كابول ـ وكالات: دعا قلب الدين حكمتيار أحد أبرز أمراء الحرب في أفغانستان حركة طالبان إلى وقف القتال وبدء المفاوضات في أول خطاب علني يلقيه منذ توقيعه اتفاق سلام مع الحكومة فيما وصل أوائل عناصر مشاة البحرية الأميركية (المارينز) السبت إلى ولاية هلمند في جنوب افغانستان التي تسيطر حركة طالبان على قسم منها، وذلك لأول مرة منذ انسحاب القوات الأميركية منها عام 2014، من دون ان تتمكن من التغلب على التمرد.وقال حكمتيار لحشد من مؤيديه وسياسيين أفغان في إقليم لغمان شرقي العاصمة كابول "أدعوكم للانضمام لقافلة السلام ووقف تلك الحرب غير المقدسة التي لا جدوى منها ولا معنى لها... أريد أفغانستان إسلامية وحرة وفخورة ومستقلة".وفي فبراير وافق مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة على إسقاط عقوبات مفروضة على حكمتيار مما مهد الطريق لعودته إلى أفغانستان.وطلبت الحكومة الأفغانية الخطوة في إطار اتفاق سلام مع حكمتيار وجماعته المتشددة الحزب الإسلامي في سبتمبر.ورحب الرئيس أشرف عبد الغني بعودة حكمتيار العلنية وقال إن أمير الحرب السابق سيتعاون مع الحكومة.وقال مكتب الرئيس في بيان "عودة زعيم الحزب الإسلامي قلب الدين حكمتيار ستكون لها آثار مهمة على السلام والاستقرار والرخاء والتنمية في كل الجوانب".وتعرض الاتفاق لانتقادات من بعض الأفغان ومن جماعات مدافعة عن حقوق الإنسان بسبب العفو الذي منحه لحكمتيار والعديد من مقاتليه.وقالت باتريشيا جوزمان وهي باحثة في مؤسسة هيومن رايتس ووتش عن الاتفاق إن عودة حكمتيار "سوف تضيف إلى ثقافة الإفلات من العقاب" ووصفتها بأنها "إهانة" لضحايا الانتهاكات.وكان حكمتيار شخصية جدلية خلال التمرد ضد السوفيت في الثمانينيات والحرب الأهلية في التسعينيات واتهم بأنه أمر مقاتليه بقصف كابول مما أدى لسقوط العديد من الضحايا إضافة لانتهاكات أخرى.ولا يلعب الحزب الإسلامي الذي يتزعمه حكمتيار دورا كبيرا في الصراع الحالي في أفغانستان الذي تضطلع فيه طالبان بدور قيادي في قتال الحكومة المدعومة من الغرب.وصنفت الولايات المتحدة التي تقود حملة عسكرية دولية في أفغانستان على مدى السنوات الخمس عشرة الماضية حكمتيار على أنه "إرهابي عالمي" خلال اختبائه لنحو 15 عاما.وأشاد قادة أميركيون وغربيون بالاتفاق معه على أمل أن يساعد في التوصل لاتفاق سلام أشمل في أفغانستان.إلى ذلك وصل أوائل عناصر مشاة البحرية الأميركية (المارينز) إلى ولاية هلمند في جنوب افغانستان التي تسيطر حركة طالبان على قسم منها، وذلك لأول مرة منذ انسحاب القوات الأميركية منها عام 2014، من دون ان تتمكن من التغلب على التمرد.ووصل عناصر المارينز الثلاثون، من فرقة يبلغ اجمالي عناصرها 300، خلال الأيام الماضية، بحسب ما أفاد بعضهم ، وسيواصلون الانتشار في وقت باشرت حركة طالبان "هجوم الربيع" السنوي، متوعدة باستهداف القوات الاجنبية.وشارك قائد القوات الأميركية والأطلسية في أفغانستان الجنرال جون نيكولسون في حفل أقيم بمناسبة عودة قوة النخبة التي منيت بخسائر فادحة في هذه الولاية المضطربة وتعد مركزا لانتاج القنب في البلاد.وتم إرسال طلائع المارينز في سياق التبديل الاعتيادي للقوات الأميركية التي تنشر 8400 عنصر في أفغانستان في إطار قوات الحلف الأطلسي، بهدف دعم القوات الأفغانية في تصديها للمقاتلين الإسلاميين. غير أن 2150 منهم يقومون بعمليات خاصة ضد المجموعات المتهمة بالارهاب.وخلافا لمهماتهم السابقة، فإن المارينز لن يقوموا مبدئيا بدور مباشر في المعارك ضد المتمردين، بل ستقتصر مهمتهم على تقديم التدريب والمشورة إلى قوات الجيش والشرطة الأفغانية.وسيتولون دعم الفرقة 215 في الجيش والفرقة 505 في الشرطة الوطنية التي ستكون في الخطوط الأمامية من المعارك.وتكبدت القوات الأميركية والبريطانية خسائر فادحة في ولاية هلمند المحاذية لباكستان، حيث خسرت مئات العناصر.وتعتبر ايضا اول منطقة في العالم لانتاج الافيون الذي يؤمن لحركة طالبان القسم الأكبر من مداخيلها من خلال خوات تفرضها على المزارعين. ويسيطر المتمردون على عشرة من أقاليم الولاية الـ14 وهم يهددون مباشرة مركزها لشكر كاه.واوضح مسؤولو فرقة المارينز ان "لها ماضيا عملانيا في افغانستان، وخصوصا في ولاية هلمند". واضافوا ان "تقديم المشورة لقوات الامن الافغانية ودعمها سيساعد في الحفاظ على المكاسب التي تحققت مع الافغان" في السنوات الماضية.وقال الخبير العسكري ميرزا محمد يرمان، الجنرال السابق المتقاعد، ان عودة قوات النخبة الاميركية الى هلمند خبر سار. واضاف "اذا ما حاربت القوات الافغانية والاميركية الارهاب سوية في هلمند، فيمكننا عندئذ ان نأمل في تحقيق نتائج ملموسة".لأن القوات الافغانية خسرت مناطق امام عناصر طالبان في الفصول الاخيرة وباتت لا تسيطر إلا على 57 من اقاليم البلاد ال 460.ومنذ انسحاب المارينز ومعظم القوات المقاتلة الغربية، اواخر 2014، استقر تنظيم داعش في شرق أفغانستان، في بضعة اقاليم من ولاية ننغارهار حيث لقي ثلاثة جنود اميركيين مصرعهم اخيرا في مواجهات مع تنظيم الدولة الاسلامية، منهم اثنان هذا الاسبوع.والوضع في هلمند خاص جدا، كما كشف هذا الشتاء الجنرال جون نيكولسون. وقال ان المشكلة فيها لا تقتصر على التصدي لطالبان بل ايضا للشبكات الاجرامية التي تزدهر مع تجارة المخدرات.وقال "يجب الا نرى المواجهة فقط بين الحكومة وطالبان". واضاف "ان ما نراه في ولاية هلمند، هو شبكات اجرامية الى جانب المتمردين ويقاتلون للحفاظ على قدرتهم لجني الاموال".