الجزائر ـ العمانية: يعود التشكيليُّ الجزائري بشير توجي إلى الطبيعة في عنفوانها وسحرها وجاذبيتها، وكأنّه يوجّه زوّار معرضه الذي يقام برواق عائشة حداد بالجزائر، إلى السفر عبر الحقول الخضراء والسماوات الزرقاء والأزهار البرية، بعيداً عن ضوضاء المدن الحديثة التي صارت أشبه بـ»الغيتوهات». من خلال 23 عملاً فنياً تم عرضها يبدو التأثر الجليُّ بالمدرسة الانطباعية التي لم تعد تُثير الكثير من الاهتمام لدى الفنانين الجزائريين الذين أصبحوا يُفضّلون التوجُّه نحو التجريد وتسويق أنفسهم عبر تيارات الفن المعاصر المختلفة. ومع أنّ الفنان توجي اشتغل بحّاراً لسنوات طويلة، إلا أنّه فضّل أن يترك هذا المجال، ويتّخذ من الفن التشكيليّ معركته الأساسية في الحياة، فسافر عبر العديد من الدول الأوروبية والأفريقية، كما زار بعض دول أميركا اللاتينية، الأمر الذي غذّى خياله الفني بتنوُّع وثراء الطبيعة في هذه القارات المتباعدة، وهذا ما يظهر بجلاء عبر اللّوحات المعروضة. وفضلاً عن ذلك، فقد ترعرع هذا التشكيلي الذي وُلد سنة 1952 بمدينة دلس، وهي من المدن الجزائرية الساحرة بشطآنها وخلجانها، ما أعطاه طاقة إبداعية إضافية جعلته يُترجمها بصدق في أعماله الانطباعية. ولا يُخفي توجي تأثُّره بكبار الفنانين الانطباعيين في العالم على غرار فان جوخ وسيزان، حيث بدأت أول ملامح هذا التأثُّر تظهر على أعماله المبكرة التي أنجرها وهو في السابعة من العمر. وفضّل توجي ألّا يضع عنواناً لهذا المعرض الذي يستمرُّ إلى غاية 11 أغسطس، وذلك لإتاحة الفرصة أمام الزائرين للغوص بحرية واكتشاف المضامين التي تشتمل عليها الأعمال الفنية. وتوجي أحد التشكيليين القلائل الذين سافروا لدراسة الفن التشكيلي بفرنسا، وقد شارك في عدد من المعارض التي أُقيمت بمرسيليا بفرنسا سنتي 1994 و1997، وجنوة بإيطاليا سنتي 1998 و2000، كما شارك سنة 1984 بمعرض أُقيم بمدينة ليبرفيل بالغابون.