القاهرة ـ من حسام محمود:
تمر الأيام والسنون لتكشف الجديد والطريف حول نفحات وعبق الحضارة الفرعونية للمصريين القدماء ولتبين عظمة تلك الحضارة العريقة وامتلاكها للكثير من التفوق في نواحي عديدة بعضها علمي وكثير منها ثقافي وهندسي ومعماري بجانب كنوزها وفنونها الساحرة ومعجزاتها المبهرة . ولعل المومياوات الفرعونية الملفوفة في ضماداتها والتي كانت تصنف كرموز للرعب في أفلام هوليود بالغرب الأميركي طويلا صارت تحظي بحديث العالم بين الحين والآخر مع توالي اكتشاف روعتها وأسرارها الفريدة التي طالما أسرت عقول وفضول العلماء حتى أن المتحف البريطاني كشف الجانب الإنساني لمومياوات النيل ورصد تتابع اكتشافات وجود صور ورسوم الوشم على بعض المومياء المصرية القديمة التي يعود تاريخها إلى 1300 عام قبل الميلاد.
اكتشافات الوشم
أظهر العلماء الأوروبيون عند إخضاع جثث مومياوات فرعونية لتقنيات علمية أكثر تقدما بما في ذلك إرسالها إلى المستشفيات لإجراء فحوصات الأشعة المقطعية بالكمبيوتر أدلة جديدة تكشف أن المصريين القدماء تماما مثل الإنسان في العصر الحديث كانوا يرسمون الوشم على أجسادهم . وصنف ذلك ضمن المكتشفات الأثرية الناجحة من مصر القديمة التي تشمل اكتشاف مقبرة كنوز توت عنخ آمون حيث عرضت في المتحف البريطاني عام 1972 وجذبت أكثر من 1.6 مليون زائر .
ولعل العلماء الأوروبيين قد اكتشفوا أيضا أن الفراعنة القدماء كانوا يتناولوا أنظمة غذائية متنوعة شملت الأسماك واللحوم والبيرة والخبز والفاكهة الغنية بالسكر مثل التمر عبر بعض الرسوم والمخطوطات وأيضا الوشم وصوره. وبالنسبة للمومياوات التي عثر على وشم على جثتها كانت مدفونة وملفوفة في قطع قماش من الكتان والصوف وحنطت بطريقة التجفيف وتم فك رموز الوشم التي فسرت باللغة اليونانية القديمة . وتظهر بعض صور الوشم عند بعض المومياوات وجود مجتمعات مسيحية كانت في حقب متباينة على ضفاف نهر النيل وبعضها رصد كل من العهدين القديم والجديد وسبق أن وجدت بعضها في الكنائس القديمة وعلى الألواح الحجرية .
وقد استخدم العلماء البريطانيون الأشعة تحت الحمراء لتوضيح صور الوشم وحروفها وهى أشياء نادرة جدا في تاريخ الحضارات وقد تم العثور على مومياوات ذات وشم متعدد الصور والحروف عام 2005 خلال كشف أثري في مقبرة في السودان حيث كانت امتدادا لحضارة الفراعنة جغرافيا وربما كان هذا الوشم من أجل الحماية من الأرواح الشريرة علي حد معتقدات قدماء المصريين .
وقد كشفت الفحوص الأثرية الحديثة مومياوات فرعونية عاشت قبل أكثر من 2300 عاما قبل الميلاد وطبعت صور للوشم على جسدها حيث ذكر الباحثون أن صور وأشكال الوشم المطبوع على جلود المومياوات يكشف عادة قديمة رسخها المصريون القدماء آنذاك . وأكد العلماء أن الفراعنة كانوا أول من رسموا الوشم بواسطة وخز الجلد وإدخال الصبغ في طبقته العليا ومن أبرز الدلائل على ذلك هو الدمى المصنوعة من الطين . وخلص العلماء إلي أن الفراعنة هم أول من ابتكروا الوشم منذ آلاف السنين حيث كانوا يستخدمونه لأغراض التجميل وكان يوخز بالإبر على شكل قلادة ضخمة وكذلك استخدمه كهنة المعابد حيث كان يوضع بهدف إبعاد السحر والحسد والأرواح الشريرة .
الوشم الفرعوني
دائماً ما تمثل الحضارة الفرعونية مصدرا لإلهام العالم أجمع فقد أصبحت صور ورسوم وشم المصريين القدماء هوسا وموضة عند الغربيين الذين يرغبون في تعلمه وتقليده عن طريق التاتو أو الوشم الفرعوني كأحدث الأشياء التي تثبت أن العالم يعشق الفراعنة حيث يقوم البعض من الفنانين برسم تاتوهات مستوحاة من الحضارة الفرعونية وهذه التاتوهات أصبحت تقليدا شائعا في الغرب خاصة للمشاهير والنجوم ومن أشهر أشكال التاتوهات الفرعونية اللغة الهيروغليفية وتوت عنخ آمون وكليوباترا ورسومات الطيور والآلهة القديمة .
ويعتبر من أشهر النجوم الذين رسموا التاتو الفرعوني كموضة منتشرة في الوقت الحالي المطربة الأميركية "ريهانا" حيث رسمت أكثر من 15 وشماً ومنها رأس الملكة "نفرتيتي" وصورة لامرأة فرعونية جالسة على خصرها وكتبت أشكال أخرى من التاتو على ظهرها وأذنها وقدميها وأصابع يديها . كما أن المغنية "آمى واينهاوس" من أشهر المهووسين بالتاتو الفرعوني وقامت برسم مفتاح الحياة على ظهرها وكانت ترسم الآلهة إيزيس مع وشم عنخ آمون . وأيضا المغنى والموسيقى "فينى فالو" رسم التاتو الفرعوني ورسم شعلات النار الفرعونية علي جسده . أما المغنية "أنستازيا" فرسمت وشم الشمس ووشم الإله عنخ بينما "توباك شاكور" فنان الراب فعشق وشم على شكل الملكة نفرتيتي . ولعل النجمة "أنجلينا جولى" من أكثر النجمات المهووسات برسم التاتو أو الوشم حيث وضعت وشم كليوباترا وعدد من الوشوم الفرعونية على جسدها . أما المصارع الأميركي "رومان رينز" فقد كان يضع وشم حورس علامة القوة كتفاؤل به . وأيضا جينى والدة "وينستون تشرشل" كان لديها وشم عبارة عن ثعبان الكوبرا الفرعوني محفور على معصمها وكانت تغطيه بسوار من الماس .