كتبت ـ حفصة بنت محمد الجهورية:
تُنشأ المتنزهات التي تتوسط الأحياء السكنية لتكون متنفساً لسكان المنطقة ومكاناً لقضاء الوقت مع أطفالهم فوجودها في وسط الأحياء يعد عاملاً مساعداً على زيارتها ومكاناً لتقليل الضغط النفسي لقربها من المساكن، فالناس يبحثون عن مكان يكون هواؤه عليل يبهج النفس ويشرح الصدر، ويستمتعون فيه بالجمال ويزيحون عن أنفسهم عناء يومهم الطويل.
وتحرص البلديات، على إقامة هذه المتنزهات والحدائق في المدن والمخططات السكنية، وفي محافظة مسقط، سعت بلدية مسقط إلى إقامة عدد من المتنزهات لتكون رديفا للحدائق العامة في إيجاد متنفس لسكان المنطقة وما حولها، كما هو الحال في المعبيلة الجنوبية في المرحلة الأولى بحلة النصر، حيث يوجد متنزه بالقرب من جامع الرشيد والذي يقع على مقربة من المساكن.
هذا المتنزه إستبشر السكان به خيراً وفرح به الأطفال إلا أنه للأسف يخلو من أبسط احتياجات وصور المتنزهات، فلا خدمات عامة، ولا تعشيب لمساحته، ولا توجد اشارة تجعلنا نطلق عليه أسم متنزه، غير مجموعة بسيطة جداً من الألعاب التي تناثرت بين جنباته، اضافة إلى انعدام الخدمات الضرورية فلا يوجد فيه دورات مياه، كما لا يوجد به العناصر الترفيهية المطلوبة فيما عدا نوعين من الألعاب للأطفال الصغار.
والأمر المهم جداً أن المتنزه يفتقر إلى الطبيعة بجميع أنواعها، فأرضيته ترابية بدون عشب ولا يوجد به أي نوع من الأشجار أو الورود التي تريح النفس، ولهذا فإن الزوار القليلون الذين يرتادونه يتخذون من ممرات البلاط التي يفترض أن تكون ممشى لمن يريد أن يمارس رياضة المشي مكاناً للجلوس بدلاً من الأرض الترابية.
إن المتنزه بحاجة إلى خطوات تطويرية وأولها تعشيب أرضيته، وتغيير الألعاب القديمة بجديدة وزيادتها وتنويعها، كما لا ننسى حاجة الناس إلى صناديق قمامة حتى لا يكون المتنزه مكاناً لتجمع مخلفات الزائرين.
المنتزه بحاجة أيضاً إلى إهتمام حقيقي حتى يتمكن الناس القاطنين في المنطقة والمناطق المجاور لهم من الإستمتاع والترويح عن انفسهم, كما أنهم سيشعرون براحة حقيقية عند أخذ عائلاتهم إلى مكان تتوفر به جميع الخدمات، والمتنزة ليس بمساحة كبيرة جداً فالإعتناء به لن يكلف الكثير وإذا كانت البلدية قد قادرة على إتمام المشروع فالأولى أن يفتح المجال أمام المستثمرين من القطاع الخاص لإتمامه.