يقع بعض طلبة الجامعات في السلطنة تحت الملاحظة الأكاديمية بالرغم أن أغلبهم كانوا أوائل المرحلة المدرسية قبل الجامعية، ممّا يُعطي مؤشراً أن هناك عوامل أخرى غير معرفية ربما تؤثر في المستويات الأكاديمية، منها ما يتصل بمهارات الاستذكار ومهارات تنظيم الوقت التي يمارسها هؤلاء الطلبة، وقد أكدت إحدى الدراسات أن أكثر مشكلة أكاديمية يُعاني منها طلبة جامعة السلطان قابوس هي الوقوع تحت الملاحظة الأكاديمية، تليها مشكلة التأخر الدراسي، ثم الانسحاب من الدراسة، كما أن الطلبة الذكور يفوقون الإناث في هذه المشكلات.ويمكن القول أن طلبة المرحلة الجامعية بحاجة ماسة لمهارات دراسية جيدة مختلفة نوعا ما عن مهارات طلبة المراحل المدرسية، نظراً لكون الجهد الذي يبذله المدرس لتمكين الطلبة من الدراسة المستقلة يقل بتقدمهم في المراحل الدراسية المختلفة، ولازدياد تعقد المهمات التعليمية مع التقدم في الدراسة، إضافة إلى أن النمط التدريسي السائد في الجامعات هو المحاضرة، وهذا يستدعي من الطلبة إتقان مهارات الاستماع الواعي وأخذ الملاحظات لمتابعة ما يقوله المحاضر، وهما من بين المهارات الدراسية التي يجدر بالطلبة الاهتمام بها وإتقانها داخل القاعة الدراسية.ويمكن أن تُعزى أسباب تدني مستوى التحصيل الأكاديمي لدى بعض الطلبة إلى قلة المعرفة والإلمام بالطرق الدراسية الصحيحة، والانشغال بالعلاقات الاجتماعية على حساب الدراسة، وأحلام اليقظة، وشرود الذهن، وتأجيل التحضير والحفظ لحين موعد الامتحان، وعدم القدرة على حل المشكلات التي تواجههم، وعدم تنظيم وقت الاستذكار، إضافة إلى الخلفيات الديموغرافية والاجتماعية والأكاديمية والأسرية والاقتصادية، والمواصلات ومدى ملاءمة السكن للدراسة، ومدى مناسبة التخصص الذي يدرسه الطالب لميوله وقدراته، وجودة الإشراف الأكاديمي الذي يحظى به، وصعوبات في الاندماج لدى بعض الطلبة في البيئة الجامعية.استطاع كثير من الطلبة اجتياز الملاحظة الأكاديمية والعودة للدراسة بشكل طبيعي، بل إن بعضهم حصل على معدلات مرتفعة بعد انتباهه إلى إمكانياته وقدراته ورفع ثقته بنفسه، وتحديد أهدافه بشكل واضح ومحدد، واتباعه لمهارات دراسية مناسبة للمرحلة الجامعية، والاهتمام بالوقت وتنظيمه وفق أولويات الدراسة.خالد الخروصيمركز الارشاد الطلابي