الجزائر ـ العمانية:
تسعى مؤسّسة الأمير عبد القادر التي تأسست بوهران سنة 1991، لإحياء تاريخ مؤسّس الدولة الجزائرية الحديثة، وربط طلبة المدارس والجامعات بتاريخهم، وتعريفهم بضرورة الاهتمام بإرثهم الذي تُمثّل فيه سيرة الأمير عبد القادر الجزائري حلقة من أهمّ حلقاته.
وتقوم المؤسسة التي أُسست بمبادرة من أفراد عائلة الأمير عبد القادر بمعيّة كوكبة من المؤرّخين والأكاديميين، بتكريم الشخصيات التي بحثت وكتبت في تاريخ الأمير، وكان بعض هؤلاء من المساهمين الأوائل في إطلاق المؤسّسة، مثل بوعلام بسايح، والشيخ بوعمران، وعبد القادر بوطالب، ومحمد فرحات (أول رئيس للمؤسّسة).
وفي هذا السياق كرّمت المؤسسة بوعلام بسايح، الذي رحل عن الدنيا أخيرا، لما قدّمه من تعريف بسيرة مؤسّس الدولة الجزائرية الحديثة، حيث ألّف بسايح قبل رحيله واحدا من أهمّ الكتب التي تناولت جانبا مضيئا من حياة الأمير عبد القادر، إذ يتناول في كتابه "الأمير عبد القادر والشيخ شاميل" العلاقة الأخوية الصادقة التي جمعت الأمير بواحد من أهمّ شخصيات عصره وهو الشيخ شاميل من القوقاز (الشيشان).
وقالت بزهور بوطالب، الأمينة العامة للمؤسسة والناطقة باسمها، في حوار مع وكالة الأنباء العمانية، إنّ هناك العديد من الكتب التي صدرت أخيرا وتناولت سيرة الأمير عبدالقادر، أهمُّها كتاب "الأمير عبد القادر السياسي .. قراءة في فرادة الرمز والريادة" وهو يقع في خمسة أجزاء من تأليف الدكتور سليمان عشراتي الذي قدّم فيه قراءة مستفيضة حول الكثير من الجوانب المشرقة في حياة الأمير عبد القادر السياسية.
ولا يقلُّ كتاب الدكتور علي محمد الصلابي "كفاح الشعب الجزائري ضد الاحتلال الفرنسي وسيرة الأمير عبد القادر" عن كتاب عشراتي أهمية. فهذان الكتابان، بحسب بوطالب، حفيدة الأمير عبدالقادر، إضافة إلى كتاب "الأمير رمز الأخوّة" للدكتور مصطفى شريف، من أهمّ الكتب التي تقتني المؤسّسة نسخا منها تضعها تحت تصرُّف الباحثين والمهتمّين بتاريخ مؤسّس الدولة الجزائرية الحديثة.
في جانب آخر، تكشف بوطالب أنّ المؤسّسة، بالشراكة مع الصليب الأحمر الدولي، تُشرف من حين إلى آخر على تظاهرات ونشاطات تستهدف إبراز عالمية الدور الذي قام به الأمير عبد القادر في الاهتمام بحقوق الإنسان، مشيرةً إلى محاضرة نُظمت في شهر أكتوبر الفائت بالجزائر حول الأمير وحقوق الإنسان تحدّث فيها عددٌ من المتخصّصين عن الجوانب الإنسانية التي تحلّى بها عبد القادر الجزائري في تعامله مع الأسرى الفرنسيين، وكيف كان هذا الموضوع على رأس أولويات الدولة التي أسّسها مستمدّا جوانبها الأخلاقية من سيرة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم.
وبشأن متعلّقات الأمير عبد القادر التي حصلت المؤسّسة عليها، تقول بوطالب إنّ المؤسسة تقوم بتسليم كلّ ما تحصل عليه إلى متحف الجيش بالجزائر العاصمة ليُعرض أمام الزوّار.
وكشفت أنّها حصلت أخيرا من المكتبة الوطنية السويسرية على نُسخ من 300 رسالة كان قد بعث بها السويسري شارل إينار إلى زوجته يتحدث فيها عن يومياته مع الأمير عبد القادر الذي كان صديقا له، فضلا عن 11 رسالة بخط يد الأمير عبد القادر، كان قد بعث بها إلى صديقه شارل إينار.
وتشير الأمينة العامة لمؤسّسة الأمير في حديثها لوكالة الأنباء العمانية، إلى الأهمية التاريخية التي تُمثّلها هذه الرسائل بالنسبة للمؤرخين والباحثين عن الحقيقة في سيرة الأمير عبد القادر الجزائري.
وتوضح بوطالب أنّ الدعم الذي تحصل عليه المؤسسة يتمثّل في تمويل بعض الوزارات للملتقيات التي تُنظّمها. لافتة إلى أنّ تاريخ 27 نوفمبر من كلّ عام يُمثّل تاريخا فارقا للجزائريين عامة، لأنّه يُعبّر عن المبايعة التاريخية التي عقدتها القبائل للأمير عبد القادر بولاية معسكر، وهي الذكرى التي يتمُّ الاحتفال بها إلى اليوم بهذه الولاية.