علي بن صالح السليمي*الكل يدرك أهمية العلم وفضله الجليل وحث الإسلام على السعي إليه وذلك من خلال ما ورد من آيات عظيمة من كتاب الله العزيز وكذلك ما ورد في سنة النبي المصطفى (عليه الصلاة والسلام) .. حتى أن طلبه كان فريضة على كل مسلم ومسلمة مهما كانت تلك المسافة التي يقطعها طالب العلم .. فالعلم يُسعى إليه حتى وإن كان في أبعد نقطة على وجه الأرض ، فالله تعالى أمرنا بطلب العلم، حيث يقول الله تعالى :(يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَات).إن حديثنا اليوم عن موضوع ذي أهمية لا تُقّدر بثمن .. إنه (يوم المعلم) كما تم الاختيار له بذلك .. وما أدراك ما المعلم؟! .. فلا شك أننا حين ندرك قيمة ودور المعلم في هذه الحياة يتبادر إلى أذهاننا ومن الوهلة الأولى أنه بمثابة رسولٍ ومبلّغٍ للناس .. ولنا في رسول الله (صلى الله عليه وسلم) المثل والأسوة الحسنة فهو المعلم الأول للإنسانية جمعاء .. وكما يقول الشاعر: (كاد المعلم أن يكون رسولاً).لذلك من البديهي القول : إن المعلم يحمل رسالة عظيمة لها من الشأن والقدر الكبير في المجتمع وعند الله تعالى أولاً ، وقد وجب علينا ـ آنذاك ـ أن نحترم من يقوم بتعليمنا ولو حرفا واحدا .. فهو من يزودنا بالمعرفة بشتى فنونها ومجالاتها وطريق الحصول عليها .. كيف لا؟ .. وهو من يقوم بدور الموجّه والمرشد والمربيّ للأجيال بكافة فئاته منذ البداية والانطلاقة الأولى من أعمارنا وحتى النهاية .. ولا نهاية لطلب العلم لأن طريق العلم طويل جداً.وحينما نعلم علم اليقين بأن للمعلم دوراً هاماً في بناء المجتمعات وتطورها .. ندرك حينها أن المتعلمين هم أنفسهم من يدركون قيمة العلم والمعلّم .. فنجدهم يتربعون في مواقع مختلفة ووظائف شتى في المجتمع .. لذلك كان (يوم المعلم) تكريمًا له ولجهوده المبذولة في بناء جيلٍ واعٍ .. صادقٍ مع نفسه ومع الغير .. وعلى الجيل المتعلم أن يكون على يقين بأن (يوم تكريم المعلّم) ليس مقصوراً على يوم واحد محدد بل ينبغي في كل يوم .. فحسن المعاملة والتخلق بالأدب الرفيع واللطيف وسرعة التجاوب أثناء التعليم بصفة دائمة مع ذلك المعلّم المربي هو أصل التكريم لا مجرد إقامة الحفلات والتغني بقصائد المدح والثناء فقط.ومن هنا فإن المعلم يتضح ويكمن دوره من خلال تأسيسه السليم والقوي للطلبة المتعلمين عبر تلك الوسائل المتنوعة للتعليم سواء التربوية والعلمية منها أو التي تتعلق بالجوانب الأخلاقية والنفسية ـ خاصة في وقتنا الحالي ـ فيبذل من وقته مجهوداً كبيراً ليصل للغاية والهدف الذي يرمي إليه وينشده .. إنه العلم والاستزادة من المعرفة .. ولأجل ذلك لزم علينا أن نشجع المعلم ونقف بجانبه في كل وقت وحين حتى يبذل أكثر ما لديه من طاقة في سبيل إنجاح العملية التربوية وكذلك من أجل الإبداع والابتكار لدى أولئك المتعلمين الطامحين إلى النجاح.لقد مررت على عبارة من خلال إطلاعي في هذا الجانب، وقد أعجبتني كلماتها تقول:(لماذا ينبغي أن تقف مع المعلمين؟ لأن مهنة التعليم ما فتئت تفقد مكانتها في أنحاء عدة من العالم، ويلفت اليوم العالمي للمعلمين الانتباه إلى الحاجة لرفع مكانة مهنة التعليم ـ ليس لأجل المعلمين والتلاميذ فحسب ، ولكن لأجل المجتمع ككل بما يمثل إقراراً بالدور الذي يضطلع به المعلمون في بناء المستقبل).وحتى لا يكثر الحديث والتكرار حول ما يحق للمعلم من المتعلمين .. لنا وقفة أخيرة وهي ما يجب على المعلم تجاه المتعلمين ، حيث إنه يجب عليه أن يخلص نيته لله في عمله وأنه يؤدي رسالة عظيمة محاسب عليها عند ربه ، وأن يكون له الشخصية القوية والأسلوب الجيد في مخاطبة طلابه ومعاملته لهم المعاملة الحسنة أثناء التعليم فيوفر لهم التعليم الصحيح ويبذل الجهد في إيصال المعلومة المفيدة لهم فهو بذلك يكون قد أدى ما عليه من واجب في تلك الرسالة العظيمة والجليلة القدر أمام الله ـ جلّ في علاه ـ .* من أسرة تحرير (الوطن)[email protected]