هافانا ـ وكالات: أعلنت كوبا وفاة الزعيم فيديل كاسترو عن عمر ناهز 90 عاما لتعلن كوبا الحداد الوطني لتسعة أيام فيما ستشيع الجنازة في 4 ديسمبر في سانتياجو دي كوبا.
وقال الرئيس الكوبي راؤول كاسترو : " توفى القائد الأعلى للثورة الكوبية في الساعة العاشرة مساء"وذلك حسب التوقيت المحلي لكوبا.
وأعلن مجلس الدولة في بيان قصير "الحداد الوطني لتسعة ايام" اعتبارا من السبت وحتى الاحد 4 ديسمبر.
وأوضحت هذه الهيئة العليا للسلطة في كوبا ان "كل الانشطة والعروض العامة ستتوقف" بشكل خاص وسيتم تنكيس الاعلام فوق المباني الرسمية والمنشآت العسكرية.
واضافت انه خلال هذا الاسبوع المخصص لذكرى الزعيم الكوبي الراحل سينقل رماد فيدل كاسترو ليجوب كل انحاء البلاد على مدار اربعة ايام.
وتنظم الجنازة الرسمية في الرابع من ديسمبر في سانتياجو دي كوبا، ثاني مدن البلاد (جنوب شرق) والتي ترتدي رمزية كبرى لان فيدل كاسترو أعلن منها انتصار الثورة.
وكان الرئيس الكوبي راوول كاسترو اعلن في بيان تلاه عبر التلفزيون الوطني "توفي القائد الأعلى للثورة الكوبية.
ولم يوضح راؤول كاسترو اسباب الوفاة لكنه قال ان الجثمان سيحرق.
وكان فيدل كاسترو انسحب من الحكم في 2006 لحساب شقيقه راؤول، لكنه احتفظ بتأثير معنوي كبير خصوصا عبر عشرات "التأملات" التي كان ينشرها بانتظام في الصحافة الرسمية إلى أن بات ظهوره نادرا قبل عامين ونصف.
وأكد ريكاردو الاركون رئيس البرلمان الكوبي واحد القادة التاريخيين للثورة في نهاية 2011 انه "تتم استشارة فيدل في كافة القرارات المهمة".
من جهته اعتبر مايكل شيفر رئيس مركز الابحاث الاميركي "انتر اميركن ديالوغ" انه "مع موت فيدل يفترض ان يشهد الوضع السياسي والاقتصادي انفتاحا. هذا سيخفف العبء عن راوول. لن يعود قلقا من احتمال مخالفة شقيقه الاكبر، الشخصية الضخمة".
ومنذ ازمته الصحية الخطرة في 2006، تغيرت صورة فيدل. فقد استبدل زيه الاخضر الاسطوري بلباس رياضي.
ويعود آخر ظهور علني له الى 13 اغسطس لمناسبة عيد ميلاده التسعين، الى جانب شقيقه راوول ورئيس فنزويلا نيكولاس مادورو حليفة الرئيسي في اميركا اللاتينية.
لكن الشخصية الابوية للزعيم الاكبر، المهاب والمحترم في آن، تبقى حاضرة بقوة حتى وان كان عمل طوال حياته على تفادي الشخصنة. فلا تماثيل له ولا صور ضخمة في الشوارع، حتى وان غطت شعاراته الجدران ونشرت الصحف الرسمية يوميا عباراته الشهيرة.
ولم يعرف 80 بالمئة من الكوبيين زعيما سوى من يلقبونه "فيدل" و"القائد" و"القومندان". وفي أحاديثهم يشير الحذرون منه بتمرير اليد على الذقن في اشارة الى لحية افتراضية ويخفضون أصواتهم.
وقال المحلل السياسي الكوبي رفاييل هرنانديز مدير نشرية تيماس "ان معظم الكوبيين يرتبط بعلاقة شخصية بفيدل. سواء من يدعمونه بالكامل او من يختلفون معه، او من يرون انه سبب كل مشاكل كوبا".
وكثيرا ما يؤكد كوبيون يغامرون بالخوض في السياسة مع اجانب "لست شيوعيا انا فيداليا".
وشكل التقارب التاريخي الذي بدأ في نهاية 2014 مع واشنطن، بداية نهاية الكاسترية وكذلك العداء الدائم لسياسة الولايات المتحدة.
وابدى ارتيرو لوبيز ليفي المتخصص في الشؤون الكوبية والباحث في جامعة تكساس، حذرا ازاء نفوذ راوول الذي سبق وان اعلن انه سينسحب من الحكم في 2018.
وقال "بعد وفاة فيدل، يتوقع ان تتسارع وتيرة الانفتاح على اقتصاد السوق وعملية اجتثاث القواعد الشيوعية الاكثر تكبيلا. وبدون كاريزما فيدل، لن تقوم سلطة الحزب الشيوعي الكوبي الا على حسن الاداء الاقتصادي. وسيكون تاثير راوول على وتيرة الاصلاحات وطبيعتها، محدودا".
من جهته اكد الدبلوماسي الغربي ان مرحلة "ما بعد فيدل بدأت في 2006، المهم الان ما بعد راؤول".