يعتبر واحدا من أشهر عروض الباليه في العالممسقط ـ "الوطن" :يعود لدار الأوبرا السلطانية مسقط مجددا عرض الباليه الشهير "جيزيل"، والذي تقدمه فرقة مسرح الباليه الأميركي على مدار ثلاث حفلات في السابعة والنصف من مساء يومي 6 و 7 إبريل الجاري ، أما الحفلة الثالثة فهي حفلة نهارية "ماتينيه" وتقام في الرابعة عصرا من يوم 8 إبريل . العرض الأول تاريخيا لباليه "جيزيل" حدث يوم 28 يونيو عام 1841 في باريس. وتعود قصة باليه "جيزيل" إلى حكاية فلكلورية قديمة من القرون الوسطى. وفي القرن التاسع عشر، قام المؤلف الفرنسي جول أونري فيرنوي دو سان جورج (1799 - 1875) بالتعاون مع تيوفيل جوتييه (1811 ـ 1872) بكتابة قصتهما الخاصة حول الفلاحة قليلة الحظ "جيزيل" بناءً على فقرة نثرية تتحدث عن أرواح "ويليز"، وهي أرواح شريرة للنساء اللاتي نبذن عشاقهن ويجبرن الرجال على الرقص حتى الموت، بناءً على قصيدة بعنوان "فانتوم" وردت في مجموعة قصائد "شرقيات" لفيكتور هوجو المنشورة عام 1829.كتب موسيقى باليه "جيزيل" المؤلف الفرنسي أدولف آدم (1803 ـ 1856) الذي يشتهر أيضًا بتأليف موسيقى باليه "القرصان"، وهو إحياء جديد تم تقديمه على مسرح دار الأوبرا السلطانية مسقط في شهر مارس عام 2016. كما ألف أدولف آدم موسيقى ترنيمة عيد الميلاد التي انتشرت لاحقًا وعرفت باسم "أيتها الليلة المقدسة". أما نسخة العرض الحالية من هذا الباليه والتي ستعرضها دار الأوبرا السلطانية مسقط فقد عرضت للمرة الأولى يوم 20 مارس عام 1987 في لوس أنجلوس بالولايات المتحدة الأميركية.يعتبر باليه "جيزيل" أقدم باليه ما زال يقدم في العالم، وتقدم هذه النسخة فرقة مسرح الباليه الأميركي التي تُعتبر إحدى أعظم فرق الرقص في العالم. القليل فقط من فرق الباليه في العالم تضاهي مسرح الباليه الأميركي في الحجم، والنطاق، والشهرة. ويُنظر إلى مسرح الباليه الأميركي على أنه تراث قومي حي منذ تأسيسه عام 1940، حيث يجوب الولايات المتحدة الأميركية سنويًا، مؤديًا عروضه أمام أكثر من 450 ألف متفرج، ويعتبر المؤسسة الثقافية الكبرى الوحيدة التي تضطلع بمثل هذا الدور. كما سافرت فرقة مسرح الباليه الأميركي في أكثر من 30 جولة دولية جابت بها 50 دولة حول العالم لتكون بذلك أنشط سفيرة للولايات المتحدة الأميركية ترعى وزارة الخارجية الأميركية العديد من أعمالها.كان الهدف من تدشين مسرح الباليه الأميركي في خريف عام 1939 إعادة إحياء أفضل عروض الباليه التي عرفها تاريخ الفن وتشجيع تقديم عروض جديدة على يد مصممي رقصات من الشباب الموهوبين أينما وجدوا. وتحت إشراف لوسيا تشيس وأوليفر سميث، نجحت الفرقة خلال الفترة من عام 1940 وحتى عام 1980 في تحقيق هذا الهدف وأكثر. ويشمل سجل أعمالها الذي ربما يكون منقطع النظير في تاريخ الباليه، كافة عروض الباليه الكاملة التي تعود إلى القرن التاسع عشر، مثل باليه "بحيرة البجع"، وباليه "الجمال النائم"، وباليه "جيزيل"، وروائع الباليه التي ظهرت في بدايات القرن العشرين مثل باليه "أبولو"، وباليه "الحوريات"، وباليه "حديقة الأرجوان" وباليه "روديو"، وكذلك أجمل عروض الباليه المعاصرة المشهود لها على غرار باليه "الهواء"، وباليه "الضغط شديد"، وباليه "ثنائيات". وفي أثناء رحلة تقديم هذا السجل الحافل لأعمال مسرح الباليه الأميركي الزاخر، تعاون المسرح مع جميع عباقرة تصميم الرقص في القرن العشرين مثل جورج بالانشين، وأنتوني تيودور، وجيروم روبينز، وآجنيس دي ميل، وتوايلا ثارب، وكثيرين غيرهم.على مدار تاريخ الفرقة البالغ 75 عامًا، قدمت عروضها في 139 مدينة في 50 دولة، وأمتعت الجماهير في الولايات الأميركية الخمسين. وتواصل الفرقة تجديد التزامها الدائم بتقديم أفضل ما في عالم الرقص للجماهير العالمية العريضة، وبالفعل قدمت مؤخرًا عددًا من العروض الناجحة في باريس، وأبو ظبي، وبريزبن، وهونج كونج، وهافانا، وطوكيو، ومسقط، وبكين. وترافق المؤدين في عرض باليه (جيزيل) أوركسترا راغ الفيلهارمونية البارعة، التي أحيت هذا الموسم عددا من العروض الرائعة بدار الأوبرا السلطانية مسقط بعازفيها المحترفين البارعين.