” .. حين تدق الساعة لبدء الثامن والعشرين من يناير في كل عام تشرد الذاكرة للخلف ومنذ 47 عاماً ونحن نتذكر تأسيس جريدة (الوطن) الذي ارتبط بتأسيس السلطنة الحديثة، وباتت مقترنة بالنهضة المباركة، ففى كل عام تحتفل السلطنة بذكرى النهضة المباركة يرتبط رقم الذكرى بعيد ميلاد الجريدة، وهو ما يطرح مسألة في غاية الأهمية وهو: لماذا سميت (الوطن) تحديداً؟ ولماذا لم يكن اسمها النهضة مثلاً؟. ”[author image="https://alwatan.com/v2/v2/wp-content/uploads/2016/10/goda.jpg" alt="" class="avatar photo" height="60" width="60"]جودة مرسي [/author]تأملات كثيرة تدور في خاطري مع كل ذكرى سنوية تمر علينا لتأسيس (الوطن) الحكاية الشامخة التي بين يد القارئ كل صباح، وتحمل هذه التأملات او هذه الحكاية استقراء للماضي الممزوج بالتاريخ ورؤية للمستقبل معبأة بإنجازات الحاضر، وهى تأملات فى الأهداف والمضمون والمسارات والإنجازات ومن قبلها المسمى.وحين تدق الساعة لبدء الثامن والعشرين من يناير في كل عام تشرد الذاكرة للخلف ومنذ 47 عاماً ونحن نتذكر تأسيس الجريدة (الوطن) الذي ارتبط بتأسيس السلطنة الحديثة، وباتت مقترنة بالنهضة المباركة، ففى كل عام تحتفل السلطنة بذكرى النهضة المباركة يرتبط رقم الذكرى بعيد ميلاد الجريدة، وهو ما يطرح مسألة في غاية الأهمية وهو: لماذا سميت (الوطن) تحديداً؟ ولماذا لم يكن اسمها النهضة مثلاً؟. الإجابة تكمن في أن تزامن انطلاق الجريدة كان فى نفس عام وضع الأسس لقواعد سلطنة عمان الحديثة وتثبيت أركانها، وبين فكرة الجريدة ومفهوم الوطن عروة وثقى لا تنفصم امتدت على مدار 47 عاماً، ولن ينفرط عقدها – إن شاء الله – ما دام في تراب عمان حبات رمل تتغنى بمجد الأجداد وتتغزل لحملها أجيال متلاحقة من خيرة الأناس ، أما النهضة فهي صفة لمباركة الوطن الذي حباه الله ومنحه زعيما وقائداً مخلصاً هو جلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم – حفظه الله ورعاه – فالجميع يعمل لأجل الموصوف ولإبراز الصفة، وفوق الموصوف تجلس الهدية الإلهية لتنجز صفات الحسن والخير لتحقيق نهضة مباركة، والجريدة أول أسلحة الوطن وأداتها الإعلامية التي تتابع منجزات جلالة السلطان – حفظه الله ورعاه ـ لوطنه وشعبه الوفي الذي تعهد بالحفاظ على كل تلك المنجزات.وانطلاقاً من فكرة النشأة والمسمى كانت الأهداف أن تعبر الجريدة عن نبض البلاد، وإفرازات نجاحاتها، فانتشرت شمالاً وجنوباً، وجالت شرقاً وغرباً، ولأن الوطن (عمان) له جيش يرعاه ويعمل على حمايته وتطويره، كان للجريدة (الوطن) هي الأخرى جيش من المحررين الصحفيين، والمراسلين داخل وخارج السلطنة، وفصيل رائع من كتاب الرأي وأصحاب المقالات الذين يعبرون عن الرأي والرأي الآخر من البلاد العربية ومختلف دول العالم، والإداريين، والعمال، وغيرهم كثيرون من شركاء النجاح تحت قيادة رئيس التحرير الاستاذ محمد بن سليمان الطائي الذي لم يبخل بوقته او جهده او بمعنى اصح بكل ما يملك ليسير الركب كما يحلم كل عاشق لتراب هذا الوطن.فتابعت (الوطن) كل الأحداث الصغار منها قبل الجسام في كل بقاع الكرة الأرضية، كانت الجريدة فيها حاضرة تنقل لأبناء السلطنة نبضات ودقات العالم، أحداث ومكتشفات، كوارث وغرائب، انجازات واخفاقات، رياضة وسياسة، اقتصاد وثقافة، فنون وآراء، وصحة، وعلم، وغيرها الكثير مما يدور داخل وخارج حدود السلطنة، مع انشاء مطبوعات وملاحق متنوعة تهتم بكل هذه الشئون. وكل هذا في إطار التزام الوسطية والحياد الإعلامي الذي قلما تمتعت به وسائل إعلام عربية وعالمية لها تاريخ كبير.النهج الذي سارت عليه الجريدة، والظروف التي صاحبت تأسيسها، ورعاية جلالته ـ حفظه الله ـ للإعلام، وكونها أول جريدة في السلطنة، ونجاحاتها ومتابعاتها الآنية في ظل القالب الكبير الذي رسمه جلالته لدور الإعلام بما لا يحيد عن مبادئ إعلاء الوطن، كل هذا يجعلنا نصل لرد واف وشامل يصف جريدة بقيت 47 عاماً على القمة، وهو أن الحكاية .. اسمها "الوطن".