الحَمْدُ للهِ الَّذِي أَنفَذَ في بَرِيَّتِهِ أَحْكَامَهُ، وَأَجْرَى بِمَشِيئَتِهِ أَقلامَهُ، وَقَدَّرَ عَلى النَّاسِ حِمَامَهُ " كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ " وَأَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ الحَكَمُ العَدْلُ، نَهَى عَنْ تَطْوِيلِ الأَمَلِ وَتَضْيِيعِ العَمَلِ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ وَصَفِيُّهُ وَخَلِيلُهُ، صلى الله عليه وسلم وَعَلى آلِهِ وَصَحْبِهِ الأَطْهَارِ مِنَ المُهَاجِرِينَ وَالأَنْصَارِ وَالمُؤمِنِينَ الأَخْيَارِ.
أَمَّا بَعْدُ، فـ (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ)، ، وَاعْـلَمُوا - عِبَادَ اللهِ - أَنَّ حَيَاةَ الإِنسَانِ مَراحِلُ، وَالنَّاسُ فِي هَذِهِ الدُّنيا مَا بَيْنَ مُستَعِدٍّ لِلرَّحِيلِ وَرَاحِلٍ، وَكُلُّ نَفَـسٍ يُدْنِي مِنَ الأَجَلِ، ودَقَّاتُ قَلْبِ المَرءِ تُباعِدُهُ عَنِ الأَمَلِ، فَكَمْ غَافِلٍ عَنْ مَنِيَّتِهِ يَرْفُلُ فِي ثِيَابِ صِحَّتِهِ! مُتَمَتِّعًا بِنِعْمَةِ العَافِيَةِ، فَرِحًا بِقُوَّتِهِ وَشَبَابِهِ، لا يَخْطُرُ لَهُ الضَّعْفُ بِبَالٍ، وَلا المَوْتُ فِي حَالٍ مِنَ الأَحْوَالِ، هَجَمَ عَلَيْهِ المَرَضُ، وَجَاءَهُ الضَّعْفُ بَعْدَ القُوَّةِ، وَحَلَّ الهَمُّ مَحَلَّ الفَرَحِ فِي نَفْسِهِ، وَلَمْ يَعُدْ يُؤْنِسُهُ جَلِيسُهُ، فَصَارَ يُفَكِّرُ فِي عُمُرٍ أَفْنَاهُ، وَشَبَابٍ أَضَاعَهُ وَأَبْلاهُ فِي غَيْرِ طَاعَةِ اللهِ، وَيَتَذَكَّرُ أَمْوَالاً جَمَعَهَا، وَدُورًا بَنَاهَا، وَقُصُورًا شَيَّدَهَا، وَلَكِنْ مَا الحِيلَةُ إِذَا اسْـتَفْحَلَ الدَّاءُ وَلَمْ يُفِدِ الدَّوَاءُ، وَتَحَيَّرَ الطَّبِيبُ فِي العِلاجِ؟! عِنْدَ هَذَا يَسْـتَشْعِرُ النَّدَمَ عَلَى مَا فَاتَ وَمَضَى، وَأَنَّى لَهُ ذَلِكَ " يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آَيَاتِ رَبِّكَ لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آَمَنَتْ مِنْ قَبْلُ "
أَيُّهَا المُسلِمُونَ:
رُوِيَ عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ: ((إِذَا أَمْسَيْتَ فَلا تَنْتَظِرِ الصَّبَاحَ وَإِذَا أَصْبَحْتَ فَلا تَنْتَظِرِ المَسَاءَ وَخُذْ مِنْ صِحَّـتِكَ لِمَرَضِكَ وَمِنْ حَيَاتِكَ لِمَوْتِكَ)). إِنَّ التَّلَهِّيَ بِطُولِ الأَمَلِ، عَلَى العَاقِلِ الكَيِّسِ أَنْ يَكُونَ مِنْ خَطَرِهِ فِي خَشْيَةٍ وَوَجَلٍ، وَمِنْ تَخَطُّفِهِ وَاستِدْرَاجِهِ عَلَى حَيْطَةٍ وَتَنَبُّهٍ وَحَذَرٍ؛ لأَنَّهُ إِيحَاءٌ مُضِلٌ مِنْ إِيحَاءَاتِ الشَّيْطَانِ، وَجُنُوحٌ بِالإِنْسَانِ إِلَى الدَّعَةِ وَالهَوَانِ، قَالَ تعالَى: " رُبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كَانُوا مُسْلِمِينَ ، ذَرْهُمْ يَأْكُلُوا وَيَتَمَتَّعُوا وَيُلْهِهِمُ الْأَمَلُ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ ، فَالتَّلَهِّي بِطُولِ الأَمَلِ - يَا عِبَادَ اللهِ- يُقْسِي القَلْبَ وَيَحْمِلُ الإِنْسَانَ عَلَى عَدَمِ الصَّبْرِ عَنِ الشَّهَوَاتِ، وَيَدْفَعُهُ إِلَى ارتِكَابِ المَعَاصِي وَيُبْعِدُهُ عَنِ الطَّاعَاتِ، وَقَدْ جَاءَ فِي الأَثَرِ: (إِيَّاكُمْ وَطُولَ الأَمَلِ فَإِنَّ مَنْ أَلهَاهُ أَمَلُهُ أَخْزَاهُ عَمَلُهُ). كَذَلِكَ الاغْتِرَارُ بِسَرَابِ الأَمَانِيِّ وَالتَّمَسُّكُ بِحِبَالِهَا الوَاهِيَةِ؛ يَدْفَعُ المُتَعَلِّقَ بِهَا إِلَى التَّسْوِيفِ وَتَأْجِيلِ العَمَلِ، وَلَقَدْ نَعَى القُرآنُ الكَرِيمُ أَمْرَ أُولَئِكَ الَّذِينَ نَسُوا أَنْفُسَهُمْ فَاغتَرُّوا بِالأَمَانِيِّ وَلَمْ يُقَدِّمُوا لأَنْفُسِهِمْ مِنْ صَالِحِ العَمَلِ مَا يَنْفَعُهُمْ فِي أُخْرَاهُمْ حَتَّى أَتَاهُمْ رَيْبُ المَنُونِ، فَقَالَ سُبْحَانَهُ حَاكِيًا حَالَهُمْ: " يُنَادُونَهُمْ أَلَمْ نَكُنْ مَعَكُمْ قَالُوا بَلَى وَلَكِنَّكُمْ فَتَنْتُمْ أَنْفُسَكُمْ وَتَرَبَّصْتُمْ وَارْتَبْتُمْ وَغَرَّتْكُمُ الْأَمَانِيُّ حَتَّى جَاءَ أَمْرُ اللَّهِ وَغَرَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ "
إِخْوَةَ الإِيمَانِ:
إِنَّ طُولَ الأَمَلِ وَالتَّسْوِيفَ الهَادِمَ لِلْعُمُرِ بِلا فَائِدَةٍ، هُوَ مِنْ أَهَمِّ أَسْبَابِ انسِيَاقِ النَّفْسِ نَحْوَ رَغَبَاتِهَا وَهَوَاهَا، وَالاستِجَابَةِ لِدَوَاعِيهَا وَشَهَوَاتِهَا، دُونَمَا رَقِيبٍ مِنْ ضَمِيرٍ أَوْ عَقْلٍ أَوْ نَظَرٍ فِي عَوَاقِبِ الأُمُور، يَقُولُ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ -كَرَّمَ اللهُ وَجْهَهُ-: (إِنَّ أَخْوَفَ مَا أَخَافُ عَلَيْكُمْ اتِّبَاعُ الهَوَى وَطُولُ الأَمَلِ، فَأَمَّا اتِّبَاعُ الهَوَى فَيَصُدُّ عَنِ الحَقِّ، وَأَمَّا طُولُ الأَمَلِ فَيُنْسِي الآخِرَةَ)، فَهَوَى النَّفْسِ شَرُّ دَاءٍ خَالَطَ القَلْبَ، يُنْتِجُ مِنَ الأَخْلاقِ أَقْبَحَهَا، وَيُظْهِرُ مِنَ الأَفْعَالِ أَرْدَاهَا قَالَ تَعَالَى: " فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءَهُمْ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنَ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ " ، فَاتِّبَاعُ هَوَى النَّفْسِ يَصُدُّ عَنْ جَادَّةِ السَّبِيلِ، وَيُحِيلُ القُوَى وَالطَّاقَاتِ إِلَى وِجْهَةِ الضَّيَاعِ وَالتَّعْطِيلِ، يَهْدِمُ عُمُرَ الإِنْسَانِ وَيُرْدِيهِ، وَعَنِ السَّلامَةِ يُبْعِدُهُ وَيُعْمِيهِ، وَلِكَأْسِ التَّعَاسَةِ وَالشَّقَاوَةِ يَسْـقِيهِ. فَعَلَى العَاقِلِ - يَا عِبَادَ اللهِ - أَنْ يَكُونَ لِهَوَاهُ مُسَوِّفًا، وَعَنْ إِطَالَةِ الآمَالِ وَالتَّمَسُّكِ بِالأَمَانِيِّ مُبتَعِدًا مُتَأَفِّـفًا، وَأَنْ يَنْظُرَ إِلَى مَا يَسُوءُ عَاقِبَتَهُ فَيُوَطِّنَ نَفْسَهُ عَلَى مُجَانَبَتِهِ، وَأَنْ يُعَالِجَ دَوَاعِيَ النَّفْسِ السَّلْبِيَّةَ بِالعَزْمِ القَوِيِّ عَلَى هِجْرَانِهَا، وَالصَّبْرِ الجَمِيلِ عَلَى مُخَالَفَتِهَا، فَبِذَلِكَ تَسْعَدُ نَفْسُهُ، وَيَسْـتَرِيحُ ضَمِيرُهُ، يَقُولُ صلى الله عليه وسلم : ((الكيِّسُ مَنْ دَانَ نَفْسَهُ وَعَمِلَ لِمَا بَعْدَ المَوْتِ، وَالعَاجِزُ مَنْ أَتْبَعَ نَفْسَهُ هَوَاهَا وَتَمَنَّى عَلَى اللهِ الأَمَانِيَّ)).
فَاتَّقُوا اللهَ - عِبَادَ اللهِ -، وَاعمَلُوا بِجِدٍّ وَتَفَانٍ، فَالْعُمُرُ كُلُّهُ دَقَائِقُ وَثَوَانٍ، وَالحَيَاةُ لا تَقْبَلُ أَيَّ كَسْلانَ عَنْ خَيْرِ أُمَّـتِهِ مُتَوَانٍ، " وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ "
أقُولُ قَوْلي هَذَا وَأسْتغْفِرُ اللهَ العَظِيمَ لي وَلَكُمْ، فَاسْتغْفِرُوهُ يَغْفِرْ لَكُمْ إِنهُ هُوَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ، وَادْعُوهُ يَسْتجِبْ لَكُمْ إِنهُ هُوَ البَرُّ الكَرِيْمُ.
*** *** ***
الحَمْدُ للهِ الحَلِيمِ الغَفَّارِ، مَنْ آمَنَ بِهِ وَعَمِلَ صَالِحًا أَمِنَ العِثَارَ، وَنَجَا مِنَ الأَخْطَارِ، وَأَشْهَدُ أَن لاَّ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، وَجَّهَ آمَالَ العِبَادِ إِلَى التَّطَلُّعِ لِبُلُوغِ الجَنَّةِ بِخَيْرِ زَادِ، وَأَشْهَدُ أَنَّ سَيِّدَنَا وَنَبِيَّنَا مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، دَعَا العِبَادَ إِلَى سَبِيلِ الرَّشَادِ، وَحَذَّرَهُمْ يَوْمَ التَّنَادِ، صلى الله عليه وسلم وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ الأَمْجَادِ، وَالتَّابِعِينَ لَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ المَعَادِ.
أَمَّا بَعْدُ؛ فَيَا عِبَادَ اللهِ:
إِنَّكُمْ فِي أيَّامِ عَمَلٍ مِنْ وَرَائِهِ أجَلٌ، فَمَنْ وَفَّى فِي أيَّامِ عَمَلِهِ قَبْلَ حُضُورِ أجَلِهِ نَفَعَهُ عَمَلُهُ، وَمَنْ ضَيَّعَ فَقَدْ خَسِرَ عَمَلَهُ وَضَرَّهُ أمَلُهُ، " اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطَامًا وَفِي الْآَخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ "
فَلَحْظَةٌ وَاحِدَةٌ مِنْ عُمُرِكُمْ تَمُرُّ عَلَيْكُمْ، هِيَ إِمَّا لَكُمْ أَوْ عَلَيْكُمْ، إِمَّا عَمَلٌ بِمَرْضَاةِ اللهِ، أَوْ وُقُوعٌ فِيمَا حَرَّمَ اللهُ، " إِنَّهَا لَإِحْدَى الْكُبَرِ ، نَذِيرًا لِلْبَشَرِ ، لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَتَقَدَّمَ أَوْ يَتَأَخَّرَ " ، فَالتَّقَدُّمُ يَكُونُ بِالطَّاعَةِ وَالعَمَلِ الصَّالِحِ، وَالتَّأَخُّرُ هُوَ بِضَيَاعِ الأَعْمَارِ، وَعَدَمِ الخَوْفِ مِنَ الجَبَّارِ، فَاعْرِفُوا أَنفُسَكُمْ بِهَذِهِ اللَّحَظَاتِ، وَتَزَوَّدُوا مِنْ هَذِهِ الدَّارِ الدُّنْيَا العَمَلَ الصَّالِحَ؛ إذ لاَ بُدَّ لِلْمُسْلِمِ أَنْ يَتَدَارَكَ مَا فَاتَ قَبْـلَ إِدْبَارِ العُمُرِ وَنُزُولِ هَادِمِ اللَّذَّاتِ وَمُفَرِّقِ الجَمَاعَاتِ.
فَاتَّقُوا اللهَ يَا -عِبَادَ اللهِ-، وَاعْمَلوا مَا دَامَتِ الأَرْكَانُ قَوِيَّةً، وَالجَوَارِحُ سَوِيَّةً، وأَقْبِلُوا عَلَى مَا كُلِّفْتُمُوهُ مِنْ إِصْلاحِ آخِرَتِكُمْ، وَلا تَسْـتَعْمِلُوا جَوَارِحَ غُذِّيَتْ بِنِعْمَةِ اللهِ فِي التَّعَرُّضِ لِسَخَطِهِ، وَاجْعَلُوا شُغْلَكُمْ بِالتِمَاسِ مَغْفِرَتِهِ وَالتَّقَرُّبِ إلَيْهِ بِطَاعَتِهِ.
هَذَا وَصَلُّوا وَسَلِّمُوا عَلَى إِمَامِ المُرْسَلِينَ، وَقَائِدِ الغُرِّ المُحَجَّلِينَ، فَقَدْ أَمَرَكُمُ اللهُ تَعَالَى بِالصَّلاةِ وَالسَّلامِ عَلَيْهِ فِي مُحْكَمِ كِتَابِهِ حَيْثُ قَالَ عَزَّ قَائِلاً عَلِيمًا: إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا.
اللَّهُمَّ صَلِّ وسَلِّمْ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ، كَمَا صَلَّيْتَ وسَلَّمْتَ عَلَى سَيِّدِنا إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ سَيِّدِنا إِبْرَاهِيمَ، وَبَارِكْ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ، كَمَا بَارَكْتَ عَلَى سَيِّدِنَا إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ سَيِّدِنا إِبْرَاهِيمَ، فِي العَالَمِينَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، وَارْضَ اللَّهُمَّ عَنْ خُلَفَائِهِ الرَّاشِدِينَ، وَعَنْ أَزْوَاجِهِ أُمَّهَاتِ المُؤْمِنِينَ، وَعَنْ سَائِرِ الصَّحَابَةِ أَجْمَعِينَ، وَعَنْ المُؤْمِنِينَ وَالمُؤْمِنَاتِ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ، وَعَنَّا مَعَهُمْ بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.
اللَّهُمَّ اجْعَلْ جَمْعَنَا هَذَا جَمْعًا مَرْحُومًا، وَاجْعَلْ تَفَرُّقَنَا مِنْ بَعْدِهِ تَفَرُّقًا مَعْصُومًا، وَلا تَدَعْ فِينَا وَلا مَعَنَا شَقِيًّا وَلا مَحْرُومًا.
اللَّهُمَّ أَعِزَّ الإِسْلامَ وَالمُسْلِمِينَ، وَوَحِّدِ اللَّهُمَّ صُفُوفَهُمْ، وَأَجْمِعْ كَلِمَتَهُمْ عَلَى الحَقِّ، وَاكْسِرْ شَوْكَةَ الظَّالِمِينَ، وَاكْتُبِ السَّلاَمَ وَالأَمْنَ لِعِبادِكَ أَجْمَعِينَ.
اللَّهُمَّ يَا حَيُّ يَا قَيُّومُ يَا ذَا الجَلالِ وَالإِكْرَامِ، لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ سُبْحَانَكَ بِكَ نَستَجِيرُ، وَبِرَحْمَتِكَ نَسْتَغِيثُ أَلاَّ تَكِلَنَا إِلَى أَنْفُسِنَا طَرْفَةَ عَيْنٍ، وَلا أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ وَلا أَكْثَرَ، وَأَصْلِحْ لَنَا شَأْنَنَا كُلَّهُ يَا مُصْلِحَ شَأْنِ الصَّالِحِينَ.
اللَّهُمَّ رَبَّنَا احْفَظْ أَوْطَانَنَا وَأَعِزَّ سُلْطَانَنَا وَأَيِّدْهُ بِالحَقِّ وَأَيِّدْ بِهِ الحَقَّ يَا رَبَّ العَالَمِينَ، اللَّهُمَّ أَسْبِغْ عَلَيْهِ نِعْمَتَكَ، وَأَيِّدْهُ بِنُورِ حِكْمَتِكَ، وَسَدِّدْهُ بِتَوْفِيقِكَ، وَاحْفَظْهُ بِعَيْنِ رِعَايَتِكَ.
اللَّهُمَّ أَنْزِلْ عَلَيْنَا مِنْ بَرَكَاتِ السَّمَاءِ وَأَخْرِجْ لَنَا مِنْ خَيْرَاتِ الأَرْضِ، وَبَارِكْ لَنَا فِي ثِمَارِنَا وَزُرُوعِنَا وكُلِّ أَرْزَاقِنَا يَا ذَا الجَلالِ وَالإِكْرَامِ. رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ.
اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلمُؤْمِنِينَ وَالمُؤْمِنَاتِ، المُسْلِمِينَ وَالمُسْلِمَاتِ، الأَحْيَاءِ مِنْهُمْ وَالأَمْوَاتِ، إِنَّكَ سَمِيعٌ قَرِيبٌ مُجِيبُ الدُّعَاءِ.
عِبَادَ اللهِ: " إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ "