القاهرة ـ العمانية:
تقع مدينة القصير المصرية على البحر الأحمر على بعد 140 كيلومتراً جنوب مدينة الغردقة السياحية الشهيرة في مصر وتكتسب موقعاً استراتيجياً، كما تملك طبيعة خلابة وتاريخاً عريقاً جعلها مقصداً للكثير من السياح من بلدان العالم المختلفة.

وعرفت القصير بأنها «مدينة الذهب» حيث كان الفراعنة ينقبون فيها قديماً عن الذهب وكان ميناؤها التجاري أحد موانئ نقل البضائع خاصة من البحر الأحمر إلى وادي النيل.
وتعد القصير من مراكز انتاج خام الفوسفات في مصر، الذي لعب دوراً في الطفرة الصناعية التي شهدتها مصر في حقب سابقة.
وقال اللواء أحمد عبد الله محافظ البحر الأحمر «إن هناك توجهاً لتحويل الميناء الذي يقع على شاطئ البحر الأحمر بالقصير إلى مارينا لليخوت السياحية ومزار سياحى ومتحف يضم أهم المقتنيات التى تتعلق بنشاط الفوسفات الذي كان يمثل قلعة صناعية بمنطقة جنوب البحر الأحمر» .
ووفقاً لنشرة تعريفية أصدرتها محافظة البحر الاحمر فان القصير عرفت ايضا باسم «المدينة الرابطة» وقيل أن اسمها هو اختصار لعبارة «الدرب القصير»، وقد حفرت القصير تاريخها العريق حيث يفوح منها التاريخ عبر مراحله المختلفة سواء الفرعونى أو الرومانى أو البطلمي، فمنذ سبعة آلاف سنة كان الفراعنة ينقبون عن الذهب فى هذه المدينة وينتقلون به من القصير إلى قنا وهذا الدرب كان يعرف باسم «وادى الحمامات» .
وقد شهد ميناء القصير فى العصر الإسلامي طفرة هائلة فقد كان أحد الموانئ الرئيسية التى يعبر منها حجاج مصر وشمال افريقيا إلى موانئ الحجاز ،كما كان إحدى المحطات البحرية للسفن التجارية المحملة ببضائع الهند والشرق الأقصى وأفريقيا.
ويعود تاريخ مدينة القصير إلي القرن الخامس عشر قبل الميلاد في عهد الملكة الفرعونية حتشبسوت التي استغلت هذه المدينة الساحلية التي كانت آنذاك تسمي «ثاجلو» كقاعدة لإنطلاق رحلاتها البحرية الشهيرة إلى بلاد «بونت» الغنية ، وهي بلاد يعتقد أنها كانت تقع مكان إثيوبيا أو الصومال الآن وكانت شريكاً تجارياً مع مصر القديمة.
وفي القرون التالية تغير اسم المدينة إلى «ليوكوس ليمن» أي «الميناء الأبيض» وكانت ميناء تجارياً استراتيجياً في عصر الإمبراطورية الرومانية وبعد دخول الفتح الإسلامي، أصبح لها دور محوري على طريق الحجاج إلى مكة وكان العرب هم من أطلقوا على القصير اسمها الحالي.
وفي القرنين السادس عشر والسابع عشر ميلادياً ، أمر السلطان العثماني سليم الأول بتشييد حصن القصير لحماية الميناء التجاري وضمان سلامة آلاف المسلمين الذين يمرون في هذه المنطقة في طريقهم إلى الحج.
وقد تعرض الحصن خلال النصف الأول من القرن التاسع عشر الى قصف من قبل الأسطول البريطاني وأعيد بناؤه لاحقا في عهد محمد علي باشا الذي استخدمه كقاعدة لحملاته العسكرية، وبانتهاء حملات محمد على الحربية على الحجاز انطوت صفحه التاريخ العسكري لمدينه القصير وعاد الميناء المطل على البحر الأحمر إلى دوره القديم
كهمزه وصل بين الشرق والغرب.
وتتميز مدينة القصير بوجود مناطق شعاب مرجانية تجذب أعدادًا كبيرة من هواة الغطس، ونظرًا لأن الشعاب المرجانية تنمو بمعدل سنتيمتر مربع واحد كل مائة عام، فقد وضع المسؤولون المحليون ومراكز الغوص عدداً من القواعد والبرامج لحماية الحياة البحرية في البحر الأحمر.
وتشتهر القصير بالقلعة العثمانية وكان الغرض من بنائها حماية الحدود المصرية،وقد شيدت فوق هضبة مرتفعة من الحجر الجيري مغطاة بزلط مستدير الشكل وهي عبارة عن معين تعلوه أربعة أبراج وتحتوي على عدد من الغرف ، كما تضم بئرا محفورة بأكملها من الجض .
كما تشتهر مدينة القصير بوجود مسجد «الفران» ويوجد بالقرب من ساحل البحر الأحمر وقام بتشييده ابراهيم خليل الفران وهو من أهل الحجاز، ويحتوى على واجهة خشبية فوق الباب الخلفي من ناحية المئذنة القديمة مكتوباً عليها بالخط البارز (بسم الله الرحمن الرحيم «سلام عليكم بما صبرتم فنعمى عقبى الدار») .
وقد بدأت القصير تحتل موقعاً متميزاً بين المدن السياحية المصرية ، حيث أقيم بها عدد من الفنادق والمنتجعات السياحية وتوجد بها كافة أنواع السياحة الترفيهية والثقافية والأثرية والعلاجية والدينية.