يعتقد ترامب أن "الرجال أفضل من النساء، والمرأة خير من عشرة رجال جيدين" حسبما قال ذات مرة لمشرفة من المشرفات. ومع ذلك، هناك بعض النساء اللاتي لا يحببن هذا النمط من النساء العادية. هذه المخلوقات الخاصة ـ هذه "المرأة الجيدة" ـ مختلفة جدا عن النساء العادية، وأنها جيدة عشرة أضعاف الرجل! من خلال خلق نوع فرعي من "النساء الجيدات"..

واحد من أكثر الجوانب المثيرة للتأمل في نظرة ترامب العالمية هو أنه يشوه سمعة النساء بشكل روتيني، في حين يقوم بترقيتهن أيضا ضمن شركاته الخاصة. ففي مقابلة أجراها مؤخرا مع بيل أورايلي، جدد التهليل لهذه الجهود مرة أخرى، مدعيا أنه "كسر حقا السقف الزجاجي" في صناعة البناء والتشييد.
ولكن كيف يمكننا أن نوازن سجله لتعزيز دور المرأة ـ وحقيقة أن العديد من موظفاته السابقات وصفنه بـ"المعلم الرائع" ـ رغم حقيقة أنه يهين بشكل روتيني النساء ويدعوهن "خنازير" و"كلاب"؟ أو حسب إشارة أنصاره بشكل روتيني إلى المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون بكلمة نابية؟ وكما وثقت مراسلة "واشنطن بوست" في إحدى محطات حملته الانتخابية الأخيرة"، في معظم تجمعات ترامب الانتخابية هناك كراهية واضحة لكلينتون في الهواء، وبعض من أقوى خطوط التصفيق لترامب تأتي عندما يهاجم المرشحة الديمقراطية المفترضة، واصفين إياها بـ"الملتوية" مع اتهامها اللعب بـ"بطاقة المرأة."
في الواقع، أنه لا تناقض على الإطلاق: إنه مثال كلاسيكي لما يعرف في علم النفس بـ"التصنيف الفرعي".
انظر في هذا اللغز: وفقا للموظفة التنفيذية السابقة باربرا لدى ترامب والتي أشرفت على بناء برج ترامب في عام 1980، قال ترامب لها ذات مرة "الرجال أفضل من النساء، ولكن امرأة جيدة أفضل من 10 رجال جيدين". للوهلة الأولى، يبدو وكأنه نوع من الدعابة التي كنت تحصل بها على رصيد إضافي في الصف السابع (هل يمكن أن تنقل امرأة جيدة عبر النهر دون أن يقوم الأرنب بأكل الملفوف؟)
ولكن هذا كلام منطقي في سياق التصنيف الفرعي. التصنيف الفرعي هو الظاهرة التي تسمح للناس بالحفاظ على الصور النمطية لجماعة معينة في مواجهة الحقائق التي تتعارض مع تلك الصور النمطية.
والصورة على هذا المنوال. إذا كان الشخص يعتقد بأن النساء غير مؤهلات فإن إيجاد ولو امرأة واحدة مؤهلة يعني أن هذا الاعتقاد خاطئ. ولكن إذا كان هذا الشخص يخلق نوعا فرعيا من "النساء المؤهلات"، فإن أي امرأة لا تناسب الصورة النمطية لا ينظر إليها على أنها دليل على أن الصورة النمطية خاطئة، ولكن كعضو في فئة مختلفة تماما.
ويعتقد ترامب أن "الرجال أفضل من النساء، والمرأة خير من عشرة رجال جيدين" حسبما قال ذات مرة لمشرفة من المشرفات. ومع ذلك، هناك بعض النساء اللاتي لا يحببن هذا النمط من النساء العادية. هذه المخلوقات الخاصة ـ هذه "المرأة الجيدة" ـ مختلفة جدا عن النساء العادية، وأنها جيدة عشرة أضعاف الرجل! من خلال خلق نوع فرعي من "النساء الجيدات"، فإن ترامب يستوعب (وحتى يستفيد من) المعلومات التي تتناقض مع رؤيته ـ من دون الحاجة إلى تغييرها البتة.
يساعدنا التصنيف الفرعي أيضا أن نفهم لماذا النساء اللاتي يعملن من أجل ترامب لا يرونه جذابا ـ فهن في نادي "النساء الجيدات"، ولذلك لسن على الطرف المتلقي لازدراءاته العامة. والمستفيدات من التصنيف الفرعي (والحصول على المعاملة الاستثنائية المصاحبة) قد لا يرين الازدراء الذي شهدته نساء أخريات، وبالتالي لا يعتقدن أنه موجود. وهذا ما يفسر موقف الموظفات اللاتي وصفنه بأنه عظيم للمرأة. في الواقع، أشارت إيفانكا ترامب إلى تجربتها الخاصة في تسلق سلم الشركة كمثال لكيفية نزاهة والدها. لو كان حقا كارها للنساء لما كنت مسؤولة تنفيذية رفيعة المستوى داخل مؤسسته."
هذا منطق زائف، إيفانكا. والدك يمكن أن يكون معلما عظيما لك ومجرما كبيرا في عيون الآخرين. المفارقة هي أن الشخص الذي يصنف بهذه الطريقة يمكن أن يكون على حد سواء متعصبا رهيبا ومدربا رائعا. وقالت لويز سانشاين، التي عملت مع ترامب لمدة 15 عاما، لصحيفة واشنطن بوست، "من وجهة نظري كوني امرأة، أنا فقط كنت أعتبره ظاهرة." وأضافت إنه ربما كان كذلك ـ بالنسبة لها، ولعدد قليل من النساء الأخريات اللاتي وضعهن على جزيرة "الجيدات". ولكن بالنسبة للبقية منا ـ حظا سعيدا.

جيسكا نورديل صحفية واستشارية تجارية خدمة واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز – خاص بـ"الوطن"