القاهرة – من إيهاب حمدي:لطالما عرضت السينما الأميركية افلاماً تعرض الشذوذ الفكري والانحراف العقيدي لقساوسة يقتلون باسم الدين ، يتبعهم مجموعة من البشر المضطربين نفسياً ينفذون عمليات قتل من اجل هاجساً فكريا يخيل لهم انهم يتواصلون مع اله.لكن فيلم "The Purge: Election Year " أو "التطهير..عام الانتخابات " يأخذ نظرة بعيدة عن تلك الأفلام، فالقتل هنا لتطهير النفس من الشوائب والاضغان لدي القساوسة، وهو أداة مهمة وفاعلة للسياسيين والاقتصاديين لحل مشكلات المجتمع الأميركي الغربي القائم على فكرة الرأسمالية فكيف يكون ذلك؟.لقد ابتكر ما اسماهم الفيلم بالآباء المؤسسين الجدد لأميركا نظماً يقوم على فكرة ان هناك يوماً في العام يتاح فيه لجميع المتواجدين على أراضي الولايات المتحدة الأميركية القتل والتدمير يسمي يوم التطهير فالجميع يستطيع ان يقتل أي شخص سوى تلك الفئة الحاكمة التي يمنع القانون الاقتراب منهم.الكل يستطيع نهب او حرق او تدمير أي شيء وقتل أي فرد في يوم التطهير دون ان يحاسب ودون ان يكون هناك أي مساعدة فالقتل في هذا اليوم هو قانوني ولن يحاسب احد على ذلك ولن يتلقى القتلى والمصابون وأصحاب النواكب اي رعاية او خدمة من الحكومة في هذه الساعات التي تشهد القتل القانوني.فلا اسعاف ولا خدمة طوارئ ولا عربات إطفاء ولا مستشفيات تعمل في هذه الاثناء .هذه العطلة المجانية للقانون في أميريكا جعلت من سياحة القتل على أراضيها سلعة رائجة حيث يقدم الأجانب للمشاركة في يوم القتل .ويزعم الآباء المؤسسون الجدد والسياسيون التابعون لهم وجزء كبير من الشعب الاميركي ان يوم التطهير، وإطلاق العنان للنفس للقتل يخرج من نفوس المواطنين الكراهية والحقد التي سيفرغونها في هذا اليوم وهو ما يؤدي الى انخفاض معدلات الجريمة في باقي العام، لكنه في الحقيقة يهدف الى التخلص من المواطنين البسطاء الذين يشكلون عبئا على الحكومة فتقليل الأعداد يساعد من ناحية على تقديم خدمات للبقية الباقية بزعمهم لانه يقلل من انفاق الحكومة.ولكن في وسط هذه الفوضى والدموية تظهر نائبة برلمانية أميركية تسعى لاعتلاء كرسي الحكم في أميركا لا لشيء الا لمحاربة والغاء هذا الاحتفال الجنوني الدموي الذى يفقد الامة الأميركية روحها.ان الفيلم يقدم صورة ورؤية لأقبح ما قد تصل اليه الحضارة الغربية من التخلص من الانسان بطريقة قانونية لعدم تحمل مسئولية حل مشكلاته وإعاشته.ملاك وسط الشياطينوسط السياسيين ورجال الاقتصاد والدين الذين يؤججون في نفوس العامة فكرة التطهير ويغذونها كى يستفيدوا منها تقف النائبة الأميركية تشارلي روان " اليزابيث ميتشيل" التي تخوض سباق الرئاسة ضد "ادوارد جوينز " كايل سيكور" احد تلاميذ الآباء المؤسسين للمجتمع الأميركي الجديد الذين يؤمن بالتطهير وهو مرشح وكالة تدعي "إن اف اف أي" التي ترعي سياسية التطهير.تشالى تطرح تساؤلات عدة عن المغزى من سياسية التطهير وتطالب بإلغاء تلك السياسية لأنها تستهدف فقراء المجتمع الأميركي فضلا عن انها تغير هوية المجتمع وتفقده روحة وكل نتائجها يستفيد منها فقط الأثرياء .بهذه الأفكار تصدر النائية حملتها الرئاسية وبهذه الأفكار أصبحت النائبة تشالي بمثابة الملاك المخلص لفقراء أمريكا من السود والمعدمين.لكن في نفس الوقت هذه الأفكار هي مقدمة لتدمير نظام التطهير الذى ترعاه وكالة "إن اف اف أي" التي تحكم اميركا بأحد مرشيحها منذ بدء تلك السياسية لذا تسعى الوكالة الى اسكاتها بالقوة لان مرشحها لم يستطع مجاراة النائبة في سباق الانتخابات.الحارس الأمينبعد مرور عامين من جريمة قتل ابن رقيب الشرطة "ليو بارنيز" "فرانك جريلو"، يمنع ليو نفسه من الانتقام من قاتل ابنه، ويعمل الآن مدير أمن للنائبة البرلمانية تشالي.ليو في مهمة صعبة لتأمين النائبة والحفاظ على حياتها من أية عمليات أو مضايقات بسبب معارضتها لليلة التطهير ورغبتها في إلغائها.لذا نراه متفانياً في عمله ليس لان هذا عمله بل لأنه يؤمن بمبادئ النائبة ويرغب مثلها في انهاء هذا الاحتفال الدموي الذى افقده ابنه سابقا.المؤامرةيعمد رجال وكالة "إن اف اف أي" بعد ان تأكدوا ان مرشحهم الرئاسي لن يستطيع الفوز على تشالى الى التخلص منها بطريقة قانونية.حيث يستغلون ليلة الاحتفال السنوي بالتطهير التي يسمح من خلالها بارتكاب جميع الجرائم، للنيل من النائبة وقتلها بعد ان يصدورا قراراً بان الاستثناءات التي كانت مطبقة فيما قبل على السياسيين قد ألغيت.وفى سبيل ذلك يجندون احد المساعدين لرقيب الشرطة "ليو بارنيز" حتى يفتح لهم باب منزل النائبة مع موعد بدء حفل التطهير حتى يستطيع رجال مسلحون ومدربون بالخلوص الى النائبة واختطافها لقتلها في حفل وكالة "إن اف اف أي" الخاص الذى يقام كل عام في الكنيسة. وبالفعل تبدأ ساعات التطهير ويتم الامر الا ان الرقيب ليو يكتشف الامر بالصدفة قبل ان يلج المسلحون الى الغرفة الامنة للنائبة فيخرجها سريعا معه الى الشارع من منفذ سري بالغرفة لا يعرفه الا هو وهنا تبدأ مطاردة دامية للخلاص من النائبة وحراسها.النجاة القدريةلكن القدر هنا تدخل لصالح النائبة الصالحة والوجه الملائكي في مجتمع يسوده العنف والقتل بدعوى تطهير النفس من الشوائب .لقد كان لوجود رقيب الشرطة "ليو بارنيز" فضلا عن مجموعة من الرافضين لسياسة التطهير الدموية الدور الأكبر والرئيسي في نجاة النائبة من المؤامرة التي حيكت لقتها للتخلص من أي صوت مناوئ ورافض للتطهير المزعوم.وبعد سلسلة من المطاردات في الشوارع والمنازل والكنائس تستطيع النائبة ورفيقها النجاة من القتل لتصل ليوم الانتخاب وبالفعل تفوز بالرئاسة ليكون أول قرار لها هو الغاء سياسية التطهير الدموية. فيلم"The Purge: Election Year " أو "التطهير..عام الانتخابات " من إخراج "جيمس ديموناكو"، ويندرج تحت نوعية أفلام"الرعب والاكشن والخيال العلمي" ومدته (109) دقائق.