مسقط ـ "الوطن" :
أقام مختبر الشعر التابع لبيت الزبير أمس الأول معرضًا للخط العربي بعنوان "رَشْفاً مِنَ الدِّيَمِ" ، حيث تضمن المعرض عددًا من اللوحات المستقاة من الشعر العماني في المديح النبوي، تزامنًا مع العرض الفني لقصيدة "البردة" للإمام محمد بن سعيد البوصيري، وهي واحدة من أشهر القصائد في مدح النبي محمد عليه الصلاة والسلام ، حيث يقدم هذا الإنتاج الجديد لهذه القصيدة مغنون وممثلون من جمهورية مصر العربية بمصاحبة فرقة أوركسترا شرقية، سيمزج بين الإلقاء والغناء والأداء التمثيلي الدرامي، مع تصميم ديكور فاخر مخصص لهذا العرض في السابعة والنصف من مساء غد الخميس .
معرض "رَشْفاً مِنَ الدِّيَمِ" افتتحه سعادة الدكتور خالد بن سالم السعيدي أمين عام مجلس الدولة في الأوبرا جاليريا بحضور عدد من الشعراء، والمهتمين في الفنون التشكيلية ، وقدم المعرض أعمالا إبداعية في الخط العربي لثمانية خطاطين وهم إيمان بنت سليمان العبرية، خالد بن سعيد الرواحي، زكريا بن محمد الرواحي، سلطان بن سعيد الدفاعي، عيسى بن أحمد المفرجي، محمود بن عبيد البطاشي، منال بنت سعيد الغدانية، وهناء بنت عوض الهديفية. اما الشعراء الذين تزينت لوحات المعرض بنصوصهم الشعرية فهم: الشاعر أبو مسلم البهلاني، والشاعر عبدالله علي الخليلي، والشاعر راشد الحبسي، والشاعر هلال الشيادي، والشاعر طلال الزعابي، والشاعر جمال الملا، والشاعر محمد العبري.
في بداية الحفل ألقى الشاعر خالد المعمري، عضو مختبر الشعر في بيت الزبير كلمة للمختبر قال فيها: إننا في مختبر الشعر ومنذ أن كُلِّفنا من بيت الزبير بإقامة فعاليات باسم المختبر، ارتأينا أن تكون فعالياتُنا نوعيةً ومغايرة لما عهدنا عليه فعالياتِ الشعرِ، فكانت اجتماعاتنا السابقة تدور حول تحديد أهداف واضحة نعمل بموجبها، فكان من أهداف المختبر أولا إبرازُ الدورِ الحضاريِ الذي يقوم به الشعرُ في الرقي بالجانب الإنساني، وتوظيفُ هذا الدور مجتمعيا والانطلاقُ من خلاله لعالمية المشهد الشعري الحديث. وثانيا : تنميةُ الطاقاتِ البشريةِ الفكرية والوجدانية في إيجادِ مخزونٍ ثقافيٍ شعريٍ متمثلٍ في ربط الأطرِ المختلفةِ في إطارٍ واحدٍ يحدده الجمالُ والفكرُ، وذلك بتوظيف الشعر في اتجاهاتٍ عدة وربطه بحياة الإنسان اليومية. ثالثا: إظهارُ مدى التكاملِ بين الشعرِ وفنونٍ أخرى يمكن من خلالها قراءة النص الحديث من زاويتين: زاوية فنية بصرية، وزاوية شعرية حسية، وهذا ما عليه معرضُنا "رشفا من الديم" الذي جاء مبرهنا على تعاضد الكلمة والصورة، الفكرة والفن، الخيال والتخييل. إذ كانت الفكرة أساسا قائمة على محددات عدة وهي محددٍ شعري: ويتمثل في قصائد في المديح، قيلت في فترات زمنية مختلفة في مدح النبي صلى الله عليه وسلم ، ومحدد فني: ويتمثل في خطاطين لهم اشتغالاتهم الفنية في مجال الخط العربي. ، ومحدد مكاني: يشمل نماذج من نصوص شعراء عمانيين في الأدب العماني قديمه وحديثه، وخطاطين عمانيين لهم اسهاماتهم الفنية في هذا المجال.، ومحدد موضوعي: ويقوم على توظيف النصوص المتعلقة بالمديح توظيفا فنيا قائما على اشتغالات فنية وروحية ونفسية يراها الفنان، إذ أن الفكرة في أساسها أن يستلهم الخطاط من هذه النصوص رؤيةً حيةً داخل إطاره الفني يعيد من خلالها قراءته الفنية للنص الشعري.
وأضاف "المعمري" : إنّ في هذا العمل القائم على الجمع بين الشعر والفن توثيقا لمادة الشعر الفنية، وتأكيداً على أن الشعر في جوهره فنٌّ وابتكارٌ، وأنَّ الأبعاد الهندسية لهذا الفن هي أبعادٌ فنية قابلة للامتزاج مع جوهر الكلمة بل يمكن لها أن تكون جوهرَها وروحَها كما في لوحات هذا المعرض. لذا وبعد الاتفاق على هذه الفعالية ومدى أهميتها في الجانبين الشعري والفني، قامت لجنة مختبر الشعر مع اللجنة الرئيسة لبيت الزبير بتحديد أهداف الفعالية وملامحها والإعلان عنها وحصر أبرز النصوص التي قد تخدم الفعالية، فكان أن جُمع ما يقارب 30 نصا شعرياً لشعراء معاصرين وسابقين يمثلون المشهد الشعري العماني.
بعد ذلك تم الاجتماع بالخطاطين المشاركين في الفعالية وذلك لشرح مضمون الفعالية والاتفاق على ملامحها الفنية والزمنية فكان التجاوب من مبدعينا في الخط العربي سريعا، حيث تم تزويدهم بجميع النصوص الشعرية مع إبقاء حرية الاختيار لذائقتهم الفنية في استلهام حروفها الشعرية إلى لوحاتٍ فنية.
وأضاف الشاعر خالد المعمري عضو مختبر الشعر في بيت الزبير: اليوم يفتتح مختبر الشعر فعالية أخرى من فعاليات المختبر بالتعاون مع بيت الزبير، على أن يشهد الأيام القادمة افتتاح الفعاليات الأخرى التي كانت ضمن جدولنا لهذا العام. وقد سبق تدشين فعالية "فوتوغرافيا سيرة الأطلال العمانية أو من روح أطلال المدن" تزامنا مع معرض مسقط للكتاب حيث تم اختيار عدد من الأشعار حول المدن والمكان العماني وعرضها في الانتسغرام ومشاركة المصورين بتجسيدها فوتوغرافيا وتم عرض اللوحات الفائزة في ركن بيت الزبير بمعرض الكتاب الماضي.
ومن فعالياتنا القادمة فعالية "سفر فني في الشعر الروحي العماني" والذي نستوحي من خلالها لوحات فنية يقوم بها عدد من الفنانين التشكيليين في الأماكن التي عاش بها عدد من الشعراء العمانيين، وفعالية "المبصرون في الشعر العماني" وهو عبارة عن كتاب يحوي نبذا عن ثمانية شعراء عمانيين مكفوفين ونماذج من أشعارهم مكتوبة بلغة برايل وسيوزع على المعنيين ، وفعالية "ثلاثون سدرةً تحرس الجبل" وهو عبارة عن ثلاثين قصيدة لثلاثين شاعرا عمانيا في كتاب باللغتين العربية والألمانية.