ضمن ندوة أقامها المنتدى الأدبي بكلية العلوم الشرعية بالخويركتب ـ خالد بن خليفة السيابي:أقام المنتدى الأدبي نهاية الأسبوع الماضي ندوة في قراءات في فكر "الشيخ عبدالله بن صالح الفارسي" بكلية العلوم الشرعية بالخوير تحت رعاية سعادة سالم بن محمد المحروقي وكيل وزارة التراث والثقافة لشؤون التراث وبحضور عدد كبير من الكتاب والأدباء والمتابعين للساحة الأدبية والثقافية بشكل عام.في بداية الأمسية ألقى خميس بن راشد العدوي رئيس المنتدى الأدبي كلمة بالمناسبة تحدث من خلالها عن أهمية هذه الندوة واستقطابها لأسماء أدبية في السلطنة اقتربت من فكر وحياة الشيخ عبدالله بن صالح الفارسي، كما أكد على دور المنتدى الأدبي في التواصل الثقافي وعمله على إيضاح وصقل الفكر العماني عبر العصور.بعد ذلك انطلقت الجلسة الأولى التي أدارها سيف بن عدي المسكري، وقدم فيها المشاركون أوراق عملهم، فقد قدم الدكتور سليمان المحذوري ورقة نيابة عن الباحث ناصر بن عبدالله الريامي، وذهبت الورقة لتسرد تفاصيل حياة وسيرة الشيخ العلامة عبدالله بن صالح الفارسي، فقد كان قاضي قضاة كينيا" ومنها" يعد الشيخ عبدالله بن صالح الفارسي المولود في زنجبار عام1912 أحد العلماء العمانيين الذين أسهموا بنصيب وافر في الحركة العلمية والتربوية في ساحل شرق إفريقيا خلال النصف الثاني من القرن العشرين، وهاجر جده الرابع الشيخ قاسم بن منصور من موطنه في مدينة صحار في زمن السلطان برغش بن سعيد. واقتربت الورقة من علوم الشيخ الفارسي، حيث تلقى علومه على يد نخبة من العلماء في مجالات علمية متعددة في التجويد والخط واللغة العربية وغيرها وقد أنهى دراسته في معهد المعلمين سنة 1932م بتفوق واختير ليكون معلما في مدرسة الحكومة المركزية، وفي عام 1947م تمت ترقيته إلى درجة مفتش علوم إسلامية، فمدير لمدرسة الأكاديمية الإسلامية، ثم مدرس لتدريس المعلمين وفي عام 1960م عين قاضيا على زنجبار حتى عام 1967م، ثم رحل إلى ممباسا بسبب سوء الأوضاع السياسية في زنجبار بعد الإطاحة بالدستورية الشرعية، وفي عام 1967 عين الشيخ الفارسي في منصب قاضي قضاة كينيا. كما تطرقت الورقة إلى مؤلفات الشيخ الفارسي ، فقد ألف كثيرا من الكتب باللغتين العربية والسواحلية وفي مجالات متعددة مثل العلوم الدينية والتاريخ والجغرافيا والشعر وأبرزها"حياة النبي محمد" و "السيد سعيد بن سلطان سلطان عمان وزنجبار" كما أصدر ترجمة للقرآن الكريم باللغة السواحلية إلى جانب ذلك قدم برامج دينية في إذاعتي زنجبار وممباسا.أما الورقة الثانية في هذه الجلسة فقد كانت بعنوان"الشيخ الفارسي ملامح من منهجه التاريخي" قدم هذه الورقة علي بن حسن اللواتي مشيرا فيها إلى تميز الشيخ الفارسي بكونة شخصية متعددة الجوانب والأبعاد فالفقه والفتوى وتولي مسؤولية القضاء سمات عرفت عنه،كما كان مفسرا ولغويا موسوعيا من خلال اتقانه لعدة لغات وتبينه مشروعا لترجمة القرآن إلى اللغة العربية والسواحلية،وهذا يتطلب إحاطة بعدد من العلوم كالتفسير والتاريخ وعلوم اللغة العربية والسواحلية،علاوة على التمكن من ناصية اللغة المترجم منها والمترجم اليها على السواء وهذه الموسوعية اللغوية فتحت لمؤرخنا من أوعية المعرفة آفاقا واسعة في المجالات التي ألف وكتب فيها،ومن هنا دلف إلى علم التاريخ والرجال كما هو ديدن كثير من الفقهاء حيث خط يراعه مؤلفا في التاريخ وهو كتاب البوسعيدون حكام زنجبار وآخر في علم الرجال درس فيه تراجم أعلام الشافعية وتحاول هذه الورقة سبر أغوار المنهج التاريخي لهذا العالم العماني،والذي تميز بالدقة العلمية والنقد التاريخي للرواية الشفوية وللمصادر التي أخذ عنها،يضاف لذلك حجم الجهد الذي بذله لجمع مادة كبيرة من الروايات الشفهية التي اقتضت منه إجراء الكثير من المقابلات ثم تصنيف تلكم المعلومات وتحليلها وعرضها وفق منهج علمي رصين لم يحد عنه في مختلف فصول الكتاب واستبعد اسلوب الاستطراد في بحثه التاريخي.أما في الجلسة الثانية والتي ادارها الخطاب بن أحمد المزروعي، فقد قدم الدكتور على بن سعيد المنذري ورقة باللغة الإنجليزية تتحدث عن الشيخ عبدالله بن صالح الفارسي وعن تجربته الأدبية ومآثره الثقافية ومدى تأثيرها المباشر على من تتبعه من الباحثين عن العلم والمعرفة.تلتها ورقة الدكتور على بن ناصر الحراصي وتطرقت ورقته إلى الأوضاع السياسية والحضارية في عمان وزنجبار في عصر الشيخ عبدالله بن صالح الريامي نظرا للأحداث السياسية والحضارية التي عاصرها الشيخ الفارسي الممتدة لحوالي سبعين عاما وهي فترة زمنية صاحبها الكثير من الأحداث ومنها الأوضاع السياسية في زنجبار والأوضاع السياسية في عمان وأيضا لمحة من الحضارة في زنجبار وأخيرا أيضا النهضة الحضارية في عمان.