قلق الاختبار مشكلة تواجه العديد من الطلبة في مختلف مراحل دراستهم، وتشكل لهم عائقاً لأداء جيد بالاختبار، ويعود سببها لمتغيرات ومؤثرات عديدة منها ما هو مرتبط بالطالب نفسه ومنها ما يعود لظروف خاصة بالاختبار، فقد يكون لسمات الشخصية دور في نشوء ذلك القلق والتوتر، وقد يكون نتيجة خبرة غير سارة تم تعلمها عن طريق الإشراط، لاقترانها بمثيرات سلبية أو منفرة ، وعلى أية حال فإن قلق الاختبار حالة معروفة ويمكن معالجتها والتغلب عليها.وهناك الكثير من الأفكار غير الصحيحة المتعلقة بقلق الاختبار ومنها أن بعض الطلبة يولدون ولديهم قلق اختبار أي أنه موروث وهذا خطأ، وأن قلق الاختبار مشكلة لا يمكن حلها ولا يمكن خفض القلق أو تقليله وهذه أيضاً خطأ، كما يعتقد البعض أن قلق الاختبار مرض عقلي لا يمكن التغلب عليه ، وأن أي مستوى من قلق الاختبار سيئ ويضر بالشخص ، وأن الطلبة الأذكياء جداً ليس لديهم قلق، وهذه كلها أفكار خاطئة ينبغي التنبه لها وعدم الاعتقاد بصحتها.تتلخص الحالة بحدوث توتر شديد وقلق يرافق أجواء الاختبار ويزداد مع اقتراب بدء الاختبار، وتحدث تغيرات فسيولوجية كتصبب العرق وارتفاع درجة الحرارة والارتجاف وأعراض نفسية كالخوف والقلق، بالإضافة لأعراض أخرى معرفية كعدم القدرة على استحضار المعلومة رغم امتلاكه لها، والانشغال بالذات والشعور بأن الأفكار نفسها تتردد باستمرار، وصعوبة قراءة الأسئلة وفهمها، وتدافع الأفكار وصعوبة تنظٌمها، والانجذاب للأفكار السلبية من الفشل، وعدم القدرة على التركٌيز. ويؤدي ذلك كله إلى التأثير السلبي على أداء الطالب في الاختبار ونتائجه بالتالي وتسوء بسبب ذلك حالته النفسية.وتجدر الإشارة إلى أن وجود حد معين من القلق يعد أمراً طبيعياً بكون الاختبار من المواقف الضاغطة، إلا أن هذا القلق يجب أن يكون دافعاً للطالب نحو الاستعداد الجيد والتحضير الجيد للاختبار، ولكن إذا تحول ذلك القلق إلى عائق أمامه عن المذاكرة والاستعداد وأداء الاختبار بنجاح فهو بالتأكيد عامل سلبي وهو مشكلة بحد ذاتها.وهناك العديد من الأساليب الإرشادية العلاجية المستخدمة لمساعدة الطلبة على التخلص من هذه المشكلة، منها ما يقوم على فنيات العلاج السلوكي ومنها قائم على العلاج المعرفي والعقلاني وأخرى مستفيدة من نظريات أخرى في الإرشاد والعلاج النفسي، كما أن حل هذه المشكلة يتطلب العمل على جانبين الأول متعلق بالطالب وهذا يأخذ الجزء الأكبر والجانب الآخر متلعق بظروف الاختبار كتهيئة جو آمن ومريح نفسياً للطلبة والابتعاد عن كافة أشكال التهديد وأيضاً اجراءات متعلقة بطبيعة الأسئلة وإعدادها من حيث مراعاتها لأسس وقواعد تصميم الاختبارات والمقاييس، ونذكر هنا بعض الاستراتيجيات العلاجية المتعلقة بذات الطالب وهذه الاستراتيجيات منها ما يمكن أن يقوم به الأشخاص الداعمون للطالب كالمعلمون والأهل والأصدقاء ومنها ما يستلزم مراجعة المرشد أو الأخصائي النفسي لتطبيقها ومن أهم هذه الاستراتيجيات والأساليب العلاجية (تعلم استراتيجيات مناسبة لضبط القلق، وتطوير قدرة الفرد على الفهم وحل المشكلات ، وتطوير مهارات اتخاذ القرار لدى الطالب والتعامل مع المشكلات أثناء الاختبار، ومساعدة الفرد على الشعور بالأمن وتعزيز توكيد الذات، وتدريبات الاسترخاء، وحديث الذات ت الإيجابي، وأسلوب تقليل الحساسية التدريجي، ومساعدته على اكتساب عادات دراسية جيدة وصحية، وكذلك السماح بالتعبير عن الانفعالات، ولا ننسى التدرب على إدارة الوقت، ومن الأهمية بمكان الابتعاد عن السخرية والنقد والاستهزاء والضحك من مخاوف الطالب وعرض نماذج ناجحة، ومن الضروري أيضاً الموازنة بين الثقة والثقة الزائدة الموجهة نحو الطلبة.ولما لهذه المشكلة من تأثير مباشر على وضع الطالب التحصيلي والأكاديمي والنفسي والاجتماعي أيضاً فإنه يجدر بالطلبة عدم التردد في السعي للتخلص منها وتعلم كل ما يؤدي إلى إزالة القلق أو التوتر حتى يستطيع أداء الاختبار بفعالية ونجاح لتحقيق التفوق الدراسي المنشود ويجدر بنا الالتفات لها وتوجيه أبنائنا الطلبة للسعي لحلها فطلب الاستشارة والخدمة الإرشادية دليل وعي الطالب وبداية الحل بإذن الله.د. خالد علي العمريمركز الإرشاد الطلابيجامعة السلطان قابوس