- دول العالم تبحث عن مصادر طاقة نظيفة ورخيصة ومتجددة
- موارد الطاقة المتجددة الحل لمشاكل تناقص المصادر التقليدية

مكتب (الوطن) في القاهرة:
لا تزال قضية البحث عن صور دائمة للطاقة تشغل عقول البشر والشعوب والحكومات خاصة أن الطاقة أحد المقومات الرئيسة للمجتمعات المتحضرة وتلزم لتسيير الحياة اليومية من تشغيل الأدوات المنزلية ووسائط النقل وإدارة المصانع . ويستمد الإنسان الطاقة اللازمة لإنجاز نشاطه اليومي من حرق الغذاء الذي يتناوله وهناك عدة أشكال للطاقة حيث تصنف الطاقة اعتمادا على إمكانية تجدد مصادرها إلى طاقة تقليدية تشمل: النفط والغاز الطبيعي والفحم والمواد الكيميائية ولكنها غير متجددة تحتاج لفترات زمنية طويلة لتعويضها . أما الطاقة المتجددة والنظيفة فتشمل طاقة الرياح والطاقة الشمسية وطاقة المياه والأمواج والطاقة الجوفية .
موارد الطاقة
إن مسألة الحصول على الطاقة لا تزال قضية مهمة للبلدان حيث أن إنتاج الطاقة واستهلاكها وحفظ مواردها يعني استمرار الحضارة والمدنية خاصة أن جميع المتطلبات الاقتصادية تتطلب مصدرا من مصادر الطاقة وتوافرها وأسعارها ضمن الاهتمامات الأساسية في حياة الأمم . لكن الإسراف في حرق مصادر الطاقة خاصة التقليدية أدى إلى ظاهرة الاحتباس الحراري العالمي مما جعل قضية الطاقة تتشابك مع موضوع التلوث وآثاره السلبية في ضوء ضرورة الحفاظ على البيئة .
إن الطاقة المتجددة هي تلك التي تستمد من الموارد الطبيعية التي تتجدد أو لا تنفد والتي تختلف جوهريا عن الطاقة التقليدية الناتجة من نفط وفحم وغاز طبيعي أو الوقود النووي . كما لا تنشأ عن الطاقة المتجددة مخلفات أو غازات ضارة كالتي تعمل على زيادة الاحتباس الحراري وتسمى أيضا "الطاقة المستدامة" أو "الطاقة الخضراء". وتستخدم الطاقة المعتمدة على الرياح والطاقة الشمسية على نطاق واسع في البلدان المتقدمة وبعض البلدان النامية وهناك بلدان وضعت خططا لزيادة إنتاجها من الطاقة المتجددة بنسبة 20% من استهلاكها عام 2020.
ومن الملاحظ أنه في ظل تذبذب أسعار النفط عالميا وعدم استقرارها يفكر البعض جديا بالحاجة إلى طاقة الشمس أو طاقة الرياح أو الطاقة المائية أو ما يناظرها خاصة أن الطاقات المتجددة أقل كلفة من الطاقة الأحفورية فأسعار ألواح الخلايا الشمسية انخفضت بنسبة 80% وطاقة الرياح وجوف الأرض والطاقة الكهرومائية تعتبر منافسة وبجدارة للطاقة الأحفورية مما حفز دول العالم على الاستثمار في الطاقة النظيفة لتحقيق التنمية المستدامة للمجتمعات .
كما يعتبر اليورانيوم أحد بدائل الطاقة النظيفة رغم التحذيرات العلمية من قرب نضوبه في العالم وقد قالت أحدث الدراسات أنه يقدر عمر الاحتياطي منه بمائة عام خاصة في ظل نمو الطلب على الطاقة بمعدلات كبيرة . في المقابل يطالب آخرون بالنظر في بدائل الطاقة الأخرى كطاقة الحرارة الأرضية حيث الوفرة في طاقة الحرارة الأرضية فهي الأنظف والأرخص والأيسر.
ومن جهة أخرى تتداول وسائل الإعلام العالمية الحديث حول ما يعرف بتجارة الطاقة المتجددة وتحويلها إلى مصادر للدخل والترويج لها على الرغم من وجود الكثير من العوائق التي تمنع انتشار الطاقات المتجددة بشكل واسع لكن 65 دولة حاليا تخطط للاستثمار فيها وعملت على وضع السياسات اللازمة لتطوير وتشجيع الاستثمار في الطاقات المتجددة .
وفيما يلي قائمة بأفضل مصادر الطاقة المتجددة والبديلة الاكثر نقاءا والاقل تلويثا للبيئة التي يمكن استخدامها في المستقبل القريب

ــ طاقة الرياح

يتميز هذا النوع من الطاقة بتوافره وعدم احتكاره من قبل شركة أو دولة معينة. أيضًا لا تسبب طاقة الرياح تلوثًا للبيئة أو تآكلًا لطبقة الأوزون أو تلويث البحار. كما ان تكنولوجيتها بسيطة جدًا ولا تحتاج لمساعدة من أحد.
طاقة الرياح هي الأرخص على الإطلاق حيث يكلف الكيلووات الواحد حوالي 5 سنتات أمريكية . وعلى الرغم من استعمال طواحين الهواء منذ زمن بعيد من أجل رفع المياه وطحن القمح، فإن استخدام طواحين الهواء في إنتاج الطاقة لم يبدأ إلا في فترة ثمانينيات القرن الماضي.
الولايات المتحدة مثلًا تملك 13 ألف طاحونة هواء. تنتج بعض هذه الطواحين أقل من 100 كيلووات من الطاقة الكهربية التي تمكن من إيصال الطاحونة بالمنازل والشركات بشكل مباشر.

ــ الطاقة الكهرومائية

تعد واحدة من أشهر أنواع الطاقة التي ارتبط إنتاجها ببناء السدود على مجاري الأنهار. بعض الدول تقوم بإنتاج 75% من إجمالي طاقتها من الطاقة الكهرومائية. البارجواي مثلًا تحصل على 90% من طاقتها الكهربية عبر سد إتايبو. الطاقة الكهرومائية تقوم بإنتاج 10% من إجمالي الطاقة حول العالم.
محطة توليد الطاقة في سد نياجرا بالولايات المتحدة هي أقدم محطة كبيرة لإنتاج هذا النوع من الطاقة والتي تم بناؤها عام 1879م.

ــ الطاقة الشمسية

أول جهاز لتوليد الطاقة من الشمس تم إنتاجه عام 1767م، حيث تم استغلال الطاقة الحرارية المتجمعة من أجل أعمال الطهي والتدفئة. في البداية كانت تكلفة هذا النوع من الطاقة مرتفعة جدًا، لكن مع مرور الزمن انخفضت التكلفة بشدة لتصبح مصدرًا رخيصًا لإنتاج الطاقة. يتم توليد الطاقة باستخدام الألواح الشمسية التي تحتاج إلى صيانة بسيطة كما أن عمرها طويل يتراوح بين 20 – 30 عام.

ــ الطاقة الحيوية

يتم إنتاج هذا النوع من الطاقة من الكائنات الحية بشرط أن تكون هذه الكائنات لا تزال على قيد الحياة أو ميتة حديثًا. مصدر الطاقة الأساسي هنا هو الشمس من خلل عمليات البناء الضوئي التي تقوم بها النباتات. يتم تداول هذا النوع من الطاقة فيما يعرف باسم الكتلة الحيوية، ومثال لها هو الوقود الحيوي السائل (مثل الإيثانول والديزل الحيوي) الذي يتم تداولهما بكثرة حول العالم هذه الأيام، ويتم استعمالهما في السيارات التي تعمل بالجازولين بعد إحداث تعديل بسيط على محرك السيارة. أشهر مصادر هذا النوع من الطاقة هي سيقان نبات الذرة وقشر نبات الأرز.

ــ الطاقة الحرارية الأرضية

على انخفاض 4000 قدمًا من سطح الأرض توجد طاقة حرارية هائلة تصل إلى 5000 درجة مئوية. تقوم الصخور بنقل هذه الحرارة من باطن الأرض إلى السطح والتي تظهر في صورة الحمم البركانية. هذه الحرارة غير منتهية وستبقى موجودة ما بقيت الأرض.
ينابيع المياه الحارة حول العالم تعتمد بشكل رئيسي على حرارة باطن الأرض.
أيسلندا تملك 4 محطات لتوليد هذا النوع من الطاقة، وتقوم بإنتاج ما نسبته 25% من إجمالي الطاقة المستهلكة هناك.

ــ طاقة المد والجزر

مولدات الطاقة الخاصة بالمد والجزر تستمد قوتها لإنتاج الطاقة من خلال القوة القطبية الخاصة بالمد والجزر. يتطلب إنتاج هذا النوع من الطاقة حدوث مد وجزر بشكل قوي، لذلك فهناك مناطق محدودة حول العالم تصلح لبناء المولدات الخاصة.
تتميز طاقة المد والجزر بأنها غير متغيرة بشكل كبير على عكس طاقة الرياح والطاقة الشمسية اللتين تعتمدان على طبيعة حالة الطقس.

ــ طاقة الهيدروجين

يتم استخراج الهيدروجين بشكل رئيسي من الوقود الحفري لكن دون أن تخرج أبخرة أو غازات ضارة بالبيئة. بعد ذلك يتم إسالة الهيدروجين لاستخدامه كوقود للعديد من الأغراض.
حاليًا يتم استخدام الفحم والغاز الطبيعي لإدارة التوربينات الخاصة بإنتاج الهيدروجين المسال، لكن هناك توقعات بالاستغناء عن هذه الأنواع من الوقود لصالح أنواع أخرى صديقة للبيئة.

ــ مزارع الرياح والشمس والوقود الحيوي

تواجد محطات مجمعة لإنتاج الطاقة عبر الألواح الشمسية وطواحين الهواء والطاقة الحيوية يساهم في رفع حد الطاقة المنتجة للدرجة القصوى. هنا يمكن استغلال الأراضي المخصصة لمثل هذه المحطات الاستغلال الأمثل من حيث الاستفادة من كل جزء من الأراضي في وضع الطواحين والألواح وزراعة ما بينهما.