تناقش حلولاً للتغلب على الصعوبات التي تواجه القطاع المائي بالسلطنةكتب ـ سليمان بن عثمان أولادثاني:نظمت الجمعية العمانية للمياه يوم أمس ندوة حول الإدارة المستدامة للمياه في النظم البيئية الجبلية الهشة بالجبل الأخضر وذلك تحت رعاية معالي محمد بن سالم التوبي وزير البيئة والشؤون المناخية بمنتجع انتارا الجبل الأخضر بحضور عدد من أصحاب المعالي والسعادة والمسؤولين بالمؤسسات العامة والخاصة وعدد من أهالي النيابة.بدأت الندوة بكلمة المهندس زاهر بن خالد السليماني رئيس الجمعية العمانية للمياه قال فيها: لقد شهدت السلطنة منذ فجر النهضة المباركة تطوراً هائلاً شمل معظم القطاعات التنموية وما يصاحب ذلك من تأثير على مفردات البيئة بصفة عامة وبالاخص زيادة الطلب على المياه في جميع الاستخدامات لذا بدأت احوال المياه في السلطنة تتغير كما هو حال الخدمات الاخرى حيث تضاعف الطلب على المياه كنتيجة حتمية للتنمية المتسارعة التى شهدتها السلطنة خلال السنوات الماضية في شتى المجالات وجاء التركيز في هذه الندوة على المناطق الجبلية لحساسية وضعها وسرعة تأثرها بالانشطة التنموية والتنافس الشديد على مصادر المياه المتاحة والشحيحة أصلاً بين قطاعات الاستخدام المتعددة وأهمها الاستخدامات المنزلية والزراعية والتجارية والصناعية وكلها قطاعات مهمة لا يمكن الاستغناء عنها لذا وجب التوازن في الاستخدام بينها حسب اولويتها واهميتها لخدمة المجتمع ولا شك ان دخول مياه التحلية للاغراض المنزلية ومياه الصرف المعالجة للاستخدامات الاخرى يخفف الضغط على خزانات المياه الجوفية ويحسن من وضع الميزان المائي.وفي هذا السياق يكون مناسباً تشكيل فريق عمل أو لجنة تجمع جميع أصحاب العلاقة بالمياه يكون مهمتها توحيد الجهود في ما يتعلق بالمياه في الجبل الأخضروقد نظمت الجمعية العمانية للمياه هذه الندوة وهي الثانية عشرة في سلسلة الندوات التي أخذت على عاتقها تنظيمها في جميع محافظات السلطنة.بعدها قدمت الجمعية فيلماً وثائقياً تعريفياً بالجمعية وأهدافها ودورها البارز في المحافظة على الثروة المائية واستعراض أعمال الجمعية وانجازاتها.بعدها قدم الدكتور محمد بن سيف الكلباني مدير الندوة ورقة عمل بعنوان:(الجبال في العالم وخزانات المياه للنظم البئية الهشة) والذي استعرض فيها أنواع الجبال والطبيعة الجغرافية لجبال السلطنة التي تتنوع بمقومات صخرية وكذلك التغيرات المناخية التي تواجه الثروة المائية.كما قام الدكتور مدير الندوة بإستعراض خصائص المناطق الجافة وشبه الجافة وايضا التحديات التي تواجهها تلك المناطق منها التركز السكاني لتلك المناطق، كما أن قلة البيانات الهدرولوجية لتلك المناطق تشكل تحديا كبيرا في وضع المؤشرات الحقيقية.أما الورقة الثانية فقدمها المكرم راشد بن عبدالله اليحيائي عميد كلية العلوم الزراعية والبحرية بجامعة السلطان قابوس حول موارد المياه في جبال عمان وآفاق انتاج الفاكهة، حيث استعرضت ورقة العمل الموارد المائية المتاحة بالجغرافية العمانية وكذلك الانتاج العام للفواكة بالحقول العمانية التي تنتج وتم إدخال التحسينات عليها، وكذلك استعرضت الورقة أهم التحديات والصعوبات التي تواجهه هذا القطاع وكذلك المقترحات والحلول لها من خلال إعداد الدراسات والخروج بنموذج بيئي متكامل وأيضاً دراسة المناخ الزراعي وتأثير التغيرات المناخية كالأمطار والحرارة على جودة الثمار المنتجة، وكذلك دراسة الجوانب الاجتماعية والاقتصادية فالإنتاج وجودته مرتبط ارتباطاً مباشراً بالمزارع ومدى عمله وخطط التسويق والتخزين .. وغيرها.كما تم استعراض كتاب (مشروع المليون نخلة) الذي يحتوي على تفاصيل المشروع وما تم انجازه وقد تم إهداء راعي المناسبة نسخة من الكتاب، بعدها تم افتتاح الجلسات الحوارية والتي أدارها الدكتور راشد بن يحيى العبري أمين سر الجمعية والتي تحدثت عن الادارة المستدامة للمياه بالمناطق الجبلية واستخدام التقنيات الجديدة وآلية تنويع المياه بالجبل الأخضر وكذلك الحديث عن الوضع المائي بالجبل الاخضر وأهمية السدود الجوفية التي تعتبر أحد الحلول لمشكلة النقص الحاد للمياه بالنيابة.كما تم التطرق خلال الجلسة لشبكات المياه بالمناطق الجبلية بمحافظتي الداخلية وجبال مسندم، ومن خلال الجلسة دار الحوار ومناقشة الحلول المناسبة للصعوبات التي تواجه القطاع المائي.