الدماء والسيناريو لكلاً من ستيفن شوبسكي وإيفان سبيليوتوبولوس مؤلف Snow White and the Huntsman" و " Tarzan II ".وزخر الإنتاج الحي بالتقنيات الحديثة حيث مزج بين الممثلين الحقيقيين والشخصيات المُجسدة بأسلوب الرسوم المتحركة بشكل مبهر وأخاذ، لكن الأحدث في النسخة الحية أطول منها في النسخة القديمة. التي لم تزد مدتها عن 84 دقيقة في حين النسخة الحية وصلت الى 129 دقيقة.ورغم ذلك الا ان صناع الفيلم الجديد كانوا أمناء لأبعد الحدود في النقل بالمسطرة من الفيلم القديم حتى ان الجمل الحوارية كثيراً ما تتطابق مع النسخة القديمة فضلاً عن اشكال وألوان الملابس، لكن الكثير للحق يرى أن النسخة الكارتونية القديمة التي ظهرت في تسعينات القرن المنصرم كانت أكثر سحرا وابتكارا من هذه النسخة الحية المبهرجة.ورغم أن الفيلم في مجمله جيد وليس سيئا للغاية، الا انه ليس هناك سبب أو مبرر قوي لإعادة انتاجه مرة أخرى خاصة وانه التزم بنص الفيلم الأصلي اللهم الا سعي شركة "ديزني" الى مزيد من الأرباح من مشروع مضمون الربح.أمير متغطرستقع أحداث القصة التراثية في فرنسا، حيث الأمير الذي يجسده (دان ستيفنز)، المتغطرس المغرور الذي يعامل من حوله بكبرياء دون اعتبار لهم، يقيم حفلات على غرار تلك التي كانت تقيمها ملكة فرنسا الشهيرة ماري أنطوانيت، دون الالتفات الى رعيته الفقيرة وفي يوم تدخل ساحرة قلعته وتعطيه وردة مقابل إيوائها في القلعة للاحتماء من البرد القارس، لكنه يرفض.فتقرر الساحرة معاقبة الأمير على هذا السلوك وعلى عدم وجود أي حب في قلبه، وتسحره إلى وحش قبيح ذي فراء وأنياب وتلقي تعويذة سحر على قلعته تحول كل العاملين فيها والخدم إلى قطع أثاث ومستلزمات منزلية.لكن الساحرة تعطي الأمير مرآة سحرية يرى الأحداث المستقبلية والحالية من خلالها، وتخبره بأنه سيبقى إلى الأبد حبيسا في شكل الوحش إذا لم يقع هو في حب فتاة قبل انتهاء تساقط الوردة المسحورة التي اعطتها له، فعليه أن يتعلم كيف يحب الآخر، وأن يبادله الطرف الآخر الحب.ولان احداً لن يحب وحشاً مقزز المنظر، مخيفا فقد رتب الأمير نفسه مع خدمه المتمثلين في قطع الأثاث والمستلزمات المنزلية الى العيش ابد الدهر في هذه اللعنة.فتاة قروية عاشقة للقراءةعلى الجانب الآخر هناك الفتاة القروية بيل (إيما واتسون) التي ترفض بشكل ما حياتها القروية وتتمنى اليوم الذي تخرج فيه مغادرة القرية، فهى فتاة شابة عاشقة للقراءة والجميع يعلقون انظارهم عليها خاصة الشاب والجندي السابق غاتسون (لوك إيفانز) الذي يحاول اغواءها ولفت انتباهها ليتزوجها إلا أنها تصده في اكثر من مناسبة لكنه لا يمل ذلك .بيل أيضا شابة إيجابية نراها تساعد اهل القرية وتحاول ان تعلم الأبناء الفقراء القراءة، كما انها تخترع أشياء بنفسها للتخفيف من حياة قريتها الصعبة كاختراع الة تنظيف وغسل الملابس في بركة الماء بمساعدة حصان.بيل تعيش مع والدها موريس (كيفن كلاين) الذي يحاول ان يحميها من أي خطر متوقع او غير متوقع وهو فنان ، يخرج ذات مرة في رحلة عمل فيضل طريقه في الغابة ويبحث عن مأوى بداخل القصر بعدما هاجمته الثعالب، ويجلس لتناول العشاء على طاولة أمامه، لكنه يفزع حينما يلاحظ أن كوب الشاي يتحدث يهرب من القلعة وأثناء ذلك يقطف زهرة نادرة من حديقة القصر لابنته "بيل"، كتقليد سنوي يقوم به، لكن الوحش (الأمير المتغطرس) على فعلته ويحتجزه في زنزانة في القصر.لكن حصان موريس يندح في العودة الى القرية وحده فتكتشف بيل اختفاء والدها وتركب الحصان فيأخذها إلى القلعة حيث تجد والدها محتجزاً.الجميلة والوحشما إن تدخل بيل الجميلة قصر الوحش حتى تشاهد الأدوات تتحدث لكنها لا تلقي لها بالا فهي تبحث عن ابيها، حتى تجده حبيس زنزانة يبكي لحالها وحاله، وهنا تحاول إخراجه لكنها لا تقوى على ذلك، ويقطع لحظات اجتماع العائلة ظهور الوحش لبيل التي تتحدث معه وتصفه بأنه قاسي القلب وأنه كاذب لنعته ابيها باللص، لكن الوحش لا يلقي لكلامها أهمية ويطلب منها ان تقايض حرية ابيها بحريتها ..ان تُحبس مكان ابيها الذي يرفض الاقتراح بشدة لكن بيل تحتال فتخرج ابيها من الزنزانة وتدخل هي لتحل محل ابيها الذى يعدها انه سياتى مرة أخرى بالمساعدة.هنا يسير الفيلم في خطين متوازيين الأول يعرض لنا علاقة بيل بالوحش وكيف تطورت، أما الثاني فيعرض لنا معاناة والدها في طلب المساعدة لإنقاذها.تبدأ حياة بيل في القصر بفتور وتوجس وخوف وعدم رغبة في مصادقة احد أو التحدث مع احد خاصة حينما نرى ان كل من حوله عبارة عن آلات تتحدث من ساعة الى منبه الى شمعدان الى مرأة زجاجية الى دولاب ملابس.شخصيات كرتونية لا تستطيع ان ترفضها كما لا تستطيع ان تحبها في فيلم حي، لكن بحكم المكان تصادق بيل بعضهم وتحاول الهرب لكنها تفشل في ذلك وتتسبب في إصابة الوحش الذي يرقد مريضا، وحينما تعرف قصته من خدمه تتعاطف معه.يعرف الوحش ان بيل تعشق القراءة فياخذها الى مكتبته الضخمة ويعرض عليها ان تقرأ ما تشاء وإذا أعجبتها فهى ملكاً لها، الأمر الذي يسعدها كثيراً ويجعلها تتقرب شيئا فشيئاً من الوحش وتعرف كم هو في جوهرة انسان طيب القلب، يخرجون يوميا معا للتنزه حول القصر والقراءة واللعب أحياناً.يدب الحب في قلب الوحش تجاه بيل لكن الأخيرة لا تبادله نفس المشاعر وإن تغيرت نظرتها إليه.على الجانب الآخر، نرى والدها حينما يذهب الى القرية ويخبرهم بقصة الوحش والقصر واحتجاز بيل لم يصدقه أحد بل سخروا منه الا غاتسون الذى يجاري موريس والد بيل طمعاً في الحصول عليها ويذهب معه لإنقاذها وفى الطريق يحاول قتله حتى لا يبقى لبيل سواه فتقع في حبه او تستلم لرغبته.لكن موريس ينجو ويذهب مرة أخرى الى القرية فيتهمه غاتسون بالجنون ويحرض أهالي القرية عليه ويأمر بحبسه الى مستشفى الأمراض العقلية الا اذا وافق على تزويجه من بيل لكن الأخير يرفض.في هذه الأثناء تتطلب بيل من الوحش ان ترى والدها فيعطيها المرآة المسحورة فترى والدها في مشكلة، ولان الوحش احبها بصدق يطلب منها المغادرة سريعا لإنقاذ والدها ، وبالفعل تذهب اليه لكن غاتسون يتآمر مرة أخرى عليها ويصفها أيضا بالجنون حينما تحاول اثبات ان الوحش حقيقي لكنه طيب وكريم.ويؤلب اهالى القرية للذهاب الى القصر وقتل الوحش الأمر الذى يشي بنهاية القصة بتغلب الوحش ومعاونيه عليهم لكن غاتسون يضرب الوجش من ظهره بالرصاص الأمر الذى تعلن بيل معه حبها للوحش وهو ما يفك السحر ويعود الوحش اميراً انيقاً وسيماً وتعود الأشياء خدما ومعاونين بشراً.