حرصًا على الموازنة بين الرياضة والأداء المدرسيحرصًا على تعزيز التنوع المهاري للبحّارة الأشبال وتشجيعهم على الموازنة بين ممارسة الرياضة والتحصيل المدرسي، نظمت مدرسة الإبحار الشراعي بولاية المصنعة على مدى أسبوعين دورات تعليمية خاصة للبحّارة المنضوين تحت الفريق الوطني للسباقات وفريق الناشئين وفريق التزلج بالألواح الشراعية، وشملت هذه الدورات عددًا من المواد المرتبطة بالمناهج التي يدرسها البحّارة في البيئة المدرسية.وجاءت هذه المبادرة تزامنًا من اقتراب موسم الاختبارات المدرسية، وكخطوة إضافية ضمن خطة إدارة المدرسة لتعزيز قدرات البحّارة في العام 2017م. وقد وجد البحّارة الأشبال في هذه المبادرة فرصة مواتية للارتقاء بمهاراتهم وتحقيق التكامل بين ممارستهم للرياضة وبين بناء حصيلتهم المدرسية. كما وجدت المبادرة إشادة من أولياء الأمور الذين حرصوا على حضور أبنائهم للاستفادة من هذه الدورات.وقد أشار محمد البلوشي مدير مدرسة الإبحار الشراعي بالمدينة الرياضية بالمصنعة بأن الأنشطة الرياضية، لاسيما الإبحار الشراعي، أثبتت قدرتها على تعزيز المهارات البدنية والذهنية والاجتماعية للطلاب، وأنها أصبحت ركنًا أساسيًا مكمّلا للعملية التعليمية، ومن ناحية أخرى فإن التفوق الدراسي للأشبال ينعكس إيجابًا على أدائهم في الجوانب الأخرى من الحياة أيضًا.وأردف البلوشي: "يحتاج البحّار الناجح إلى تطوير الكثير من المهارات، ولهذا نحرص على مشاركتهم في المعسكرات التدريبية والمنافسات المحلية والإقليمية والدولية التي يمكنهم خلالها الاحتكاك بأقارنهم واكتساب معارف جديدة، والتعرف على تكتيكات جديدة ومبتكرة في التعامل مع المواقف الصعبة، ونترقب في هذا السياق انطلاق فعاليات أسبوع المصنعة للإبحار الشراعي منتصف الشهر الجاري، والذي سيقدم بيئة مثالية للأشبال للارتقاء بمستواهم مقارنة بالبحّارة الأشبال الذين سيفدون من مختلف دول العالم".أربع مدارستجدر الإشارة إلى أن عُمان للإبحار تدير حاليًا أربع مدارس للإبحار الشراعي في كل من ولاية صور، وولاية المصنعة، وبندر الروضة بولاية مسقط، والموج بولاية السيب، وجميعها تدير برامج مجتمعية بالتعاون مع الجهات الحكومية والأهلية، لا سيما وزارة التربية والتعليم وأولياء الأمور، تهدف إلى استقطاب أطفال المدارس النظامية من الذكور والإناث وتدريبهم على رياضة الإبحار الشراعي، وتشجيعهم على اتباع أسلوب حياة صحي ورياضي منذ نعومة أظفارهم ليكونوا بذرة فاعلة في المستقبل تعزز من انتشار الرياضة بمختلف أنواعها في محيط معيشتهم وعملهم، وتحرص عُمان للإبحار من خلال هذه البرامج على الموازنة بين جوانب التنمية البدنية والجسمانية مع الجوانب الذهنية والمهارية والمعرفية، وقد أشار الكثير من أولياء الأمور والمدرسين إلى التغيير الإيجابي الذي تركته رياضة الإبحار الشراعي على سلوكيات الأطفال واستعدادهم لتحمل المسؤولية والمبادرة والتعاون مع الأقران وغيرها من المهارات الأساسية للنجاح في المستقبل.ميدالية أولمبيةولا يقتصر دور مدارس الإبحار الشراعي على البرامج المجتمعية، بل تتعداها إلى اختيار المجيدين من الطلاب والطالبات ومنحهم فرصة للمشاركة في برنامج الناشئين الذي ترعاه شركة عُمانتل، والذي يعتبر القلب النابض لمسيرة البحّارة العُمانيين الصاعدين، ومنه يتم اختيار المنتخب الوطني وفريق السباقات الذي حقق العديد من الميداليات والإنجازات الرياضية خلال العام الفائت في سباقات محلية وإقليمية ودولية، وبفضل ذلك يصنف الفريق حاليًا كأفضل الفرق الشراعية على مستوى الخليج، وسادسًا على مستوى آسيا، ويطمحون إلى مواصلة المسيرة حتى الوصول إلى هدف الحصول على ميدالية أولمبية.كما تحرص هذه المدارس على تقديم نماذج مشرفة للأشبال من خلال مدربين عُمانيين حققوا انجازات بحرية كبيرة مشهودة مثل الطواف حول العالم دون توقف للمدرب محسن البوسعيدي، أو السير على خطى الأجداد ومجابهة الأخطار على متن سفينة جوهرة مسقط من مسقط إلى سنغافورة للمدرب صالح الجابري، وتحطيم الأرقام القياسية العالمية على يد فهد الحسني الذي يعتبر أبرز البحارة المحيطين ضمن الفريق الوطني العُماني حاليًا.أبطال مجيدونوقد أثمرت برامج التدريب التي تنفذها هذه المدارس الكثير من الأبطال والأسماء اللامعة التي يُؤمل أن تحمل العلم العُماني عاليًا في الساحات الشراعية العالمية، ومن بين أبرز هذه الأسماء زكريا الوهابي الحائز على لقب البطولة الوطنية للإبحار الشراعي عامين متتاليين، ومنافسة الأصعب مروان الجابري، وسميحة الريامية التي تعتبر البحّارة الأبرز من الناشئات، والمعتصم الفارسي بطل الأوبتمست الحالي، وعلاء العمراني وغيرهم الكثير، ومن أقرب إنجازاتهم إحراز الميدالية الفضية في البطولة العربية للشراع الحديث المقامة في أبوظبي بنهاية الشهر الفائت، والميدالية الذهبية في فئة الليزر 4.7 ومراكز أخرى متقدمة في فئة الأوبتمست والليزر ستاندرد.