القاهرة – من إيهاب حمدي والوكالات:
عقد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أمس الاثنين اجتماعاً مع رئيس الوزراء شريف إسماعيل ووزير الدفاع صدقي صبحي ووزير الداخلية مجدي عبد الغفار، لمتابعة الموقف الأمني على خلفية تفجير الكنيسة البطرسية بالعباسية. وضم الاجتماع أيضا، بحسب بيان من الرئاسة مدير إدارة المخابرات الحربية والاستطلاع، ورئيس هيئة الأمن القومي، ورئيس جهاز الأمن الوطني. من جانبه، شدد الرئيس عبد الفتاح السيسي ، على ضرورة مضاعفة الجهود من أجل سرعة القبض على مرتكبى حادث الكنيسة البطرسية، وتقديمهم إلى العدالة فى أسرع وقت. وأكد فى اجتماعه الأمني أن الدولة عازمة على القصاص لضحايا هذا الحادث المصريين الأبرياء. وقال السيسي امس الاثنين إن مفجرا انتحاريا نفذ الهجوم على كنيسة ملحقة بكاتدرائية الأقباط الأرثوذكس بالقاهرة مضيفا إن السلطات ألقت القبض على أربعة مشتبه بهم بينهم امرأة. وأضاف السيسي في كلمة خلال جنازة عسكرية رسمية للقتلى إن الانتحاري يدعى محمود شفيق محمد مصطفى ويبلغ من العمر 22 عاما موضحا أنه نفذ الهجوم بحزام ناسف. وتابع السيسي أن البحث جار عن اثنين آخرين مشتبه بهم بخلاف الأربعة المقبوض عليهم. وقالت رئاسة الجمهورية في وقت سابق إن السيسي تعهد خلال اجتماع أمني مصغر عقده صباح امس الاثنين كان السيسي تعهد بالقصاص لضحايا الهجوم الذي أثار إدانة دولية ومحلية واسعة. وقال السيسي في كلمته التي نقلها التلفزيون الرسمي "اوعوا تقولوا أبدا إنه خلل أمني من فضلكم. احنا مش بنتعامل كده احنا بنتعامل بصدق وأمانة والأمر يتطلب ايه وبنعمله." وكان يشير إلى انتقادات واتهامات لأجهزة الأمن بالتقصير في تأمين دور العبادة المسيحية. ووصف السيسي الهجوم أمس بأنه "ضربة إحباط" من المتشددين مضيفا أنهم "لن يستطيعوا أبدا إحباطنا. طول ما احنا مع بعض كتلة واحدة .. أيد واحدة لازم هننتصر." ودعا السيسي الحكومة والبرلمان للتعامل مع القوانين "المكبلة" للقضاء. وأضاف "القضاء مش هينفع يتعامل مع المسائل بالحسم اللازم بالطريقة دي. (لابد من) قوانين تعالج المسائل دي والارهاب ده بشكل حاسم." وفي وقت سابق امس الاثنين ترأس البابا تواضروس الثاني بابا الأقباط الأرثوذكس صلاة الجنازة على ضحايا التفجير. وشيع المصريون، أمس الاثنين، جنازة 25 مسيحيا هم ضحايا التفجير، الذي استهدف الأحد الكنيسة البطرسية في حي العباسية في القاهرة. ووضعت النعوش الـ 25 أمام "المذبح" في كنيسة العذراء بمدينة نصر، فيما وضعت أسماء الضحايا على الجانب المواجه للمصلين. وصرخ بعض الحضور حزنا، بينما أجهش الباقون في البكاء وجلسوا متجهمين. وسمحت السلطات المصرية لذوي الضحايا فقط لحضور قداس الجنازة. وتقدم الرئيس عبد الفتاح السيسي، الجنازة الرسمية لضحايـا الحادث من أمام النصب التذكاري للجندي المجهول بمدينة نصر، برفقة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، وكبار رجال الدولة. ورأس طقس صلوات الجنازة البابا تواضروس بكنيسة السيدة العذراء مريم بمدينة نصر. وطالب البابا تواضروس الثانى شعبه بالصلاة من أجل الوحدة الوطنية مؤكدًا أن مرتكبى الحادث الإرهابى بالكنيسة البطرسية لا ينتمون لمصر ولا تاريخها وحضارتها ونصلى. وتابع البابا فى عظة جنازة شهداء الكنيسة البطرسية : أتمنى أن تحافظوا على النظام فى الجنازة الشعبية، وتنقلوا صورة حضارية عن مصر وعن تعزية نفوسنا وصبرنا، فيما ودع أهالى شهداء حادث تفجير الكنيسة البطرسية جثامين ذويهم بالزغاريد بعد انتهاء صلوات الجنازة. من جهة اخرى أكد الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، ورئيس مجلس حكماء المسلمين، فى خطابة العالمى بالجلسة الافتتاحية للقمة العالمية لرئيسات البرلمانات، أن الإرهاب يمثل التحدى الأبرز أمام هذه القمة، وذلك بعد أن استشرى خطرُهُ شرقا وغربا، وأن السياسات الاستعمارية الجديدة عارٌ على جبين الإنسانية فى عصر الديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان. وأضاف الطيب، إن الهجوم على الكنيسة البطرسية جريمة وحشية مثلت إيذاء ليس فقط للمسيحيين فى مصر، ولكن للمسلمين فى شتَّى بقاع العالم، وإلى نبيّى الإسلام في ذكرى مولده الشريف، لافتا إلى أنه بالرغم من وجود آلاف الكتب والأبحاث والمؤتمرات والندوات التى تناولت موضوع المرأة إلا أنه يظل وكأنه لم يَمْسَسْه فِكْرٌ ولا قَلَمٌ من قبل، مؤكدا على أن الإسلام أنصف المرأة المسلمة وحرَّرها من الأغلالِ والقيود التى كبَّلتها بها حضارات معاصرة لظهوره، وأن الإسلام جاء ليحرر المرأة من حصار العادات والتقاليد، ويلقى بها فى قلب المجتمع لتتحمل مسئولياتها فى إعماره وتنميته وتقدمه.