الحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالَمِينَ، آخَى بَيْنَ قُلُوبِ المُؤْمِنينَ، وَأَوْصَى بِالصَّاحِبِ فِي كِتَابِهِ المُبِينِ، وَأشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، دَعَا إِلَى مُجَالَسَةِ الصَّالِحِينَ وَمُصَاحَبَةِ الصَّادِقِينَ، وَأشْهَدُ أَنَّ سَيِّدَنَا وَنَبِيَّنَا مُحَمَّدًا عَبْدُ اللهِ وَرَسُولُهُ، حَثَّ عَلَى حُسْنِ الصُّحْـبَةِ بِالتَّوَاصُلِ وَالتَّرَاحُمِ وَالمَوَدَّةِ، صلى الله عليه وسلم وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ، وَعَلَى كُلِّ مَنِ اهْـتَدَى بِهَدْيِهِ، وَاسْـتَنَّ بِسُنَّتِهِ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ. أَمَّا بَعْدُ، فَـ " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ " وَاعْـلَمُوا - رَحِمَكُمُ اللهُ - أنَّ الإِسْلامَ دِينُ الأَخْلاقِ الفَاضِلَةِ والقِيَمِ الإِنْسَانِيَّةِ، فمَعَالِمُهُ تُرشِدُ إِلَى الخَيْرِ، وَتَدْعُو إِلَى الصَّلاحِ، وَتُرَغِّبُ فِي الاجتِمَاعِ وَمُخَالَطَةِ النَّاسِ، تَدْعِيمًا لِلعَلاقَاتِ الاجتِمَاعِيَّةِ وَشَدًّا لأَوَاصِرِ الصِّلاتِ الإِنْسَانِيَّةِ، فَلا عَجَبَ أَنْ حَثَّ الإِسْلامُ عَلَى المُصَاحَبَةِ وَالصَّدَاقَةِ، وَرَغَّبَ فِي السَّعْيِ إِلَيْهَا، فَالصَّدِيقُ مِنْ ضَرُورَاتِ الحَيَاةِ إِذْ لا بُدَّ لِلْمَرْءِ فِي هَذِهِ الحَيَاةِ مِنْ جُلَسَاءَ وَأَصْحَابٍ يَتَحَدَّثُ مَعَهُمْ، وَيَتَحَدَّثُونَ مَعَهُ، يَبُثُّ لَهُمْ هُمُومَهُ وَيَشْكُو إِلَيْهِمْ أَحْـزَانَهُ، وَمِنْ هُنَا وَجَّهَ دِينُنَا الحَنِيفُ إِلَى ضَرُورَةِ اصطِفَاءِ الصَّدِيقِ، وَالحِرْصِ عَلَى صَادِقِ الإِخَاءِ وَالصُّحْبَةِ، فَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: ((المَرْءُ عَلَى دِينِ خَلِيلِهِ، فَلْيَنْظُرْ أَحَدُكُمْ مَنْ يُخَالِلُ))، إنَّ أَفْضَلَ مَا يَدْعُو إِلَى الصُّحْـبَةِ فَضَائِلُ المَرْءِ وَمَحَاسِنُهُ، وَجَمِيلُ صِفَاتِهِ وَمَحَامِدُهُ، وَهَذَا مَا فَعَلَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم ، فَقَد تَخَيَّرَ مِنْ بَيْنِ أَصْحَابِهِ صَدِيقًا مُخْلِصًا، وَخِلاًّ وَفِيًّا، هُوَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ - رَضِيَ اللهُ عَنْهُ - ، وَقَدْ كَانَ نِعْمَ الصَّاحِبُ وَالصَّدِيقُ. عِبَادَ اللهِ:إِنَّ إِنْشَاءَ الصِّلاتِ وَتَكْوِينَ الصَّدَاقَاتِ أَمْرٌ مَرْغُوبٌ وَعَمَلٌ مَحْمُودٌ، وَلَكِنْ ضِمْنَ ضَوَابِطَ وَقُيُودٍ، وَمِنْ هُنَا حَثَّ الإِسْلامُ عَلَى حُسْنِ اختِيَارِ الصَّدِيقِ وَانتِقَائِهِ؛ ضَمَانًا لِصَفَاءِ الحُبِّ وَنَقَائِهِ، وَقَدْ قِيلَ: ((قُلْ لِي مَنْ صَدِيقُكَ؟ أَقُلْ لَكَ مَنْ أَنْتَ))، لأَنَّ طَبْعَ الإِنْسَانِ يَجْعَلُهُ يَتَأَثَّرُ بِطَبْعِ صَدِيقِهِ وَجَلِيسِهِ، لِذَا كَانَ مِنَ الوَاجِبِ عَلَى المَرْءِ أَنْ يَنْتَقِيَ أَصْدِقَاءَهُ قَبْـلَ أَنْ يُخَالِطَهُمْ لِمَا لَهُمْ مِنْ أَثَرٍ عَلَيْهِ، فَالعَاقِلُ هُوَ الَّذِي يَخْـتَارُ صَدِيقَهُ عَلَى أَسَاسٍ مِنْ ثَرَاءِ رُوحِهِ وَخِصَالِهِ، لا عَلَى أَسَاسٍ مِنْ مَظْهَرِهِ وَثَرَاءِ مَالِهِ، حَتَّى يَسْـلَمَ فِي حَيَاتِهِ وَمَآلِهِ. فَرُبَّ صَدِيقٍ جَلَسَ مَعَ صَدِيقِهِ سَاعَةً أَنْجَاهُ، لأَنَّهُ سَلَكَ بِهِ طَرِيقَ الهُدَى وَالنَّجَاةِ، وَرُبَّ آخَرَ أَهْـلَكَهُ وَأَرْدَاهُ، فَفِي الأَوَّلِ يَقُولُ اللهُ تَعَالَى: " الأَخِلاَّءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلاَّ الْمُتَّقِينَ ، يَا عِبَادِ لَا خَوْفٌ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ وَلَا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ " وَفِي الصَّدِيقِ الآخَرِ يَقُولُ تَعَالَى: وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلا ، يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا ، لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنْسَانِ خَذُولًا "إِخْوَةَ الإِيمَانِ:إِنَّ مَنْ أَحْسَنَ اختِيَارَ صَدِيقِهِ كَأَنَّمَا أَحْسَنَ اختِيَارَ حَيَاتِهِ؛ لأَنَّ الصَّدَاقَةَ الحَقَّةَ ارتِبَاطٌ بَيْنَ قَلْبَيْنِ، وَمُشَارَكَةٌ بَيْنَ اثنَيْنِ عَلَى مُسْـتَوًى رَفِيعٍ مِنَ التَّفَاهُمِ وَالأَخْلاقِ، فَلا يَكُونُ صَدِيقًا إلاَّ مَنْ صَدَقَ فِي صَدَاقَتِهِ، وَأَخْـلَصَ فِي مَحَبَّـتِهِ، وَبَرْهَنَ عَلَى مَوَدَّتِهِ، هَذَا الَّذِي إِنْ مَدَدتَ يَدَكَ بِخَيْرٍ مَدَّهَا، وَإِنْ رَأَى مِنْكَ حَسَنَةً عَدَّهَا، وَإِنْ رَأَى سَيِّـئَةً عَذَرَكَ فَسَدَّهَا، إِنْ سَأَلتَهُ أَعْـطَاكَ، وَإِنْ سَكَتَّ ابتَدَاكَ، وَإِنْ نَزَلَتْ بِكَ نَازِلَةٌ وَاسَاكَ، إِنَّ مِنْ فَوَائِدِ الشَّدَائِدِ أَنَّهَا تُقَرِّبُ الصَّدِيقَ إِلَى صَدِيقِهِ، وَتُدْنِي قَلْبَيْهِمَا، حَيْثُ تُشْعِلُ مَشَاعِرَ الوُدِّ، وتُذْكِي عَوَاطِفَ الأُخُوَّةِ، وَيَكُونُ لِذَلِكَ مَا بَعْدَهُ مِنَ الأَثَرِ الجَمِيلِ، مُتَمَثِّلاً فِي قُوَّةِ الوِفَاقِ وَالوِئَامِ، وَمُتَرْجَمًا إِلَى المُؤَازَرَةِ وَالالتِحَامِ، إِنَّ الأَخَ المُشْفِقَ مِرآةٌ لأَخِيهِ، إِنْ رَأَى فِيهِ خَيْرًا أَبْـقَاهُ، وَإِنْ رَأَى بِهِ عَيْبًا أَمَاطَهُ عَنْهُ وَأَلقَاهُ. وَهَذَا مَا عَنَاهُ المُصْـطَفَى صلى الله عليه وسلم بِقَوْلِهِ: ((المُؤْمِنُ مِرآةُ المُؤْمِنِ))؛ حَيْثُ يَدفَعُهُ إِيمَانُهُ أَنْ يُحِبَّ لأَخِيهِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ، وَقَدْ قِيلَ: لا تَصْحَبْ مَنْ لا يَسُرُّكَ حَالُهُ، وَلا يَدُلُّكَ عَلَى اللهِ مَقَالُهُ، يَقُولُ اللهُ تَعَالَى: " وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا " ، إِنَّ صُحْـبَةَ الأَخْيَارِ تُورِثُ الخَيْرَ، كَالرِّيحِ إِذَا مَرَّتْ عَلَى طِيبٍ حَمَلَتْ طِيبًا. ألا فَاتَّقُوا اللهَ - عِبَادَ اللهِ -، وَتَخَيَّرُوا لِصَدَاقَتِكُمْ أَحَاسِنَ النَّاسِ أَخْلاقًا الَّذِينَ إِنْ غِبْتَ عَنْهُمْ حَفِظُوكَ، وَإِنِ اسْـتَشَرتَهُمْ نَصَحُوكَ، وَإِنْ اسْـتَعَنْتَهُمْ أَعَانُوكَ، وَإِنْ حُدتَ عَنِ المَنْهَجِ السَّوِيِّ رَدُّوكَ. جَعَلَنَا اللهُ وَإِيَّاكُمْ مِمَّنْ يُحْشَرُونَ فِي زُمْرَةِ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيـقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا.أقُولُ قَوْلي هَذَا وَأسْتغْفِرُ اللهَ العَظِيمَ لي وَلَكُمْ، فَاسْتغْفِرُوهُ يَغْفِرْ لَكُمْ إِنهُ هُوَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ، وَادْعُوهُ يَسْتجِبْ لَكُمْ إِنهُ هُوَ البَرُّ الكَرِيْمُ.*** *** ***الحَمْدُ للهِ العَزِيزِ الغَفَّارِ، أَمَرَنَا بِصُحْـبَةِ الأَخْيَارِ، وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ سَيِّدَنَا وَنَبِيَّنَا مُحَمَّدًا عَبْدُ اللهِ وَرَسُولُهُ، نَهَى عَنْ مُرَافَقَةِ الأَشْرَارِ، صلى الله عليه وسلم وَعَلَى آلِهِ وَالأصَحَابِ، وَالتَّابِعِينَ لَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ المَعَادِ. أَمَّا بَعْدُ، فَيَا عِبَادَ اللهِ:لَقَدْ حَذَّرَ المُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم مِنْ مُجَالَسَةِ الأَشْرَارِ وَمُصَاحَبَةِ أَهْـلِ السُّوءِ، فَقَال: ((وَمَثَلُ الجَلِيسِ السُّوءِ كَمَثَلِ صَاحِبِ الكِيرِ إِنْ لَمْ يَصِبْكَ مِنْ سَوَادِهِ أَصَابَكَ مِنْ دُخَانِهِ)). فَإِنْ كَانَتْ تِلْكَ حَالُ الجَلِيسِ الَّذِي قَدْ تَجْـتَمِعُ بِهِ فِي لِقَاءٍ عَابِرٍ، فَكَيْفَ بِكَ مَعْ صَاحِبِ العُمْرِ الَّذِي يُخَالِطُكَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ؟ إِنَّ الإِنْسَانَ مَوْسُومٌ بِسِيمَا مَنْ قَارَبَ وَمُنْسُوبَةٌ إِلَيْهِ أَفْعالُ مَنْ صَاحَبَ، فَالصَّدِيقُ السَّيِّئُ ضَرَرٌ عَلَى صَاحِبِهِ، وَكَمْ مِنْ رَجُلٍ كَانَ يَنْعَمُ بِهُدُوءِ البَالِ وَاستِقْرَارِ الحَالِ تَبَدَّلَتْ أَحْوَالُهُ وَسَاءَ مَآلُهُ بِسَبَبِ صُحْـبَةِ أَهْلِ المُخَدِّراتِ أَوِ المُفَتِّراتِ، فتَسَلَّلَتْ إِلَيْهِ العِلَلُ وَالأَمْرَاضُ فَأَجْهَدَتْهُ؛ فَصَارَ جِسْمُهُ ضَاوِيًا وَحَالُهُ مُتَرَدِّيًا بِسَبَبِ مَا جَلَبَتْهُ لَهُ تِلْكَ الصُّحْبَةُ مِنْ تَنَاوُلِ المُخَدِّرِ أَوِ المُفَتِّرِ، فَقَرَعَ سِنَّ النَّدَمِ عَلَى هَذِهِ الصُّحْبَةِ السَّيِّئَةِ، لأَنَّهَا وَضَعَتْهُ عَلَى شَفَا جُرُفٍ هَارٍ، فَانْهَارَ بِهِ فِي مَسَالِكِ الشَّقَاءِ وَالبَلاءِ، وَيَوْمَ القِيَامَةِ لا يَجِدُ مِنْهُمْ مُعِينٌ وَلا شَفِيعٌ " فَمَا لَنَا مِنْ شَافِعِينَ ، وَلَا صَدِيقٍ حَمِيمٍ " ، كَذَلِكَ لا نَنْسَى - عِبَادَ اللهِ- الصَّدَاقَاتِ الَّتِي تُعْـقَدُ عَنْ طَرِيقِ مَا يُعْرَفُ اليَوْمَ بِشَبَكَاتِ التَّوَاصُلِ الاجتِمَاعِيِّ، الَّتِي ذَلَّلَتْ سُبُلَ التَّعَارُفِ وَأَتَاحَتْ لِلْمَرْءِ أَنْ يَتَحَدَّثَ وَيَكْتُبَ وَيُرَاسِلَ كَثِيرًا مِنَ البَشَرِ فِي سُرْعَةٍ وَيُسْرٍ وَسُهُولَةٍ، إِلاَّ أَنَّهُ عَلَى الإِنْسَانِ أَنْ يَعْرِفَ فِيهَا حُدُودَ حُرِّيَّـتِهِ، وَحُقُوقَ الآخَرِينَ الَّذِينَ يَتَوَاصَلُ مَعَهُمْ وَيُصَادِقُهُمْ، وَيَأْتِيَ بِالآدَابِ وَيُحَافِظَ عَلَى الحُرُمَاتِ، وَلا يَقَعَ فِي المَذْمُومِ مِنَ الأَقْوَالِ وَالأَفْعَالِ.فَاتَّقُوا اللهَ - عِبَادَ اللهِ -، وَاسلُكُوا طُرُقَ الخَيْرِ وَالسَّلاَمَةِ، وَابتَعِدُوا عَنِ الشَّرِّ وَالنَّدَامَةِ، وَاحذَرُوا الصَّدَاقَاتِ الوَهْـمِيَّةَ الضَّارَّةَ، سَوَاءً أَكَانَتْ فِي الوَاقِعِ أَمْ عَبْرَ شَبَكَاتِ التَّوَاصُلِ الاجتِمَاعِيِّ، " هَذَا بَصَائِرُ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ "هَذَا وَصَلُّوا وَسَلِّمُوا عَلَى إِمَامِ المُرْسَلِينَ، وَقَائِدِ الغُرِّ المُحَجَّلِينَ، فَقَدْ أَمَرَكُمُ اللهُ تَعَالَى بِالصَّلاةِ وَالسَّلامِ عَلَيْهِ فِي مُحْكَمِ كِتَابِهِ حَيْثُ قَالَ عَزَّ قَائِلاً عَلِيمًا: " إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا " اللَّهُمَّ صَلِّ وسَلِّمْ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ، كَمَا صَلَّيْتَ وسَلَّمْتَ عَلَى سَيِّدِنا إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ سَيِّدِنا إِبْرَاهِيمَ، وَبَارِكْ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ، كَمَا بَارَكْتَ عَلَى سَيِّدِنَا إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ سَيِّدِنا إِبْرَاهِيمَ، فِي العَالَمِينَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، وَارْضَ اللَّهُمَّ عَنْ خُلَفَائِهِ الرَّاشِدِينَ، وَعَنْ أَزْوَاجِهِ أُمَّهَاتِ المُؤْمِنِينَ، وَعَنْ سَائِرِ الصَّحَابَةِ أَجْمَعِينَ، وَعَنْ المُؤْمِنِينَ وَالمُؤْمِنَاتِ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ، وَعَنَّا مَعَهُمْ بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.اللَّهُمَّ اجْعَلْ جَمْعَنَا هَذَا جَمْعًا مَرْحُومًا، وَاجْعَلْ تَفَرُّقَنَا مِنْ بَعْدِهِ تَفَرُّقًا مَعْصُومًا، وَلا تَدَعْ فِينَا وَلا مَعَنَا شَقِيًّا وَلا مَحْرُومًا.اللَّهُمَّ أَعِزَّ الإِسْلامَ وَالمُسْلِمِينَ، وَوَحِّدِ اللَّهُمَّ صُفُوفَهُمْ، وَأَجْمِعْ كَلِمَتَهُمْ عَلَى الحَقِّ، وَاكْسِرْ شَوْكَةَ الظَّالِمِينَ، وَاكْتُبِ السَّلاَمَ وَالأَمْنَ لِعِبادِكَ أَجْمَعِينَ. اللَّهُمَّ يَا حَيُّ يَا قَيُّومُ يَا ذَا الجَلالِ وَالإِكْرَامِ، لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ سُبْحَانَكَ بِكَ نَستَجِيرُ، وَبِرَحْمَتِكَ نَسْتَغِيثُ أَلاَّ تَكِلَنَا إِلَى أَنْفُسِنَا طَرْفَةَ عَيْنٍ، وَلا أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ وَلا أَكْثَرَ، وَأَصْلِحْ لَنَا شَأْنَنَا كُلَّهُ يَا مُصْلِحَ شَأْنِ الصَّالِحِينَ.اللَّهُمَّ رَبَّنَا احْفَظْ أَوْطَانَنَا وَأَعِزَّ سُلْطَانَنَا وَأَيِّدْهُ بِالحَقِّ وَأَيِّدْ بِهِ الحَقَّ يَا رَبَّ العَالَمِينَ، اللَّهُمَّ أَسْبِغْ عَلَيْهِ نِعْمَتَكَ، وَأَيِّدْهُ بِنُورِ حِكْمَتِكَ، وَسَدِّدْهُ بِتَوْفِيقِكَ، وَاحْفَظْهُ بِعَيْنِ رِعَايَتِكَ.اللَّهُمَّ أَنْزِلْ عَلَيْنَا مِنْ بَرَكَاتِ السَّمَاءِ وَأَخْرِجْ لَنَا مِنْ خَيْرَاتِ الأَرْضِ، وَبَارِكْ لَنَا فِي ثِمَارِنَا وَزُرُوعِنَا وكُلِّ أَرْزَاقِنَا يَا ذَا الجَلالِ وَالإِكْرَامِ. رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ. اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلمُؤْمِنِينَ وَالمُؤْمِنَاتِ، المُسْلِمِينَ وَالمُسْلِمَاتِ، الأَحْيَاءِ مِنْهُمْ وَالأَمْوَاتِ، إِنَّكَ سَمِيعٌ قَرِيبٌ مُجِيبُ الدُّعَاءِ.عِبَادَ اللهِ: " إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ "