الثلاثية المقتبسة من روايات دان براونالقاهرة ـ من إيهاب حمدي:منذ 10 أعوام بدأت سلسلة أفلام بروفيسور علم الرموز الدينية والتاريخية بجامعة هارفارد، روبرت لانجدون بفيلم "ذا دا فينشي كود" ثم "أينجلز آند ديمنز" عام 2009، وهذا الفيلم الأخير في هذه الثلاثية المقتبسة من روايات المؤلف الأميركي، دان براون، بالعناوين نفسها.ويحمل هذا الفيلم عنوان " Inferno" وتعني" الجحيم" باللغة الإيطالية وهو فيلم ينتمي لنفس نوعية الأفلام السابقة في السلسلة حيث الالغاز الدينية والتاريخية التي يحاول روبرت لانجدون حلها بمساعدة شخصية نسائية معه لإنقاذ العالم من كارثة محققة.والفيلم حافل بمشاهد اللوحات الفنية والمتاحف والكنائس وحتى المساجد مما خلق جواً عاماً لدى المشاهدين انهم بصدد رحلة سياحية اثرية حول العالم. وكسابقيه عانى الفيلم من الرتابة والمط وفى هذا الجزء نحن بصدد ألغاز صعبة الفهم، متعلقة بلوحة فنية في متحف، ومرتبطة برمز عن الجحيم كما تخيله الشاعر الإيطالي دانتي.والحقيقة أن الفيلم لم يلق قبولاً كثيراً كسابقيه من قبل النقاد الاكاديميين، كما لم ير جدلاً كبيراً مثلما حدث مع الجزء الاول "ذا دا فينشي كود" الذي أحدثه بسبب تشكيكه في ثوابت عقائدية، حتى ان الكنيسة الكاثوليكية دعت أتباعها إلى مقاطعة الفيلم.وتأثر الفيلم بوضوح برباعية جيسون بورن من حيث فقدان الذاكرة والبحث عن الذات والمطاردة من جهة مجهولة لكن التأثر هنا كان في الفكرة لا في التفيذ فجاءت المطاردات باهتة والحلول للهروب ساذجة وغير منطقية فنرى في الدقائق الأولى للفيلم رغم أن لانجدون مصاب ولا يستطيع الحراك إلا أنه يقفز من فراشه فوراً عندما تهاجمه قاتلة مأجورة، ونرى هروبا ساذجا من مطاردة داخل حديقة كبيرة ترصدهم فيها طائرة بدون طيار. كما يعيب على الفيلم عدم وضوح حقيقة الصراع منذ البداية، فالتشويش كان سيد الموقف لما يقرب من نصف الفيلم بحيث لا نعرف تحديداً من الطيب ومن الشرير الا بعد انتهاء اكثر من نصف الفيلم.من حيث الشخصيات أدى هانكس دوراً عادياً بل ان شئت قل اقل من العادي للممل حائز اكثر من مرة على الاوسكار بينما اجاد فوستر في مشاهده المعدودة ولم يأخذ مساحة تستحق قيمته الفنية وكذلك القاتلة المأجورة اجادت في تقديم الشخصية في مشاهد قليلة اما الطبيبة سيينا بروكس (فيليستي جونز) فقدت أدت دوراً مميزاً استطاعت فيه تجسيد تحولات الشخصية من الطبيبة الطيبة الحالمة التي تساعد الاخرين الى الشريرة التي تحاول إحلال كارثة بالبشرية.اما الممثل الهندي عرفان خان فقد اجاد فعلاً في دوره في مشاهده المعدودة وقدم نموذجاً جيداً للممثل الهندي الواثق من امكانياته.ذاكرة مفقودة ومطاردات مجهولةيبدأ الفيلم فعلياً بالبروفيسور لانغدون (توم هانكس) الذي يستيقظ بمستشفى في مدينة فلورنسا الإيطالية فاقداً ذاكرته، تدخل عليه الطبيبة سيينا بروكس (فيليستي جونز) وتخبره أنها تعرفه من قبل وتخبره أنها ستساعده على استرجاع ذاكرته.لكن الاحداث تمر سريعاً وتبدأ القاتلة المأجورة فينثا (أنا اولارو) في مطاردته لتبدأ الطبيبة سيينا في مساعدته وإنقاذه واخذه الى منزلها وما أن يستقر هناك حتى يجد في ملابسه قطعة عظام بشرية تحتوى على مخطط للوحة الجحيم المرسومة طبقا لتصوارت الشاعر الإيطالي دانتى.ويبدأ بروفيسور لانغدون في تحليل الصورة ليكتشف انها تتحدث عن الطاعون ويرى فيها اسم زوبريست (بن فوستر) وبالبحث عنه يعرف انه ملياردير اميركي صاحب نظرية غريبة متطرفة حيث يحذر من انقراض البشرية ويعطى الحل لذلك وهو التخلص من نصف البشرية الحالي عن طريق سلاح بيولوجي وهو نشر الطاعون الاسود لإعطاء فرصة للنصف الاخر ان يستمر ويعمر الأرض.لكنه حتى الان لانغدون ذاكرته مشوشة ولا يستوعب ما هو بصدده وما يجب عليه فعله تطارده هلاوس بصرية فضلا عن منظمات وقتلة وأجهزة امنية، يحاولان الاتصال بالقنصلية الأميركية لكنه يكتشف انها متورطة في الامر ويبدأ فى الهروب.محاولة فك اللغزيكتشف لانغدون ان تهديد الملياردير الاميركي حقيقى وانه رغم ان الملياردير انتحر الا ان طاعونه موجود بالفعل وانه ترك هذه الاحجية ليكتشفها احد مؤيدي فكرته وينفذها ومن هنا نعرف ان هناك فريقين متصارعان لحل الاحجية الأول بقيادة رئيسة منظمة الصحة العالمية الصديقة السابقة للانغدون الدكتورة اليزابيث (سيدس كنودسين) التي تحاول احتواء الفيروس المسبب للمرض ومعها شرطة امنية خاصة بقيادة هارى (الممثل الهندي عرفان خان)، وفريق اخر يحاول اخذ الفيرس لبيعه لمن يدفع اكثر.يفكك لانغدون رموز الاحجية وفى سببل ذلك يسرق قناعا من متحف ليكشف منه مزيداً من الرموز وهنا يأخذ الفيلم ما يقرب من نصف ساعة في مطاردات داخل المتحف ليستطيع بعدها لانغدون ورفيقته الهروب بعد قتل القاتلة المأجورة التي تسعى خلفهم.ويستطيع لانغدون ان يكشف اللغز ويعرف ان السلاح البيولوجى ليس موجوداً في فلورنسا بل في اسطنبول في مسجد أيا صوفيا وهنا تظهر حقيقة الطبيبة سيينا بروكس التي تنقلب على لانغدون وتعترف له انها كانت عشيقة الملياردير الأميركي وانها مقتنعة بفكرته وتسعى لتنفيذها وتتركه وتفر الى اسطنبول.إنقاذ البشريةيستطيع رجل الامن هارى ورئيسة منظمة الصحة العالمية ان يصلا للانغدون في الوقت المناسب وبدوره يخبرهم بحقيقة اللغز ومكان الفيرس ويذهبون جميعاً الى إسطنبول لتبدأ هناك ملاحقة جديدة ولكن الان تغيرت المواقف حيث أصبحت الطبيبة سيينا بروكس في جانب والباقي في جانب مضاد ليستطيع بالنهاية لانغدون إيقاف سيينا عن تفعيل السلاح البيولوجى واطلاق الفيرس من داخل مسجد ومتحف أيا صوفيا في إسطنبول وينقذ البشرية من دمار محقق.فيلم "انفيرنو" او الجحيم من اخراج "رون هاوارد" وتأليف " دان براون" وهو فيلم يندرج تحت نوعية أفلام "الجريمة والمغامرة والحركة " مدته (121) دقيقة.