يشكل معلما تاريخيا مهما للولايةقريات ـ من عبدالله بن سالم البطاشي:يقع برج الصيرة بساحل ولاية قريات على قمة نتوء صخري على شاطئ البحر، تحيط به مياه البحر في منظر رهيب، وهو على شكل دائري ، وتشير الخرائط البرتغالية للمنطقة أن هذا البرج كان موجوداً في فترة وجودهم ، ومن الممكن أنه يكون قد شيد في فترة سابقة بهدف التحكم والمراقبة أو كمنارة بحرية، خاصة وأن قريات اشتهرت بدورها التجاري والملاحي عبر التاريخ ، وخضع هذا البرج للترميم والتجديد. وتشير مصادر أخرى إلى أن البرج بُني في زمن الإمام ناصر بن مرشد اليعربي ، على يد ابن عمه سلطان بن سيف اليعربي ، بغرض مراقبة السفن البرتغالية ، وحيث رمم البرج أو أعيد بناؤه في عهد السلطان السيد تيمور بن فيصل عام ألف وثلاثمائة وثلاثة وثلاثين هجرية / ألف وتسعمائة وأربعة عشرية ميلادية ، كما أُعيد ترميمه في العام ألف وتسعمائة وخمسة وتسعين ميلادية في فترة إنشاء ميناء الصيد البحري .ويشكل برج الصيرة اليوم معلماً تاريخياً مهما للولاية ، ومنظراً رائعاً يتجسد فيه جمال العمارة العمانية وهندستها الراقية ، وتتداول صوره في أروقة كثيرة من العالم ، فارتفاع قاعدته أكسبه إطلالة رائعة على البحر والبر وسط نسمات الكوس الباردة ، ورشات مياه البحر المنعشة ، وصوت زقزقة وتغريد طيور البحر البهيجة ، ومنظر رقصات أسماك الصيمة والعومة في المياه الصافية ، وخرير أمواج البحر المتلاطمة، المنكسرة على صخورها البلورية المتلألئة ، وبين كهوفها وفوالقها وأخاديدها الصخرية الغائرة . وكان قديماً يزف إلى الصيرة العرسان وللاحتفال بختان الصبيان للتبرك بمكانة موقعه، اعتقاداً بوجود قبر ولي صالح في ذلك المكان يسمى الشيخ مسعود ، حيث يزف المعرس بمصاحبة فرقة التنجيلية أو المالد ، وفنون النساء في مسيرة على الأقدام من منزل المعرس إلى الصيرة ، ليستحم ويرتدي ملابس العرس الجديدة ، ومن ثم العودة به إلى منزله ، (وقد تلاشت هذه العادة الآن) .كما تمثل صخرة الصيرة بساحل قريات معلماً ومقصداً للهواة ولصيد الأسماك الصغيرة كالصيمة، وهي في الوقت ذاته أحد الأمكنة الساحلية التي يقصدها الناس للاستجمام ، والاستمتاع بمشهد الشروق في الصباح الباكر ، وكذلك بمنظر الغروب في المساء ، وحيث قامت بلدية مسقط في السنوات الماضية بتجميل الساحة المجاورة للصيرة ؛ بهدف تشجيع السياحة ، وهو مكان رائع للسياحة العائلية ، حيث الطبيعة تعانق التراث والبحر .