تطل محافظة الوسطى بسواحل طويلة على بحر العرب متنوعة التضاريس بين سواحل صخرية ورملية وبتنوع ظاهر في الموارد السمكية، ويعمل الكثير من سكان ولايات المحافظة الساحلية في مهنة صيد الأسماك والمهن المرتبطة بها من نقل وبيع وتجارة الأسماك، وتمتاز سواحل المحافظة بوفرة الموارد السمكية والثروات البحرية مثل: الروبيان والحبار والتي لها مواسم صيد حددتها وزارة الزراعة والثروة السمكية، وقد قامت الوزارة ممثلة في إدارة الثروة السمكية بمحافظة الوسطى بتنفيذ عدد من البرامج والمشاريع لتطوير العمل في القطاع السمكي بالمحافظة وتم تنفيذ العديد من الفعاليات الإرشادية الموجهة إلى الصيادين الحرفيين بالمحافظة لتطوير قدراتهم وكفاءة عملهم بما يعود بالفائدة المتمثلة في زيادة الإنتاج السمكي وتوفير الأسماك في الأسواق المحلية، بالإضافة إلى زيادة دخل الصيادين في المحافظة من العمل في مهنة الصيد، كما نظمت الوزارة فعاليات موجهة للمرأة الساحلية في ولايات المحافظة لما تمثله من أهمية في تنمية وتطوير القطاع السمكي بالمحافظة.موارد سمكية متنوعةتزخر مياه محافظة الوسطى بأصناف مختلفة من الأسماك، كما توجد ثروات بحرية متنوعة من الحبار والروبيان والمحاريات والقشريات بمختلف أنواعها وفي شهر أغسطس الجاري بدأ موسم صيد ثروة الحبار في السلطنة وسواحل محافظة الوسطى أحد أهم مواقع صيد الحبار، حيث يقوم الصيادون الحرفيون برحلات الصيد على شكل مجموعات وثروة الحبار والتي تعرف محليا باسم (الغترو) تعتبر من مجموعة الرخويات وتعيش في بيئات متنوعة فبعض أنواعها قاعية تعيش في مناطق الشعاب المرجانية ومسطحات الحشائش البحرية والبيئات الرملية والطينية والصخرية وأنواع أخرى تكون شبه قاعية أو سطحية ويعد الحبار مصدر أساسي للبروتين وهو غذاء صحي لقلة الدهون فيه ويقي من العديد من الأمراض. ومطلع شهر سبتمبر القادم سوف يبدأ موسم صيد ثروة الروبيان في مياه السلطنة والذي يستمر إلى نهاية شهر نوفمبر المقبل، ومحافظة الوسطى إحدى المحافظات الساحلية التي يتواجد فيها الروبيان وهو كائن بحري من فصيلة القشريات ويعد غذاء بديلا لبروتين اللحوم، كما يمتاز الروبيان باحتوائه على كمية قليلة جدا من الدهون ويحتوي الروبيان أيضا على فيتامين ب 12 وأحماض أوميغا 3 الدهنية. وقد نفذت وزارة الزراعة والثروة السمكية ممثلة في المراكز البحثية التابعة للوزارة العديد من الدراسات العلمية والمشاريع البحثية عن ثروة الحبار بهدف استزراعه وزيادة إنتاجه، كما قامت الوزارة بتنفيذ بحوث علمية لتطوير أدوات ومعدات الصيد المستخدمة في جمع وصيد ثروة الحبار والروبيان لزيادة كفاءة عمل الصيادين خلال مواسم الصيد واستدامة هذه الثروات.بنية أساسيةيوجد بمحافظة الوسطى ميناء الصيد البحري في ولاية الجازر يساعد على دعم الصيادين الحرفيين في استخدام وتشغيل قوارب الصيد المطورة بكفاءة عالية ويوفر عليهم الوقت والجهد وتؤدي مواني الصيد البحري أدوار عديدة مثل: سهولة رسو القوارب على مواني الصيد مما يجعل الصيادين لا يضطرون إلى ترك القوارب الكبيرة في عرض البحر ونقل الأسماك في قوارب صغيرة إلي الشاطئ لأكثر من مرة مما يوفر الوقت على الصياد في النقل والتفريغ والحفاظ على الجودة وعدم تلفها وعدم تعريض القوارب والمكائن للاصطدام بالصخور مما يطيل العمر الافتراضي للقوارب أو المكائن وإنشاء موانئ للصيد يحفز الصيادين ويتكيف مع تطوير القوارب الصغيرة الحجم إلى سفن اكبر حجما وأكثر تطورا وسهولة إنزال قوارب أو سفن الصيد لحمولاتها من الأسماك وبالتالي إجراء عمليات التجهيز والتصنيع للأسماك وإتاحة فرص للمواطنين للعمل بالمشاريع التي ستقام في مواني الصيد.صناعات سمكيةفي إطار اهتمام وزارة الزراعة والثروة السمكية بالمرأة الساحلية في السلطنة قامت الوزارة بدعم تنفيذ عدد من المشاريع المنتجة للمرأة الساحلية بعدد من ولايات محافظة الوسطى وبتمويل من صندوق التنمية الزراعية والسمكية وذلك ضمن مشروع تطوير وتنمية المرأة الريفية الساحلية بمحافظة الوسطى حيث تم تنفيذ عدد من المشاريع الإنتاجية ذات الأهمية الاقتصادية والتي تعتمد على الموارد السمكية في سواحل محافظة الوسطى وتركزت تلك المشاريع على التصنيع الغذائي وتسويق المنتجات السمكية والبحرية التي تشتهر بها ولايات محافظة الوسطى حيث تعمل المرأة الساحلية على جمع وإنتاج القشريات والمحاريات والتي تعرف محليا باسم ( الدوك) و(والزوكة) حيث تباع تلك المنتجات السمكية والبحرية في السوق المحلي بأسعار جيدة كما نظمت الوزارة ممثلة في إدارة الثروة السمكية بمحافظة الوسطى فعاليات ندوة النهوض بقدرات المرأة الساحلية بمحافظة الوسطى بمشاركة نخبة من المختصين في الوزارة وعدد من الجهات الحكومية المختصة وناقشت الندوة طرق وسبل النهوض بدور المرأة الساحلية في قطاع الثروة السمكية وبصورة خاصة في مجال الإنتاج السمكي وفي تحقيق التنمية السمكية المستدامة.تأهيل قطاع الصيدتنفذ إدارة الثروة السمكية بمحافظة الوسطى وبتمويل من صندوق التنمية الزراعية والسمكية مشروع تأهيل قطاع الصيد الحرفي بمحافظة الوسطى وذلك لتطوير وتنمية قطاع الثروة السمكية في محافظة الوسطى بصفة عامة وقطاع الصيد الحرفي في المحافظة بصفة خاصة، حيث أن هذا المشروع الطموح سيكون له الأثر الايجابي على المحافظة من الناحية الاقتصادية وكذلك من ناحية الاستقرار الاجتماعي لسكان المجتمع المحلي في ولايات المحافظة وتشجيع الاستثمار في القطاع السمكي، بالإضافة إلى العائد الايجابي المباشر على الصيادين الحرفيين والعاملين في المهن المرتبطة بمهنة الصيد البحري ويأتي أهمية هذا المشروع من موقع ولايات محافظة الوسطى المطل على بحر العرب والذي اكسبها أهمية اقتصادية كبيرة حيث تعتبر ولايات المنطقة الوسطى وهي الجازر والدقم ومحوت من الولايات التي يعتمد سكانها على مهنة الصيد بشكل أساسي. وقد قام فريق العمل في مشروع تأهيل قطاع الصيد الحرفي بمحافظة الوسطى بتنفيذ برنامج إرشادي موسع للصيادين الحرفيين في ولايات المحافظة شمل العديد من الحلقات التدريبية في مجالات السلامة البحرية ومبادئ الإسعافات الأولية وأهميتها للصيادين الحرفيين وصيانة محركات قوارب الصيد والملاحة وقراءة الخرائط البحرية وضبط جودة الأسماك والمنتجات البحرية.إدارة مصائد الروبيانيأتي أهمية مشروع إدارة مصائد الروبيان في محافظة الوسطى والممول من صندوق التنمية الزراعية والسمكية لما يضم من جوانب: علمية وبحثية واقتصادية ورقابية وإرشادية تساهم في تطوير العمل في جمع وصيد ثروة الروبيان وتزيد من كفاءة عمل الصيادين الحرفيين ودخلهم المادي من العمل في جمع وصيد الروبيان مما ينعكس ايجابيا على استقرارهم الاجتماعي والاقتصادي من واقع أن لثروة الروبيان وموسم صيد الروبيان أهمية اقتصادية واجتماعية وثقافية في المجتمع المحلي بولايات محافظة الوسطى ويهدف هذا المشروع الطموح إلى المحافظة على مخزون ثروة الروبيان في سواحل ولايات محافظة الوسطى وحمايته من الاستنزاف وتوفير قاعدة بيانات علمية وإحصائية دقيقة ومتراكمة عن ثروة الروبيان من كميات الإنزال والأبعاد من طول وعرض ووزن للكميات المصيدة وتطوير قدرات وخبرات الصيادين الحرفيين العاملين في جمع وصيد ثروة الروبيان.إنشاء مجمع سكني للصيادينضمن العمل المتواصل لوزارة الزراعة والثروة السمكية في تطوير العمل بقطاع الثروة السمكية في محافظات السلطنة الساحلية قامت الوزارة بإنشاء مشروع المجمع السكني للصيادين الحرفيين في محافظة الوسطى وبتمويل من صندوق التنمية الزراعية والسمكية ورغم حداثة هذه التجربة في إقامة مجمع للصيادين إلا أن الآثار الايجابية بدأت في الظهور من حيث مساهمة المشروع في توفير البيئة المناسبة للقيام بالعمل في مهنة صيد الأسماك حيث توفر عنصر الاستقرار وتحسن الوضع الاجتماعي والمادي للصيادين وتواجد أماكن مخصصة لحفظ معدات الصيد والتي ساهمت في حمايتها من الضياع والتلف بفعل عوامل الجو من الرطوبة والحرارة المرتفعة والأمطار وغيرها من الظروف الطبيعية كما امتاز هذا المجمع أيضا ببعده عن مساكن المواطنين وبسهولة الوصول إليه كما أن مساحة المشروع قابلة للزيادة خلال الفترة القادمة وذلك لوجود مساحات مخصصة لاحتمالات التوسع المستقبلي في المشروع.