[author image="https://alwatan.com/v2/v2/wp-content/themes/watan/images/opinion/waleedzubidy.jpg" alt="" class="avatar photo" height="60" width="60"]وليد الزبيدي[/author]
بدون شك أن تقرير تشيلكوت بما تضمنه من حقائق دامغة عن عدم شرعية الحرب على العراق وأنها استندت إلى أكاذيب لم تأت بجديد على هذا الصعيد، لأن مزاعم الرئيس الأميركي جورج دبليو بوش ورئيس الوزراء البريطاني قد تأكد كذبها بالمطلق بعد اشهر قليلة من غزو العراق، فلم يجد الجيش الجرار الذي انتشر في جميع مناطق العراق أثرا لأسلحة "دمار شامل" كما أن كبار المسؤولين العراقيين ضمن قائمة الـ (55) الشهيرة قد تم اعتقالهم وفي مقدمة هؤلاء الرئيس صدام حسين، وتم التحقيق معه وزملاءه ومئات العلماء العراقيين والاف المسؤولين وكبار الضباط العراقيين من الأجهزة الأمنية والجيش والحرس الجمهوري ولم يعثروا على دليل واحد يثبت أكاذيبهم التي سوقوها على نطاق واسع قبيل شنّ العدوان على العراق في مارس/اذار 2003 .
إلا أن المهم في هذا التقرير أنه يقدم دعما كبيرا لملف العدوان على العراق الذي تتم مناقشته من زاوية "القانون الدولي"، واستنادا إلى الاتفاقيات الدولية والمعاهدات ( اتفاقيات لاهاي 1899 و1907 واتفاقيات جنيف الأربع لعام 1949 وميثاق الامم المتحدة ) التي توقفنا عند أهم النقاط الخاصة بالعدوان على العراق.
علينا أن لا ننسى أن أكاذيب "حرب العراق" قد احتلت المرتبة الاولى بين أكبر عشر اكاذيب في العالم. وإذا كانت احدى هذه الأكاذيب العشرة قد اطاحت بالرئيس الأميركي ريتشارد نيكسون واخرى فضحت الرئيس الأميركي بيل كلنتون وثالثة اودعت امبراطور المال النصّاب الأميركي بيرني مادوف السجن حيث يقضي سجنا يصل إلى مائة وخمسين عاما بعد أن كذب على الأميركيين ولكن فضحته الأزمة المالية في العام 2008، وبالمناسبة فإن الحرب على العراق والخسائر الكبيرة التي تكبدتها الولايات المتحدة في العراق وأفغانستان كانت سببا رئيسيا في الأزمة المالية العالمية في العام 2008، وهذا ما أثبته بالمعلومات والاحصائيات العلمية الدقيقة عالم الاقتصاد الأميركي لورنس ليندزي في كتابه الذي اختار له عنوانا يقول" الذي رفض أن يتعلمه بوش ارغمه العراقيون على تعلمه".
وكذبة الحرب على العراق التي تصدرت أكبر عشر أكاذيب في العالم كما ورد في موقع قناة سي إن إن الأميركية الإخبارية في شبكة الإنترنت، قد اطاحت برؤوس كبيرة وخلخلت خطط المحافظين الجدد وتراجع تأثيرهم كثيرا عن ما كان عليه قبل غزو العراق، ووصفت سيدة بريطانية حضرت المؤتمر الصحفي الذي أعلن فيه تشيلكوت نتائج تقريره وصفت توني بلير بأكبر "ارهابي في العالم" في حين تعرض دونالد رامسفيلد وزير الدفاع الأميركي خلال الحرب للسب والشتم في عدة مناسبات من قبل مواطنين أميركيين فقدوا ابناءهم في العراق.
لقد أعاد تقرير تشيلكوت وقائع العدوان على وغزوه إلى الواجة نظرا لما تضمنه من حقائق كثيرة، تؤكد في مجملها على عدم شرعية العمل العسكري البريطاني - الأميركي ضد العراق في ربيع العام 2003 ، وأن هذا التقرير يعطي زخما مضافا لمن يريد الدفاع عن حقوق العراق استنادا إلى القوانين الدولية، وهو وثيقة تؤكد حجم جرائم الغزاة الفظيعة التي ارتكبوها بحق العراقيين.