كتب ـ يوسف الحبسي:كشف فريق بحثي من قسم علوم الأرض في كلية العلوم بجامعة السلطان قابوس عن دراسة بحثية للتعرف على إمكانية استخدام الطين الأبيض في السلطنة، وقد توصل الباحثون إلى نتائج مثيرة من شأنها تطوير هذه الصناعة التي تفتح آفاقاً اقتصادية أوسع في استغلال هذه المورد الطبيعي الذي يدخل في العديد من الصناعات وليس مقتصراً على صناعة الفخار، بل إن الطين الأبيض اليوم يدخل في صناعات والسيراميك والورق والبلاستك والدهانات والمطاط والإسمنت ومستحضرات التجميل والصناعات الصيدلانية.وتوصلت الدراسة إلى أنه يمكن استبدال الطين الأبيض المعروف بالكاولين بنظيره الكاولين المستورد الذي يدخل في العديد من الصناعات، وتبلغ الكميات المرصودة في الدراسة 20 مليون طن متري، وتبلغ نسبة النقاوة 75 ـ 95%، وهذه النسبة مؤشراً لإمكانية دخوله في صناعات مختلفة، ويتميز الكاولين مجموعة من الخصائص منها لونه الأبيض وقدرته على التماسك وامتصاص الدهون والماء ولذلك يدخل في الصناعات الصيدلانية والتجميل والعناية بالبشرة. وقال الدكتور افتخار عباسي، كبير الباحثين في الدراسة بكلية العلوم: إن الطين الأبيض، المعروف بالكاولين، يستخدم على نطاق واسع في صناعة الفخار والسيراميك والورق والبلاستك والدهانات والمطاط والإسمنت ومستحضرات التجميل والصناعات الصيدلانية، والكاولين هو عبارة عن طين لين أبيض أو مائل للبياض يتكون من معادن صفائحية مركبة، وتُعرف الصخور الغنية بالكاولين بالطين الأبيض أو الطين الصيني.وأضاف: أن هذا الطين يوجد في التربة المتشكلة بفعل عوامل التعرية الكيميائية في الأجواء الحارة والرطبة ذات الصرف المائي الجيد، ويتميز الكاولين بخاصية مهمة هي امتصاصه للماء مما يجعله سهل التشكل لتصنيع الفخار والسيراميك.وأشار إلى أن السلطنة قد عرفت منذ عدة قرون بصناعتها للفخار، واشتهرت بأنواعها العديدة المعتمدة على الأنواع المختلفة لهذه الصخور الطينية، ويقوم صانعو الفخار بالبحث والتقصي عن هذه الصخور، من أجل صناعة أفضل الأواني الفخارية والسيراميك، وقد حبا الله السلطنة بكميات ونوعيات متعددة من هذه الصخور، حيث توجد في ثلاثة مواقع هي وادي حوشي، ووادي سُمينة في منطقة الحقف، وجزيرة مصيرة.وحسب الدراسة توجد رواسب الطين حول وادي سُمينة، وهي واسعة الانتشار وتغطي مساحات كبيرة بارتفاعات متفاوتة، ويتكون الترسب الرئيسي فيها من الكاولين الأبيض خشن الحبات وبسمك يتراوح بين 2-5 م، ويمتد وجوده جانبيا في مركز الطية المقعرة قليلة الميل. كما وتتراوح طبقة الكاولين في جزيرة مصيرة ما بين اللون الأبيض الرمادي والبرتقالي، وهي سميكة نسبياً حيث تتغير السماكة جانبيًّا مترسبة تحت المسطح الكربوني الأفقي، ومعظم مكامن الكاولين مغطاة بطبقات التعرية الصخرية، ويبدو أن الكاولين هنا من النوعية الجيدة ويشبه نظيره في منطقة ترسبات حوشي، ويتراوح سمك الكاولين ما بين 1 ـ 2 متر يتخلله طبقات رقيقة من الجبس والتربة الحمراء البرتقالية وخاصة في الأجزاء السفلى منه.وتحتوي المكامن الثلاثة على طين ذي جودة عالية وبكميات كبيرة، حيث يجري التنقيب حالياً في منطقة حوشي، ومن الممكن أن تكون المخزونات الموجودة في سمينية ومصيرة ذات جدوى اقتصادية بعد تقييمها في ظل تطوير البنى الأساسية في المنطقة، وإذا ما أُخذِت أنواع الصخور الطينية الأخرى في الاعتبار فإن كميات ضخمة منه وبأنواعه المختلفة توجد في مناطق عديدة من السلطنة، كما في وادي الشويمية في محافظة ظفار، وفي مناطق عديدة من جبال السلطنة.