لطالما كانت السلطنة وستظل طوق النجاة الذي يلجأ إليه الجميع انطلاقا من كونها لا تنحاز لطرف من الأطراف، فهي تعتمد دائما الحوار لحل النزاعات، كما أنها حقا دولة بلا أعداء، ما يجعلها بلدا آمنا مطمئناً وعلى رأس قائمة الدول الأقل تعرضا للإرهاب وفقا لمؤشر الإرهاب العالمي للعام 2016..

[author image="https://alwatan.com/v2/v2/wp-content/themes/watan/images/opinion/tareksarhan.jpg" alt="" class="avatar photo" height="60" width="60"]طارق سرحان[/author]

لا شك أن الأمن والأمان في الوطن من أعظم النعم التي ينعم الله سبحانه وتعالى بها على عباده، ولا يعرف قدرها إلا من حُرم منها، ويفتقدها من حولنا الكثيرون.
ومع إطلالة العيد الوطني الـ46 المجيد، نعيش هذه المناسبة الغالية على قلوبنا جميعا، وقد تجسدت فيها حكمة قيادة، ووفاء شعب عظيم، لم يشعر يوما بفضل سياسة حكيمة أرساها جلالة القائد المفدى ـ حفظه الله ورعاه ـ بالخوف أو اشتكى انعدام الأمن.
ولعلنا نستذكر خطاب جلالته ـ حفظه الله ورعاه ـ في العيد الوطني الرابع والعشرين، الذي دعا فيه ــ أيده الله ــ شعبه الأبي للحفاظ على تلك النعمة العظيمة، وأن يكون حارسا أمينا على مكتسبات الوطن ومنجزاته، وألا يسمح للأفكار الدخيلة التي تتستر تحت شعارات براقة عديدة، أن تهدد أمن البلاد واستقرارها.
فقد قال جلالته ـ أبقاه الله ـ "أيها المواطنون الكرام.. إن الأمن والاستقرار نعمة جلى من نعم الله تبارك وتعالى على الدول والشعوب. ففي ظلهما يمكن للأمة أن تتفرغ للبناء والتطوير في مختلف مجالات الحياة، وأن توجه كل طاقاتها المعنوية والمادية نحو توفير أسباب الرفاه والرخاء ‏والتقدم للمجتمع. كما أن مواهب الفرد وقدراته الإبداعية الفكرية والعلمية والأدبية والفنية لا تنطلق ولا تنمو ولا تزدهر إلا في ظل شعوره بالأمن وباستقرار حياته وحياة أسرته وذويه ومواطنيه. لذلك كان من أهم واجبات الدولة قديما وحديثا كفالة الأمن وضمان الاستقرار حتى يتفرغ المجتمع بكل فئاته، وفي طمأنينة وهدوء بال، للعمل والإنتاج، والإنشاء والتعمير. أما إذا اضطرب حبل الأمن، واهتزت أركان الاستقرار، فإن نتيجة ذلك سوف تكون الفوضى والخراب والدمار للأمة وللفرد على حد سواء".
وتأتي الاحتفالات هذا العام وسط حراك عُماني مميز، في مسعى لإطفاء حرائق وإنهاء أزمات تعصف بالمنطقة بدءًا من اليمن ومرورًا بليبيا وصولًا إلى سوريا في دور ليس بجديد على السلطنة، فالدبلوماسية العمانية، دبلوماسية "الوساطة والتشجيع على الحوار"، ولطالما كانت السلطنة وستظل طوق النجاة الذي يلجأ إليه الجميع انطلاقا من كونها لا تنحاز لطرف من الأطراف، فهي تعتمد دائما الحوار لحل النزاعات، كما أنها حقا دولة بلا أعداء، ما يجعلها بلدا آمنا مطمئناً وعلى رأس قائمة الدول الأقل تعرضا للإرهاب وفقا لمؤشر الإرهاب العالمي للعام 2016 والذي حصلت السلطنة فيه على المركز الأول عربيا في تلك القائمة التي أصدرها معهد الاقتصاد والسلام بسيدني. ووفقا لتقرير المعهد فقد حصلت السلطنة على "صفر نقطة" في درجة خطر الإرهاب التي تمثل ذروة الأمان من التهديدات الإرهابية.
وكنتيجة لكل ذلك تمكنت السلطنة، أن تتبوأ مكانة عظيمة تستحقها بجدارة وسط منظومة المجتمع الدولي، فأضحت وجهة كل من يبحث عن السلام والتعايش السلمي وحقن الدماء.
فهنيئا لكل من أقام على هذه الأرض الطيبة أو حظي بزيارتها بهذا الإنجاز العظيم، الذي استطاعت من خلاله عُمان أن تحقق الكثير من الإنجازات على كافة الأصعدة وتخطو بخطى ثابتة وواثقة نحو تنمية مستدامة شاملة في ظل هذا العهد الزاهر لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس المعظم ــ حفظه الله ورعاه ــ، وكل عام وعمان آمنة مطمئنة مستقرة.