” .. لقد حرص جلالة السلطان قابوس المعظم ـ حفظه الله ـ على أن يقدم المواطن العماني كل ما هو طيب وكل ما هو محترم عبر وسائل الإعلام وذلك بأن يكون التلفزيون العماني هو منارة طيبة وجديدة الى جميع أفراد الأسرة لما يحتويه بصورة واضحة تعمل على الحفاظ على الهوية والأخلاق والقيم والأصالة وعدم ترك فرصة لكل من له غرض من النيل لسلطنة عمان ولا من الشعب العماني، وذلك بإرادة وإدارة واعية عملت على الحفاظ على سلطنة عمان مما طال البلاد العربية الأخرى .”

[author image="https://alwatan.com/v2/v2/wp-content/uploads/2016/05/salahdep.jpg" alt="" class="avatar photo" height="60" width="60"]د. صلاح الديب[/author]

من أفضل الأشياء التي تتميز بها سلطنة عمان أنها تعد من الدول القليلة جدا التي حافظت على هويتها وعلى أصالتها ويظهر هذا بالالتزام الواضح بالزي العمانى الذى يعبر عن الأناقة والاحتفاظ بالهوية العمانية التي تعد هي هدف أمام جلالة السلطان قابوس المعظم والذي حرص على أن يكون لسلطنة عمان هوية مميزة ويكون للمواطن العماني طابع يمتاز به على مر السنين ولقد حرص أيضا المواطن العماني على الدور الذي يفخر به ويتمسك به .
وليس بالغريب أبدا أن تجد المواطن العماني يفتخر بالزي العماني خارج السلطنة ويعمل جاهدا على أن يظهر بالمظهر اللائق والمشرف فى اي مكان خارج السلطنة لأنه يعي جيدا أنه واجهة لسلطنة عمان وكل مواطن عماني حريص كل الحرص على أن يعكس صورة مشرفة عن السلطنة أمام الجميع .
فتحية لجلالة السلطان المعظم ـ حفظه الله ـ على أنه استطاع وباقتدار على أن يخلق لسلطنة عمان صورة تتصف بالأصالة دون أن تتأثر هوية السلطنة وجعلت الجميع في جميع بلدان العالم ينظرون بكل الاحترام والتقدير لسلطنة عمان ولكل عماني وايضا نتقدم لكل مواطن عماني بالتحية لأنه كان حريصا كل الحرص على أن يظهر بالصورة المشرفة ولقد توحدت كل من رؤية جلالة السلطان المعظم مع المواطن العماني لأجل رسم صورة مميزة وفريدة لسلطنة عمان أمام جميع بلدان العالم .
وليس هذا بالغريب عن سلطنة عمان التي ترسم فيها كل التفاصيل لأجل رؤية واضحة ولقد اهتم جلالة السلطان بكافة التفاصيل التى تجعل سلطنة عمان لها طابع فريد ويمكنك أن ترى هذا واضحا جليا عندما تطأ قدماك أرض سلطنة عمان العامرة حيث ترى طيب الأصل حي.
أحد ما يميز الشعب العماني الذي تصاب بالدهشة لما لهذا الشعب من أصالة وعراقة فعندما تتعامل مع الشباب تجد فيهم الأدب والأخلاق وطيب الاصل وعندما تتعامل مع الرجال لا يختلف الأمر وعندما تتعامل مع كبار السن تجد أنك أمام صورة واحدة واستطاعوا ترسيخها جيلا بعد جيل وكأنه ميراث ثمين حرص كل فرد على أرض السلطنة على أن يورثه لابنائه قبل المال لأنهم أدركوا جيدا أن هذا أكثر قيمة من كنوز الدنيا كلها فأصبح كل عماني غنى بأخلاقه وأصالته وبطيب الأصل وستظل سلطنة عمان من أغنى بلاد العالم طالما أنها تحافظ على الأخلاق والأصالة وطيب الأصل وطالما أن كل عماني يعمل جاهدا على توريث هذا بين الأبناء والأحفاد .
وعليه فالآن سلطنة عمان قدوة للعديد من بلادنا العربية التى فقدت هويتها ومكانتها وأيضا تنازلت بكامل إرادتها عن الأخلاق والقيم وكل الصفات النبيلة التى كانت تتصف بها فى يوم من الأيام وكأنهم كانوا في سباق للتخلى عن الأصالة وعن القيم وعن الأخلاق وكأنهم أيضا كانوا حريصين كل الحرص على أن ينال كل منهم المركز الأول فى ان يصبحوا مسخا وإلى أن يتصفوا بكل ماهو سيىء ورديء ومبتذل وكأنما اتحدت إرادتهم التى يصعب أن تتفق فى يوم من الأيام لما فيه صالح البلاد والعباد .
ولقد حرص جلالة السلطان قابوس المعظم ـ حفظه الله ـ على أن يقدم المواطن العماني كل ما هو طيب وكل ما هو محترم عبر وسائل الإعلام وذلك بأن يكون التلفزيون العماني هو منارة طيبة وجديدة إلى جميع أفراد الأسرة لما يحتويه بصورة واضحة تعمل على الحفاظ على الهوية والأخلاق والقيم والأصالة وعدم ترك فرصة لكل من له غرض من النيل لسلطنة عمان ولا من الشعب العماني وذلك بإرادة وإدارة واعية عملت على الحفاظ على سلطنة عمان مما طال البلاد العربية الأخرى .
وينبغى على البلاد العربية الأخرى الاقتداء بما حرص عليه جلالة السلطان قابوس للحفاظ على هوية وقيم وأخلاق المواطن العماني بأن يفرزون كل ما يقدم للمواطنين في كل بلد من هذه البلاد العربية وإيقاف المجال لكل ما هو ردىء ومبتذل من أن يقدم على وسائل الإعلام وبما يؤدي وبشكل واضح وفعال في محو الهوية وطمس القيم وغياب الأخلاق وفقدان الأصالة وتحويل هذه البلدان العربية وشعوبها إلى مسخ .
هل هذا أمر صعب أن تحذو كافة شعوبنا وبلادنا العربية حذو سلطنة عمان ويحرصون على كل ما حرص عليه كل من جلالة السلطان قابوس وأيضا المواطن العماني لأجل الوصول إلى ما وصلوا إليه الآن أم أن حكام بلادنا العربية وشعوبنا العربية لا يعني لهم هذا الأمر شيئا ولا توجد لديهم الرؤية التي تجعلهم يعلمون جيدا ما هي الأشياء التي يجب التمسك بها للحفاظ على هوية بلادهم والعمل على أن تنتشر الأخلاق وأن تكون الأصالة والقيم هي ما يميزها.
وإن بناء المدن الحديثة الآن التي تملأها الأبراج الشاهقة التي تطول السحاب في بعض الأحيان يعد اتجاه الكثيرين مما يظنون أنهم بهذا قد استطاعوا تطوير بلادهم وبهذا يستطيعون مواكبة الشعوب المتقدمة .
لا وألف لا ليست الأبراج الشاهقة هي التى تدل على تقدم الشعوب لكن بناء الشعوب هو الدلالة الحقيقية لتقدم الشعوب والبلدان .
ولذا ينبغي على البلدان التي تسعى أن تكون في مصاف الدول المتقدمة أن تعمل جاهدة أولا على بناء الفرد بكل ما تعنيه الكلمة وبتزويده بكل المقومات التي تجعل منه اللبنه الأساسية والداعم الحقيقي للبناء وبهذا يستطيع هذا الفرد ومهما حدث من كوارث عرضية أن يخرج منها ويعيد كل ما تم خسارته وأكثر بكثير، وذلك لأنه تم بناؤه وإعداده جيدا مما يجعله هو وليس سواه حائط الصد الحقيقي للحفاظ على بقاء البلدان بل وأيضا الداعم الحقيقي للوصول بهذه البلدان إلى بر الأمان بل وأيضا يعمل إلى أن تكون بلاده في مصاف الدول المتقدمة هكذا تبنى الشعوب وهكذا ينبغى علينا أن نجعل من بناء الفرد منهجا ومن النظر بطريقة مختلفة من أجل الحفاظ على بلادنا ومن أجل الوصول بها إلى بر الأمان ولكى نتمكن بحق من أن تكون بلادنا فى مصاف الدول المتقدمة فعلا وعملا وليس شعارات حنجورية زائفة .
فبلادنا من عشرات السنين وهي تدور حول نفسها دعونا نخرج من هذا العبث وننظر إلى الأمام ولنعمل جاهدين على بناء الفرد فهو الكنز الحقيقى والثروة الحقيقة التي يمكن أن تعتمد عليها البلدان .
وتنظر كل الدول العربية لما قام به جلالة السلطان قابوس في بناء المواطن العماني مما أدى إلى أن تصبح سلطنة عمان قلعة حصينة بقيادتها وشعبها تستطيع مواجهة كافة المخاطر وكافة التحديات بفضل قيادة جلالة السلطان قابوس الحكيمة والرشيدة وبفضل وعي الشعب العماني الحريص على الحفاظ على سلطنة عمان .
دعوة صادقة إلى كل رب أسرة في جميع بلادنا العربية ابن أبنائك كما ينبغى أن يكون بعد أن تبني نفسك جيدا وأيضا دعوة أخرى إلى كل قائد فى موقع القيادة ابن كل فرد في فريق العمل الذى تقوده تحقق كل النجاح وأيضا دعوة إلى كل من هم معنيون بأمر بلادنا اهتموا بأمر بناء الفرد قبل الاهتمام ببناء كل ما هو زائل فالفرد باق والأشياء الأخرى إلى زوال لنستطيع أن نبقى على بلادنا ولتصل بلادنا إلى بر الأمان وإن بذلنا المزيد من الجهد ستكون بلادنا في مصاف الدول المتقدمة وليكن النموذج الذي جسده جلالة السلطان قابوس ـ حفظه الله ـ وأصبح واقعا تعيشه اليوم سلطنة عمان ويعيشه كل مواطن عماني وليسرع كل من هم معنيون بشئون بلادنا العربية فى تعديل ما هم عليه الآن وليعلموا جيدا ان شعوبنا العربية هى الثروة الحقيقة إذا احسن اعدادها وتمسك الجميع بهوية وأصالة وأخلاق وقيم شعبهم لتكون بلادنا العربية، كما ينبغي لها أن تكون وتكون شعوبنا العربية في المكانة اللائقة بها في القريب العاجل بإذن الله تعالى .