استعدادا لعام حافل بفعاليات ثقافية منوعة تعكس مكانة وقدسية المكان

المدينة المنورة ـ "أشرعة" :
تحتفل المدينة المنورة هذا العام باختيارها عاصمة للسياحة الإسلامية لما تتمتع به من مكانة لدى المسلمين وما لها من قيمة دينية وتاريخية، لاحتضانها المسجد النبوي، ومسجد قباء، والعديد من المعالم التاريخية المرتبطة بالسيرة النبوية، ولما تضمه من معالم ومواقع سياحية وتراثية مهمة من متاحف وقصور تاريخية ومواقع أثرية، ومساجد تاريخية ارتبطت بأحداث السيرة والتابعين .. إضافة إلى معرض محمد رسول الله، ومعرض أسماء الله الحسنى، ومعرض مأرز الإيمان، إضافة للخيمة الثقافية والمركز الثقافي، الدائم وهو شاهد على استثمار المدينة للمناسبات الثقافية والإسلامية، وإبقاء إرث تاريخي يشهد الفعالية والمناسبة..

وقد دشّنت المدينة المنورة برنامج فعاليات العاصمة الإسلامية مؤخرا في حفل رعاه الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز
رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني بالسعودية بحضور الأمير فيصل بن سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة المدينة المنورة في حديقة الملك فهد المركزية بالمدينة .. حيث شهد الحفل تقديم "أوبريت" شارك فيه أكثر من 300 عارض مسرحي وهو كلمات الشاعر عجلان ثابت والحان أمين حاميم وأداء فيصل اللبان وأحمد الهاجري ومعاذ الجماز وأمين حاميم وصالح اليامي ومحمد الجبالي والإخراج المسرحي لمنير القحطاني.

وفي كلمة مسجلة له قال سلطان بن سلمان "يسعدني أن أشارك في انطلاق المدينة المنورة عاصمة للسياحة الإسلامية، المدينة المنورة بما تحمله من مكانة كبيرة في قلوب المسلمين جميعًا"، مشيرًا إلى أن الهيئة عملت على عددٍ من المسارات لجعل المدينة المنورة المكان الأمثل والمكان الأهم لتتاح فيه الفرصة لجميع المسلمين بإذن الله تعالى للزيارة ولقاء أهل المدينة المنورة، ويأتون قبل كل شيء لزيارة الحرم النبوي الشريف، ويأتون ليعيشوا تجربة حقيقية من خلال زيارة مواقع التاريخ الإسلامي، وليجدوا جميع الخدمات والمرافق مهيأة وجاهزة لهم لجعل المدينة المنورة بإذن الله هي المكان الأفضل، والخيار الأول لمن يريد أن يأتي ويتمتع ويستفيد من هذا المكان المبارك.
وأكد أن المدينة المنورة حظيت باهتمام الدولة على مختلف المستويات، وشهدت حزمة من المشروعات التنموية الكبرى، ومن بينها مشروعات العناية بمواقع التاريخ الإسلامي حيث يجري العمل على تطوير مواقع الغزوات الكبرى بدر وأحد والخندق، والمساجد التاريخية المرتبطة بالرسول الكريم صلى الله عليه وسلم والخلفاء الراشدين رضوان الله عليهم، وترميم عدد من المساجد التاريخية في المدينة المنورة ضمن برنامج العناية بالمساجد التاريخية، وإلى المشروعات المهمة التي تنفذها المملكة لتوسعة الحرم .
وأضاف: "المدينة المنورة ولله الحمد، تشهد الآن انطلاقة كبيرة في تطوير المرافق، والخدمات، ومن ذلك مرافق الإيواء السياحي، والهيئة تعمل على حزمة مشروعات فيما يتعلق بمواقع التاريخ الإسلامي مع كل شركائها ومنها متحف المعارك الإسلامية الكبرى بموقع بدر التاريخي ـ مشروع تطوير وسط بدر، وجبل أحد، والخندق، والمعالم التاريخية المرتبطة بكل موقع، بالتعاون مع هيئة تطوير المدينة المنورة والأمانة".
وأضاف: "المدينة المنورة هي المستهدفة مع مكة المكرمة، لتكون هي المواقع الجاذبة لكل ما يهم المسلمين، سواء المعارض والمؤتمرات، أو الفعاليات، أو الاستشفاء أو التعلم، كما أننا نعمل الآن بتضامن كبير مع كل الجهات في المملكة، وكل شركائنا في المنطقة لكي نطور المتاحف الجديدة من ضمنها متاحف المعارك الإسلامية، مواقع الزوار، مواقع التاريخ الإسلامي،المساجد التاريخية التي تتم تطويرها الآن، متحف المدينة المنورة".
وتابع: "هناك الكثير من الأمور التي تجعل المدينة المنورة مكانًا للزيارة والبقاء لمدد أطول، فنحن نستهدف أن نفتح القلوب قبل الأبواب لكل المسلمين؛ ليأتوا مع أسرهم ومع أبنائهم، ومن أهم التحديات اليوم التي نواجهها في هذا العالم الجديد المتطور، أن نربط المسلمين وأبناءهم وأسرهم، والشباب منهم خاصة، بقصة هذا الإسلام العظيم، ومعرفة انطلاق هذا الدين العظيم من أرض الجزيرة العربية".

إرث إسلامي
وقد ألقى وهيب السهلي وكيل إمارة منطقة المدينة المنورة، رئيس اللجنة التنفيذية لمناسبة المدينة المنورة عاصمة للسياحة الإسلامية كلمة تحدث فيها عن فضل المدينة المنورة التي اختارها الله لتكون مهجرًا للرسول المصطفى صلى الله عليه وسلم.
وأضاف "السهلي" تبقى المدينة المنورة تسكن القلوب لما تملكه من إرث إسلامي وثقافي كبير، بالإضافة إلى الحاضر الزاهر الذي تعيشه المدينة المنورة والمدينة المنورة الحاضرة دوماً وأبداً في قلوب المسلمين جميعًا لم تغب طويلاً عن واجهة الأحداث، فبعد اختيارها قبل ثلاث سنوات كعاصمة للثقافة الإسلامية ها هي تعود اليوم عاصمة للسياحة الإسلامية لعام2017م .

تدشين الفعاليات

وكانت قد دشّنت الفعاليات المصاحبة عقب حفل الافتتاح مباشرة ذلك بالعديد من الفعاليات والمهرجانات بما يليق بمكانة وقدسية المدينة المنورة خاصة في هذا الحدث الذي الذي يمتد على مدار سنة كاملة ويشارك فيه أكثر من 40 جهة تقدم أكثر من 200 فعالية ثقافية وسياحية وأنشطة مميزة. حيث سيتم تقديم حزمة من الفعاليات الموجهة لجميع أفراد الأسرة، حيث تحوي رزنامة المناسبة نحو 19 فعالية سياحية بالإضافة إلى 14 فعالية إضافية و 13 فعالية تفاعلية و 26 فعالية ثقافية و 6 فعاليات خاصة بالأسرة و 7 فعاليات نسائية بالإضافة إلى إقامة وتنفيذ 17 معرضاً بمختلف أنواعها. تحتضن المدينة المنورة خلال المناسبة عدداً من البرامج والأنشطة الثقافية والمؤتمرات الدولية منها ندوة المدينة حاضنة الحضارات على مر العصور، ومؤتمر الاعلام الإسلام ، ومؤتمر حقوق الصحابة وأل بيت النبي صلى الله عليه وسلم وأزواجه وفضلهم والمعرض المصاحب، ومؤتمر دور التقنية الحديثة في الحفاظ على التراث الإسلامي بالمدينة المنورة، وملتقى الخط العربي الخط المدني أنموذجا ومسابقة الخط العربي، وملتقى الفن التشكيلي ، ومنتدى الشعر الإسلامي.
كما تسعى اللجنة المنظمة لإقامة مسابقة تنافسية بمشاركة عدد من الدول الإسلامية عبر المؤسسات التعليمية لتنفيذ مسابقة الانشاد الفردي ومسابقة الانشاد الفرق الجماعية حيث يقييم المشاركات لجنة تحكيم تضم كلاً من المنشد فهد مطر من السعودية والمنشد الكويتي مشاري العفاسي والمنشد الإماراتي احمد بو خاطر.
كما تنظم المناسبة عددا من المعارض الفنية الميدانية المزمع إقامتها لتبرز ابداعات الشباب الإسلامي من خلال معرض الرسم ومعرض الكتاب ومعرض التصوير ومعرض الحرف اليدوية بالإضافة إلى تنفيذ الأجنحة المفتوحة الخاصة للدول المشاركة التي تحتوى على الخصائص التراثية ويتم تنفيذ المعارض الفنية وفق أنظمة الاضاءة.
كما سيتم تنفيذ مهرجان تنافسي ترفيهي لتقديم العروض المسرحية التنافسية بمشاركة فرق من الجامعات والجاليات الإسلامية وسيقم الأداء لجنة تحكيمية يقودها نخبة من رواد المسرح الإسلامي ومنهم رجا العتيبي من السعودية ومحمد صبحي من مصر وغسان مسعود من سوريا وهشام رستم من تونس بالإضافة إلى مشاركة الجمهور في التصويت للفرق المشاركة عبر الموقع الالكتروني الخاص بالفعالية. إضافة إلى العدد الكبير للفعاليات المتنوعة التي تم الإعلان عن تفاصيلها في الموقع الخاص بالمناسبة.
____________

مشاركة فاعلة
في هذا السياق قال سفر العتيبي رئيس "اتحاد الصحافة" : في البداية أودّ اشكر اللجنة المنظمة على دعوة اتحاد الصحافة في المشاركة للتأكيد على وجود الإعلام الخليجي والعربي لتسليط الضوء على حفل الافتتاح والاطلاع على المعالم الأثرية المهمة التي تزخر بها المدينة المنورة والتي التي تشهد نموا كبيرا خلال السنوات الأخيرة.
وأضاف "العتيبي" : تضمن البرنامج حضور حفل افتتاح مناسبة المدينة المنورة عاصمة السياحة الاسلامية ٢٠١٧ وكذلك حضور محاضرة للمخرج البريطاني العالمي فليب بلوم في برنامج لصناعة الأفلام الوثائقية وجولة تعرفيه على معالم المدينة منها مواقع الغزوات والمزارع والآبار النبويه والمساجد والمصليات التاريخية.
تجدر الإشارة إلى ان "اتحاد الصحافة" السياحي تم انشاؤه في بداية عام ٢٠١٦ ويضم مجموعة من الاعلاميين بمجلس التعاون الخليجي يهدف إلى تسليط الضوء على المعالم الثقافية والأثرية السياحية بدول الخليج والعالم العربي والمشاركة في الفعاليات في داخل المملكة العربية السعودية وخارجها.