على ما تمتلكه السلطنة من مناظر خلابة صنعتها الطبيعة بوديانها العميقة وجبالها العالية فإن هذه الجبال تحوي بين صخورها كنوزا مدفونة تنتظر استخراجها والاستفادة منها.فجبال السلطنة من الجبال النادرة حول العالم والتي تزخر بصخور الأفيولايت الفريدة من نوعها والتي تتكون من عدد من الطبقات الصخرية المكونة لها صخور فوق قاعدية وجابرو وبازلت.وباعتبارها من الأندر في العالم تعد صخور الأفيولايت والمتميزة بلونها الأسود في جبال السلطنة متحفاً على الأرض يمكن الاستفادة منها كعامل جذب سياحي بالإضافة إلى فائدتها الاقتصادية وإلى كونها محط أنظار الباحثين والدارسين في علم الجيولوجيا من كافة أنحاء العالم الأمر الذي يؤهل السلطنة لتكون مقصدا للسياحة العلمية والبحثية.كما أن هذه الصخور بما أنها آتية من قاع المحيط ،حيث إن تكوينها يرجع إلى حالة نادرة من صعود القشرة المحيطية فوق القشرة القارية.. فإن نسبة المعادن الداكنة فيها مثل الحديد والمغنيسيوم والرصاص والزنك والكروم والبلاتين كبيرة جدا.كما تعد صخور الأفيولايت مصدراً رئيسياً لخام الكرومايت، والبازلت الوسائدي الذي يحتوي على نسبة عالية من الذهب والخامات المعدنية الأخرى الأمر الذي يفتح مجالات واسعة لاستغلالها في قطاع التعدين والحصول على عوائد اقتصادية جيدة.وبالإضافة إلى ذلك فإن المشاهدات اليومية أظهرت قدرة هذه الصخور على امتصاص غاز ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي، حيث تعد العملية أهم التحديات التي تواجه التكنولوجيا والمجتمع. كما تعد عملية الكربنة الجيولوجية إحدى التقنيات الاستراتيجية المطروحة.ومن هذا المنطلق حرصت جامعة السلطان قابوس على قيادة عمليات البحث العلمي التي تستهدف سبر أغوار صخور الأفيولايت بالسلطنة وذلك ببدء مشروع الحفر الدولي في صخور أفيولايت عُمان منتصف الشهر الجاري بميزانية تصل إلى 4 ملايين دولار.ويعد هذا المشروع مشروعا متعدد التخصصات والهوياتوالجنسيات، حيث يشارك فيه باحثون من مراكز أبحاث علوم الأرض والدراسات المائية والنفط والغاز بجامعة السلطان قابوس وكلية العلوم والهندسة بالإضافة إلى ما يقارب من 40 باحثا من أميركا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا والنرويج وهولندا واليابان وأستراليا وكندا وإيطاليا وسويسرا والسويد وتم توفير الدعم المادي للمشروع من قبل العديد من المؤسسات والمعاهد الدولية مثل وكالة ناسا ومنظمة الحفر الدولي، وبرنامج الاستكشاف المحيطي ودعم البحث العلمي الأميركي، والبحث العلمي الألماني والبحث العلمي الياباني والفرنسي والبحث الأوروبي، وبرنامج مراقبة الكربون الدولي.هذه التظاهرة العلمية العالمية التي تستكشف الكنوز المدفونة في جبال السلطنة ينبغي أن يتبعها لقاءات ومؤتمرات تتقدم بتوصيات لكيفية استخراج هذه الكنوز والاستفادة منها سواء أكانت هذه الاستفادة في مجالات البحث العلمي أو السياحة أو التعدين أو غيرها من القطاعات. المحرر