الجزائر ـ العمانية:تنطلق بقرية آث يني بولاية تيزي وزو (105 كم شرق الجزائر) سلسلة من النشاطات الثقافية إحياءً لذكرى مرور مائة عام على ميلاد الروائي مولود معمري، وذلك تحت شعار "ننكسر ولن ننسى". يتضمن برنامج هذه الفعالية التي تستمرُّ عامًا كاملًا بدءًا من 21 يناير الجاري، الكثير من الندوات الأدبية والفكرية التي تتناول المسار الأدبي والفكري لمولود معمري، صاحب الروائع الروائية الشهيرة على غرار "الربوة المنسية"، وهي أول عمل روائي نشره معمري سنة 1952، و"الأفيون والعصا 1965، و"العبور" 1982.وكانت شعبية هذا الروائي زادت بعد تحويل عدد من رواياته إلى أعمال سينمائية ناجحة مثل "الربوة المنسية" التي حوّلها المخرج عبد الرحمان بوقرموح سينمائيًا، و"الأفيون والعصا" للمخرج المعروف أحمد راشدي.وأكد سي الهاشمي عصاد الأمين العام للمحافظة السامية للأمازيغية أنّ مئوية ميلاد مولود معمري ستشهد العديد من النشاطات في أرجاء الجزائر، ولن تقتصر على ولاية تيزي وزو مسقط رأس الروائي. وأشار إلى أنّ ملتقى دوليًا حول أعمال الراحل سيكون على رأس قائمة النشاطات في هذه الفعالية، إضافة إلى إعادة طبع أعمال معمري وترجمتها إلى اللغة الأمازيغية، كما سيتمُّ إصدار طابع بريدي لتخليد ذكراه. ومعروفٌ عن مولود معمري، فضلًا عن أعماله الروائية الكثيرة، اشتغاله بالتنقيب في التراث الأمازيغي من خلال البحث الأنثروبولوجي الذي مكّنه من تسجيل أبجدية اللُّغة الأمازيغية وقواعدها عبر أسفار متعددة قادته إلى الصحراء الجزائرية الشاسعة، أهمّ حصون هذه اللُّغة، ولولا أبحاثه القيّمة لبقيت اللُّغة الأمازيغية محرومة من التدوين.كما زاول معمري مهنة التعليم بداية من سنة 1947 بولاية المدية، وأيضا بجامعة الجزائر حتى سنة 1962، وشغل رئاسة اتحاد الكتاب الجزائريين سنة 1963 قبل أن يغادره للبحث العلمي الذي وجّهه أساسًا للثقافة الأمازيغية.