في مجزرة من ضمن ضحاياها عرب

اسطنبول ـ عواصم ـ (الوطن) ـ وكالات:
استقبلت تركيا العام 2017 بهجوم إرهابي جديد أوقع عشرات القتلى بينهم عرب فيما كان المهاجم لا يزال ملاحقا حتى إعداد الخبر.
وتواصل السلطات في اسطنبول عمليات البحث عن المسلح الذي قتل 39 شخصا من بينهم 15 أجنبيا عندما فتح النار داخل ملهى ليلي خلال الاحتفالات بعيد رأس السنة في المدينة التركية.
واثار المهاجم الذي تنكر بزي بابا نويل بحسب وسائل اعلام تركية الرعب في نادي "رينا" الشهير على ضفاف البوسفور.
وكان وزير الداخلية سليمان سويلو اعلن صباح أمس أن "اعمال البحث عن الارهابي لا تزال مستمرة وأمل ان يتم القبض عليه سريعا".
وأضاف الوزير ان العناصر الأولى للتحقيق كشفت ان المهاجم خبا البندقية التي استخدمها في الاعتداء تحت معطفه وفر بعد ان غير ملابسه.
واوضح انه تم تحديد هويات 20 ضحية من بينهم 15 اجنبيا و5 اتراك، بعد ان اشار في وقت سابق الى تحديد هويات 21 ضحية من بينهم 16 اجنبيا.
وتابع ان الاعتداء اوقع ايضا 65 جريحا من بينهم اربعة اصابتهم خطيرة. ولم تحدد السلطات التركية هويات الضحايا الاجانب على الفور لكن أعلن بعد ذلك أن بينهم عرب.
وأعلنت وزيرة تركية أن بين ضحايا الاعتداء الذي نفذه مسلح في ملهى ليلي في اسطنبول خلال الاحتفالات بالعام الجديد مواطنون من عدة بلدان عربية.
وقالت وزيرة العائلة فاطمة بتول سايان كايا في تصريحات نقلتها وكالة الاناضول للأنباء أن بين القتلى الـ39 جراء الاعتداء "هناك أجانب وأتراك، لكن الغالبية أجانب. من عدة بلدان، من السعودية والمغرب ولبنان وليبيا".
وأعلنت بلجيكا ان مواطنا على الأقل من رعاياها قتل في الهجوم كما أشارت فرنسا إلى سقوط ثلاثة جرحى من الفرنسيين.
كما أعلنت إسرائيل أن إحدى مواطناتها أصيبت بجروح بينما أعلنت أخرى في عداد المفقودين.
وفتح المهاجم النار على الحشد في الملهى حيث كان يحتفل بين 700 و800 شخص بعيد رأس السنة. وأفادت وسائل الإعلام التركية ان العديد من هؤلاء الاشخاص ألقوا بأنفسهم في مياه البوسفور الشديدة البرودة هربا من إطلاق النار.
وأعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن الاعتداء يهدف إلى "تدمير المعنويات ونشر الفوضى في البلاد".
وقال اردوغان في بيان مكتوب "سنحارب حتى النهاية ليس فقط الهجمات المسلحة للجماعات الإرهابية والقوى التي تقف وراءها بل هجماتها الاقتصادية والسياسية والاجتماعية أيضا.
"يحاولون خلق الفوضى والنيل من عزيمة شعبنا وزعزعة استقرار بلادنا بهجمات مقيتة تستهدف المدنيين... سنحافظ على هدوئنا كأمة ونقف معا بقوة ولن ندع مجالا لمثل هذه الألاعيب القذرة."
وعلق رئيس الشؤون الدينية التركي محمد غورماز "لا فرق أبدا بين وقوع هذا الهجوم البشع في سوق أو معبد أو ناد".
ويأتي هذا الاعتداء الجديد بعد سلسلة هجمات دموية شهدها العام 2016 ونسبت إلى تنظيم داعش أو إلى المتمردين الاكراد.
وأوضح حاكم اسطنبول واصب شاهين ان منفذ الهجوم قتل بالرصاص شرطيا ومدنيا كانا عند مدخل النادي الليلي الذي يقصده اجانب قبل ان يرتكب المجزرة في الداخل.
وقال شاهين ان "المهاجم استهدف بوحشية وبلا رحمة اشخاصا ابرياء اتوا للاستمتاع وللاحتفال بقدوم العام الجديد".
وكانت السلطات أعلنت نشر 17 ألف شرطي في اسطنبول لضمان امن الاحتفالات بعيد رأس السنة. كما اوضحت ان بعض الشرطيين سيتنكرون في زي بابا نويل لرصد أي تحركات مشبوهة بين الحشود.
وروى ماكسيمليان وهو سائح ايطالي "جئنا لتمضية وقت طيب ، لكن كل شيء تحول فجأة إلى فوضى، كانت ليلة مروعة".
من جهته، قال سيفا بويداس لاعب كرة القدم المحترف الذي اتى الى الملهى "كنا ندوس على بعضنا البعض"، خلال وصفه للذعر الذي ساد في المكان.
يبعد ملهى "رينا" بضع مئات الامتار عن المكان الذي تمت فيه الاحتفالات الرسمية بعيد رأس السنة على ضفاف البوسفور.
وقال شهود إنهم سمعوا المهاجم يتكلم بالعربية، بحسب وكالة دوغان.
واظهرت تسجيلات فيديو نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي رجلا يقتحم مدخل الملهى الليلي وهو يطلق النار مما اثار الذعر بين الموجودين.
وندد البيت الابيض بـ"الاعتداء المروع" . واعلن المتحدث باسم مجلس الأمن القومي نيد برايس ان "فظاعات كهذه يتم ارتكابها ضد أبرياء أتى معظمهم للاحتفال بالعام الجديد، دليل على وحشية المهاجمين".
من جهته، كتب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في رسالة تعزية الى اردوغان "من الصعب تخيل جريمة أسوأ من قتل المدنيين خلال الاحتفال بعيد رأس السنة. من واجبنا جميعا التصدي للهجمات الارهابية بحزم".
اما الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند فندد بالاعتداء "بشدة واستنكار".
وندد الرئيس الفلسطيني محمود عباس "الهجوم الارهابي"، مجددا "رفضه المطلق للاعمال الارهابية".
من جانبه حث البابا فرنسيس زعماء العالم على العمل معا لمكافحة "طاعون الإرهاب" قائلا في كلمته أمس بمناسبة العام الجديد إن بقعة دم تلطخ وجه العالم مع بدء عام 2017.
وأمام 50 ألف شخص بساحة القديس بطرس لم يلتزم البابا بكلمته المعدة سلفا وأدان هجوما على ملهى ليلي في اسطنبول الليلة الماضية أسفر عن مقتل 39 شخصا على الأقل.
وأضاف "مع الأسف وقع العنف حتى في ليلة الأماني الطيبة والأمل. أشعر بالألم وأعبر عن تضامني مع الشعب التركي. أصلي من أجل الضحايا الكثيرين ومن أجل الجرحى ومن أجل كل الأمة التي تعيش في حالة حداد."
وتعرضت تركيا لاعتداءات دموية عدة خصوصا في اسطنبول وانقرة وقبل ثلاثة اسابيع فقط اوقع اعتداء تبنته مجموعة كردية متطرفة 45 قتيلا غالبيتهم من الشرطة.
واطلقت تركيا العضو في التحالف الدولي الذي يحارب تنظيم داعش في سوريا والعراق في اغسطس الماضي عملية عسكرية في شمال سوريا ضد الإرهابيين والمقاتلين الاكراد.