عدن ـ وكالات: قتل 71 شخصا على الأقل وأصيب زهاء مئة في تفجير انتحاري استهدف الاثنين مركزا للتجنيد تابعا للجيش اليمني في عدن، تبناه تنظيم داعش، هو الأكثر دموية في المدينة منذ استعادتها القوات الحكومية المدعومة من التحالف العربي قبل عام. وصباح امس الاثنين، استهدف انتحاري يقود سيارة مفخخة تجمعا لمتطوعين ينتظرون للانضمام الى الجيش، كانوا في مدرسة تستخدم كمركز تجنيد في شمال المدينة الساحلية، بحسب مسؤول في اجهزة الامن. وادى التفجير الى مقتل 71 شخصا واصابة 98 آخرين، بحسب ما افادت مصادر طبية في ثلاثة مستشفيات بعدن نقل اليها الضحايا. ولم تحدد المصادر توزيع القتلى بين مجندين ومدنيين. واكدت المصادر ان العديد من القتلى توفوا متأثرين بجروحهم، علما ان حصيلة التفجير هي في تزايد متواصل منذ الصباح. وتبنى تنظيم داعش عبر وكالة "اعماق" التابعة له، الهجوم، قائلا انه كان "عملية استشهادية لمقاتل من الدولة الاسلامية". وبحسب شهود في موقع التفجير، تواجدت غالبية المجندين في الباحة الداخلية لمدرسة "السنافر"، عندما تمكن الانتحاري من التسلل بسيارته خلف شاحنة صغيرة مخصصة للتموين دخلت حرم المدرسة. وادى عصف التفجير لانهيار سقف احدى غرف المدرسة حيث كان عدد من المجندين. كما تسبب الانفجار باحتراق عدد من السيارات القريبة من المدرسة، وتناثر اشلاء وبقع من الدماء في محيطها. وشهدت عدن تفجيرات ووضعا مضطربا منذ استعادة القوات الحكومية السيطرة عليها وعلى اربع محافظات جنوبية اخرى في صيف 2015. واستهدفت الهجمات بمعظمها رموز السلطة كقوات الامن ومسؤولين، اضافة الى المجندين الراغبين في الانضمام الى القوات الحكومية. وتبنى تنظيم القاعدة وتنظيم الدولة الاسلامية عددا من هذه الهجمات. وقتل اربع من الشرطة بتفجير عبوة ناسفة بعدن في 20 يوليو، في عملية تبناها تنظيم داعش. وفي السادس من الشهر نفسه، هاجم مسلحون من تنظيم القاعدة، قاعدة عسكرية في عدن وسيطروا على احد مبانيها بعد تفجير سيارتين، قبل ان تستعيدها القوات الحكومية. وقتل في العملية عشرة جنود.
وفي مايو، تبنى تنظيم داعش هجوما مزدوجا ضد الجيش في خور مكسر بعدن اودى بـ 41 عسكريا، وتفجيرا انتحاريا ضد مجندين في المكلا بمحافظة حضرموت، اودى ايضا بـ 41 منهم. وبدأ التحالف عملياته نهاية مارس 2015 دعما لهادي ضد اانصار الله. وفي وقت سابق هذه السنة، بدأ التحالف الذي يضم معظم الدول الخليجية، باستهداف الارهابيين، ما مكن القوات الحكومية من استعادة مناطق كانوا يسيطرون عليها في محافظتي حضرموت وأبين. وامس الاثنين، دان الأمين العام لمجلس التعاون عبداللطيف الزياني "بشدة" التفجير، معتبرا في بيان انه "جريمة ارهابية مروعة". واعلنت الحكومة اليمنية ترحيبها المبدئي بالمبادرة التي اعلنها وزير الخارجية الاميركي جون كيري في جدة الخميس، والمتضمنة اقتراحات لاستئناف المشاورات تشمل تشكيل حكومة وحدة وطنية.
من جهته، قال المجلس السياسي الاعلى التابع لانصار الله انه "سيتعامل بإيجابية مع أي مبادرات تقوم على أساس الوقف الشامل للقتال وتحقق السلام المنشود". على صعيد اخر قتل ثلاثة اطفال واصيب تسعة اشخاص في قصف مصدره الاراضي اليمنية طال مناطق عدة في جنوب السعودية ، بحسب ما افادت وكالة الانباء الرسمية امس الاثنين.
ونقلت الوكالة عن المتحدث باسم الدفاع المدني في منطقة نجران، "سقوط مقذوف عسكري من داخل الاراضي اليمنية على منزل مواطن، مما نتج عنه وفاة طفلتين"، واصابة خمسة اشخاص من العائلة نفسها. الى ذلك، قتل طفل في الحادية عشر من العمر في سقوط مقذوف عسكري على منزل سعودي في نجران، ادى ايضا لاصابة والدته. وفي محافظة الطوال بمنطقة جازان، اصيب طفل وامرأتين سعودية واثيوبية، في حادث مماثل، بحسب المتحدث باسم الدفاع المدني. وبحسب أرقام الأمم المتحدة، قتل أكثر من 6600 شخص في اليمن نصفهم تقريبا من المدنيين، منذ مارس 2015.