تبقى المخدرات هاجساً يؤرق حياة الجميع في ظل تطور وسائل وطرق الترويج التي أصبحت تنتشر بشكل ملحوظ ولافت .. نظراً للأساليب التي يتبعها مروجو هذه الآفة لتسويقها رغم الجهود التي تبذلها الجهات المعنية ممثلة باللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات وشرطة عمان السلطانية .. وغيرها من الجهات ذات الصلة التي تسعى الى الحد من الانتشار ومكافحتها بكل السبل إلا ان الأمر يحتاج الى وقفة جادة في وجه هذه الظاهرة والتصدي لها حيث باتت كافة شرائح المجتمع محل مسئولية خاصة من أصحاب الرأي والقدوة في المجتمع كالخطباء والائمة في المساجد والجوامع والعاملين في الحقل التربوي والرياضيين .. وغيرهم من الشخصيات العامة الذين يُمثلون القدوة للشباب في المجتمع لزيادة الوعي لرسم الصورة الحقيقية وتعريف هؤلاء الجيل المعول عليه في بناء الوطن عن الآثار الناجمة عن المخدرات وتأثيراتها السلبية التي تخلفها على حياة الفرد والمجتمع بشكل عام.
وتشير آخر الأحصائيات لدى اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات والمؤثرات العقلية الى أن نسبة المتعاطين والمدمنين على المخدرات في السلطنة وصلت 5345 حالة مسجلة لدى اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات والمؤثرات العقلية حتى نهاية عام 2015 وتشكل النسبة الاكبر منهم من فئة الشباب التي يعتبرون الركيزة الأساسية في المجتمع ويعول عليهم الكثير في بناء أوطانهم ومجتعهم ليصبحوا في نهاية المطاف عالة على أنفسهم ولأسرتهم ومجتمعهم وغير منتجين بل يكونوا عبئاً نفسياً ومادياً تتحمله الاسرة أولاً والجهات المعنية ثانياً لعلاجهم وتأهيليهم وأدماجهم في المجتمع مرة أخرى.
وقد وضحت عدة أسباب لوقوع هذه الفئة في براثن المخدرات ابرزها يعود للأسرة والبعض الآخر يعود للشخص بنفسه تتركز في ضعف الوزاع الديني واختيار رفقاء السوء وحب التجربة والفضول والتفكك الأسري الذي يشكل سمة أساسية وبارزة وفارقة في حياة الشباب الذي وقعوا ضحية المخدرات هرباً من الخلافات والصراعات في محيط الاسرة.
ومع توفر الوسائل والطرق التي يستخدمها بائعو ومروجو هذه السموم فان ذلك يتطلب إيجاد طرق جديدة تقي الفئة المستهدفة من الشباب والمراهقين من هذه المصيدة ويأتي ذلك من خلال عمل حلقات العمل و المحاضرات والندوات والنشرات والمصلقات وتوضح مظاهر السلبيات التي تخلفها المخدرات في حياة الفرد بالاضافة الى تسليط الضوء على ابرز الطرق التي يتبعها مروجو هذه المواد الضارة وكيف يستطيعون ان يجلبوا الشباب الى عالم المخدرات المظلم.
ان الدور الاساسي يعول على فئات المجتمع وشرائحه من خلال التكاتف والتعاون والوقوف وقفة واحدة امام هذه الظاهرة التي باتت تفتك بحياة الكثير من شباب وشابات الوطن وما تحمله من إنتكاسة لحياتهم دون ادراك منهم بما تسببه من تحطيم للذات .
كما أنه من الأهمية تغليض قانون المخدرات والمؤثرات العقلية واعادة النظر في عقوبات من تسول له نفسه التلاعب بحياة الابرياء في هذا الوطن، كما يجب على الجهات المعنية تكريس الجهود للحد من انتشارها وفق خطط وبرامج يتم تسليطها في المجتمع وتركز في مجملها على الفئة الشابة الذين يكونون دائما أكثر ضحاياها وتكثيف التوعية والتركيز على المدارس والاندية الرياضية والفرق الأهلية والتجمعات الشبابية واستخدام الطرق والأساليب الحديثة لغرس الافكار الإيجابية السليمة التي تكون معينا ومصدراً هاماً لتحذير الناشئة من الوقوع في مستنقع المخدرات الذي قد لايستطيعون الخروج منه.

سليمان بن سعيد الهنائي
من أسرة تحرير "الوطن"
*[email protected]