يقصد بمهارة التحدث مدى قدرة الشخص على اكتساب المواقف الايجابية عند اتصاله بالآخرين ويمثل أحد أوجه الاتصال اللفظي ورموز لغوية منطوقة تنقل بواسطتها الأفكار والمشاعر والأحاسيس إلى الآخرين عن طريق وسائل الاتصال المتطورة، ويعد التحدث وسيلة اتصال الإنسان مع الآخرين، ونقل المعلومات إلى الآخرين الذين يتلقون هذه المعلومات والذين سيتفاعلون معها سلباً أم إيجاباً ،ويتكون موقف الحديث من المتحدث الذي يحاول نقل فكرة معينة أو طرح رأياً محدداً أو موضوعاً بعينه وهو الطرف المعنى بالحديث ، والمستمع له ثم الظروف المحيطة بموقف الحديث سواء كانت هذه الظروف مادية أو معنوية، وقد توصل علماء النفس إلى أن النقاش يمكن أن يساعد في تغيير الموقف وإقناع الناس بنتائج الحوار ولكنه في بعض الأحيان قد يفضي النقاش إلى التطرف في الموقف ويتفوق الحديث المباشر على الحديث عبر الوسائل المسموعة والمرئية في نقل المعلومة أو استيعابها وتلعب وسائل الاتصال غير اللفظي دوراً مميزاً في الحديث المباشر من خلال العديد من الخصائص كالمظهر الشخصي للمتحدث واستخدام طبقات الصوت، وحركات جسده، ونظرات عينيه فجميعها تؤثرعلى مدى تقبل المستمع للرسالة ومدى اقتناعه بها. وتكمن أهمية مهارة التحدث كونها تعد أهم أنواع الاتصال فالناس يتكلمون أكثر مما يكتبون، ومن ميزات التحدث تعد وسيلة يحقق بها الفرد ذاته من خلال التفاعل مع الآخرين، وأداة من أدوات الاتصال اللغوي وتمثل ركنا أساسيا في عملية الاتصال، كما يجد الفرد في التحدث الفرصة لإبراز مهاراته وتوضيح أفكاره واكتساب الثقة والاطمئنان أليه.فالتحدث نشاط فكري يعكس مستوى ثقافة الإنسان ومدى عمقه الفكري ونضجه العقلي إلى جانب القدرة على العرض والشرح وتنسيق الحديث ، وهو نشاط اجتماعي يستخدم للتأثير على المستمعين بتقبلهم للمتحدث وما ينقله من أفكار وآراء. ان التدريب على مهارة التحدث صار ضرورة للفرد بشكل عام وللطالب بشكل خاص في كافة مراحله الدراسية ،ولكي يكتسب الإنسان مهارة الحديث يجب أن يكون لدية ما يقوله حتى يكون مؤثرا في الآخرين وينبغي تضافر العقل والعين والأذن واللسان في صياغة ما يقوله، وأن يستخدم لغة واضحة ومفهومة حتى يمكن أن تساعد على نقل الأفكار للآخرين بالإضافة إلى نغمة الصوت مع استخدام الألفاظ المالوفة والواضحة والصوت أداة موسيقية يحدث نغمات متنوعة تتلاءم من الموقف مع الاعتدال في سرعة النطق والكلام كما ينبغي اكتساب ذخيرة من الألفاظ تساعد على المرونة في التعبير عن المعنى.
ويتفق العلماء على أن الانطباع الأول الذي يتركه المتحدث لدى المستمعين يكون له أثر كبير عليهم ، وتعتمد القدرة التأثيرية على المعرفة والمهارة والخبرة من ناحية ومن ناحية أخرى لابد من وضوح الهدف وشمولية الرؤية ومرونة التعبير ويقول أحد الحكماء ((أن الأسلوب هو الشخص نفسه)) ، ومن هنا فإن العديد من الناس من يهتمون في تحسين طرق كلامهم وطرق خروج الألفاظ ، لأن طريقة الكلام هي التي تحدد مدى تقبل الآخرين لما يحتويه هذا الكلام من معان وقيم ومعارف،. لهذا فإنه ينبغي أن يقبل الناس وبشكل كبير جداً على تعلم مهارات التحدث وطرقه حتى يستطيعوا أن يصلوا إلى طريقة جيدة في الحديث وإيصال الرسائل والمعلومات إلى الآخرين بطريقة فاعلة .أن الحديث المؤثر لا يختلف عن أية مهارة أخرى إذ يجب إن تصقل من خلال الممارسة التي تزيل حاجز الرهبة والخوف وتكسب المتحدث مزيداً من الثقة تنعكس في درجة تأثيره في الآخرين.
من الأمور التي تجعل الإنسان قادراً على أن يتمتع بقدره على التحدث أفضل من غيره من الناس، هي أن لا يبقى في حالة الصمت الدائم فالتحدث يكسب الإنسان الخبرة الضرورية له ليتشارك مع غيره من الناس. واستخدام اللغة البسيطة مع تنظيم وتسلسل المادة، واستخدام الكلمات غير المعقدة وتجنب استخدام المفاهيم العلمية إلا عند الضرورة وعدم اختيار الكلمات الإيحائية أو الكلمات ذات المعاني المتعددة. والاتزان الانفعالي اي التحكم في الانفعالات وإظهار ما يتناسب منها مع الموقف.

د. مها عبد المجيد العاني
نائب مدير مركز الارشاد الطلابي جامعة السلطان قابوس