- زيادة أعدادها في جدة الحراسيس في الوسطى إلى 654 وجهود طبية وعلاجية عالية لحمايتها ـ دراسات لتسهيل اقتنائها للهواة وعمل بنك لجيناتها وتأسيس بنك حيوي للحيوانات البريةإعداد ـ وليد محمود :رحلة عبر الزمن استغرقت 46 عاما من الجهود الدولية والمحلية انتهت بالمها العربي إلى عودتها للحياة مرة أخرى بعد انقراضها في صحراء دول الخليج العربي حيث بدأت الرحلة في سنة 1972م بحوالي 12 رأس من المها العربي تم جمعها من براري دولي الخليج العربي وكان لسلطنة عمان دور كبير في ذلك إذ أمدت القطيع العالمي بأنثيين وذكر فأنبتت تلك الجهود ما أطلق عليه القطيع العالمي حيث بدأت رحلة العودة بعد 6 سنوات من إنشائها في حدائق الحيوان بالولايات المتحدة الأميركية بأوامر من جلالة السلطان الذي أمر بإعادتها إلى براري السلطنة واعتبارها موروثا وطنيا.في محاضرة لديوان البلاط السلطاني مكتب حفظ البيئة حول المها العربية بن الإطلاق والأسر لقيس بن عبدالله الرواحي تخصصي أول صون الطبيعة بمكتب حفظ البيئة حيث أشار إلى أنه منذ صدور المرسوم السلطاني بإعادة المها العربية إلى براري عمان وتعد موروثا وطنيا لتشهد الأجيال القادمة بأننا لم نغفل تنمية الموارد الطبيعية التي أنعم الله بها علينا فبهذا المرسوم بدأت التحركات الجدية من أجل إعادة توطين المها في صحراء عمان وخاصة في جدة الحراسيس.وتعتبر المها العربية مستدامة في براري عمان حرة وآمنة حيث تختص بخصائص بيولوجية أهمها مقاومتها درجات الحرارة العالية وأجسامها ذات معدلات تبخر قليلة وجلدها وشعرها لامع وقصير في الصيف وكثيف أغبر في الشتاء ومدة الحمل والتزاوج من 8 أشهر ونصف وتلد كل تسعة أشهر أنواع المها الهيبوتراجيني : وهي تعيش في الصومال وشمال أفريقيا ويتراوح وزنها بين 188 و 209 كيلو وتكون في مجموعات من 15 إلى 70 البنسولع : وهي من الظباء البيضاء وتعيش في قطعان تتكون من 2 إلى 30 وتنتشر في نطاق ألفين كيلو والمها العربية : وتعيش في معدل هطول الأمطار الأقل من 50 مم ومميزة بلونها الأبيض وقرونها الطويلة المتماثلة ويتراوح الوزن بين 65 و 75 في الذكور والأنثى بين 54 و 70 خصائص المها العربية القطيع يتكون من نفس عدد الذكور إلى الإناث 1 : 1 وفي الصيف تقضي أكثر ساعات النهار تحت ظل أشجار السمر بينما في الشتاء تقضي اليوم في الرعي والاجترار وتعيش في نطاق حوالي 2000 كيلو وتقطع المها مسافات طويلة سجل 93 كم مسار في 24 ساعة وأيضا زوج من المها قطع 70 كم في 15 ساعة في المساء إلى الصباح والأنثى تدافع عن مولودها وتموه عن موقعه ومولود المها يكون بني اللون حتى عمر أشهر ويقضي هذه الفترة في رعاية الأنثي وتوجيهات الذكر الانتشار الجغرافي حتى بدايات القرن العشرين تنتشر المها العربية على نطاق الشرق الأوسط حدود انتشارها الجغرافي من جنوب الربع الخالي في عمان واليمن وحتى صحراء النفود الكبرى في الشمال حود سوريا والأردن وبعد الخمسينات من القرن العشرين تقلصت أعدادها ليصبح في الربع الخالي وجدة الحراسيس والحدود العمانية اليمنية . آخر مشاهدات المها في السلطنة 1958 : ظهرت مجموعات تتراوح بين 20 و 25 رأس تمت مشاهدتها في منطقة ريما جنوب المحمية 1963 : مجموعة من بالغين 2 ومولود مقتول 1 تم رصدها في منطقة قرن سحمة شمال هيما 1963 : تم مشاهدة أنثى حامل مقتولة وتم رصدها في هيما 1963 : قطيع من 12 رأس من المها العربي مع 4 صغار شمال غرب جعلوني 1964 : ٢ من المها مع مولود ) ١ (، جعلوني.1964 : ٤ مجموعات ٤ ، ٣ ، ٢ ، ٢ ، في ريما جنوب جعلوني.1965 : ذكر البنسولع مقتول في ريما.1965 : ٥ مع مولود للمها في العجائز جنوب جعلوني.1965 : ٦ مع ) ٢ ( من المواليد للمها العربي في العجائز ونفس العدد قريب الحقف.1972 : آخر قطيع للمها العربي ٦ حيوانات قتلت في العجائز.أسباب الانقراض يعتبر لحم الظباء ذا قيمة عالية ويقدم كفخر بين القبائل العربية والتوسع في شبكات الطرق والتنقيب عن النفط وطلعات الصيد الجائر والتخييم لهذا الغرض والتي يستخدم فيها الأسلحة الحديثة والمركبات السريعة ,بلغ عدد الطرائد في إحدى هذه الطلعات 48 حالة والتي قدرها المختصون بنصف القطيع البري في وقته ومحاولات امساك المها العربي حية تسبب في نفوقها.عملية إمساك المهاتقارير كثيرة تحدثت عن انتشار الصيد الجائر وطلعات الصيد للمها العربي في الجزيرة العربية.مؤسسات الصون البيئي أعلنت إنذار المها العربي تختفي من البراري.: 1950 تقرر جمعية صون الحيوان عمل حملة لإمساك المها العربي للإكثار ولكنها رفضت وفي عام 1960 : تم إمساك أنثى المها العربي من جدة الحراسيس و1962 : خبرعن حالة صيد نصف القطيع البري قررت الجمعية بحملة الإمساك وأسمتها )عملية المها(.عملية المها : وقعت في وادي ميتان )الحدود اليمنية العمانية(.استهدفت العملية 4 من المها العربية ) 3 ذكور و انثى(.فقدت العملية ذكرا واحدا نتيجة إصابة سابقة.عملية المهابعدها مباشرة نقلت للحجر البيطري في كينيا وبعد عدة أشهر نقلت إلى الولايات المتحدة تحرزا من انتشار الحمى القلاعية وتعتبر هذه الحيوانات ملك لجمعية صون الحيوان وجمعية علوم الحيوان ب ندن توافق على ضم الأنثى مع عملية الإمساك ليكون مجموعها ٤ ( 2 ذكور وإناث 2 وتم عمل اتفاقية لتنظيم إكثار المها العربية وملكيتها.القطيع العالمي يتكون القطيع العالمي من 2 ذكور + 2 إناث من السعودية ومن سلطنة عمان : أنثى بجدة الحراسيس ومن اليمن 2 ذكور + 1 أنثى )عملية المها وهي 9 مؤسسين بحديقة فونيكس بالولايات المتحدة عام 1972 والتي زادت وتم إكثارها وزادت أعداد القطيع المؤسس وتم توزيعها على ثلاثة مراكز )فونيكس, سفاري سان ديجو وجلادس بارك ( وبعد 6 سنوات من بداية الرحلة تقرر عودة المها إلى براري الشرق الأوسط . نقل المها العربية إلى الشرق الاوسطتقرر في عام 1978 بداية توزيع المها لخارج الولايات المتحدة وفقط عمان قامت بإعادة توطين المها في بيئتها ففي سنة 1980 تم نقل 10 من المها إلى بيئاتها في السلطنة ثم في سنة 1983 تم إضافة 3 أخرى وفي سنة 1978 أمر من جلالة السلطان إلى مستشار البيئة في وقته أن توطن المها العربية في البلاد وتعتبر إرثا تاريخيا لعمان حيث اعتبر الفريق بعد دراسات مستفيضة جدة الحراسيس الأنسب لإعادة توطين المها في عمان والنواة كانت ١٢ من المها العربية في ١ كم ٢ جعلوني كموقع للمشروع وكان المشروع في سنة 1978 من تصميم رالف دالي )المالية, المعدات, التغذية، الكوادر والمراقبين( وفي نهاية العام جلالة السلطان يعتمد الميزانية المالية للمشروع وفي 1979 تمت الموافقة على منح عمان المها العربية من القطيع العالمي بدون مقابل 12 من المها العربية تم اعتمادها للسلطنة في 1980 م وفي 2016م مجموع المها في الأسر حوالي 658 . تطرق الرواحي كذلك في ورقته الى الوضع الراهن وواقع المها العربية والحالة الصحية والجهود المبذولة حسب ما دلت عليه آخر الاحصائيات والدراسات ، مشيرا إلى أهم الخصائص البيولوجية للمها وأنواعها بتأقلمها للتعايش مع درجات الحرارة العالية، كما أنها قد تقطع مسافات طويلة تصل لحوالي 93 كم في غضون 24 ساعة أو حوالي 70 كم في غضون 15 ساعة من المساء للصباح.وقد عرض الرواحي في ورقته أبرز نتائج الدراسات والأعمال الميدانية والبحوث ( الجينية والأمراض ) التي قام بها مكتب حفظ البيئة خلال الفترة الماضية والتي تشمل دراسة مكونات الدم الطبيعية للمها العربية . وتصنيف هذه العينات مع مراعاة مصدرها إن كانت من المجموعات العمانية أو مشتركة مع دول أخرى ، حيث أظر التفاوت في مستويات مكونات الدم الطبيعية بين ذكور واناث المها العربي، والصغار والكبار بأرقام وجداول تساعد المختصين في رعاية الحيوانات البرية على معرفة المستوى الطبيعي لمكونات دم المها العربي. و في دراسة اخرى تم تحديد واقع طفيليات الدم والطفيليات الخارجية بين حيوانات المها العربية وحيوانات الأسر في محمية الكائنات الحية والفطرية، وتحدث الباحث عن دراسته الجينية ((إيضاحات أولية لللتباين الجيني في قطيع إكثار المها العربية بمحمية الكائنات الحية والفطرية باستخدام الحمض النووي للميتوكندريا ( mtDNA ) . والتي اظهرت فيها تفاصيل اسلاف المها العربي ومقارنتها بين المها العربي في القطيع العالمي، وايضا افضلية جينية بإضافات مجموعات اخرى خارجية للتكاثر مع القطيع. حيث وجدت 9 نسخ نوعية موزعة على 138 عينة شملتها الدراسة بين قطيع الاكثار (القطيع العماني و القطيع المشترك).ثم تطرق المحاضر الى التدابير التي اتخذها مكتب حفظ البيئة حول خطة الإدارة المتكاملة لإدارة وإطلاق المها العربية وطرق الحماية منها وحول تحديات الصيد الغير مشروع والاعتداءات على الحياة الفطرية في السلطنة ، وأهمية إعادة الإطلاق للبرية.وفي نهاية المحاضرة تحدث الدكتور قيس بن عبدالله الرواحي عن النظرة المستقبلية لسلسة الدراسات الميدانية والجينية لحيوانات المها العربية في السلطنة ودور المجتمع المحلي المشارك في حمايتها في المناطق التي تعيش وتتكاثر فيها. وجاءت التوصيات الى ضرورة اجراء مزيد من الدراسات الجينية والمسوحات البيئة لضمان رجوع المها العربي في فيافي البرية العمانية حرة وآمنة، فقد أكد الدكتور على ضرورة البدء في برنامج مدروس وممنهج لإكثار المها العربي في الأسر وتأهيلها قبل الاطلاق في مجموعات بين ذكر وانثى وصغير وكبير. وأوضح الباحث قيس الرواحي عن إطلاق مبادرة لمشروع تعاون مشترك بين مكتب حفظ البيئة ومجلس البحث العلمي والجهات البيئية المختصة متمثلا بمركز الموارد الوراثية الحيوانية وذلك من أجل تأسيس البنك الحيوي للحيوانات البرية في عمان والذي يهدف الى جمع عينات الحيوانات البرية واستخلاص الحمض النووي وتسجيل التسلسل الوراثي لكل نوع، بالإضافة الى مشروع جينوم المها العربي والذي يتم بالتعاون بين المكتب وجامعة سدني الاسترالية.