بعد قضاء فترة المقيظ للهجن «1ـ 2»عناية فائقة بهجن السباق تشمل المسراح اليومي والمفحام الأسبوعي ورفع مستوى اللياقة البدنية بشكل تدريجي وجبات غذائية متكاملة وتنويع بالميادين وفحوصات بيطرية مستمرة للمحافظة على أداء المطية طوال الموسم متابعة التوقيتات الزمنية وفرز الهجن واختيار الأفضل منها وتوزيعها حسب الأداء ومستوى العطاء التضمير رحلة مضنية ومشقة متواصلة والهدف كسب الفوز والانتصار والظفر بالناموسكتب ـ سهيل بن ناصر النهدي:بعد ان قضت الهجن فترة الصيف التي تسمى محليا (المقيظة)، بدأت الاستعدادات الفعلية لبدء موسم جديد من السباقات والمساباقات الخاصة بالهجن على كافة المستويات سواء سباقات الهجن او مسابقات المزاينة، فبعد الهدوء الذي رافق الصيف ودرجات الحرارة المرتفعة وقضاء الهجن معظم اوقاتها تحت مظلات مريحة بعيدا عن اشعة الشمس، ووجبات غذائية كاملة واعطاء مجال لشرب الماء بالقدر الكافي وتوفير كافة سبل الراحة والاستجمام للهجن والمحافظة على بقائها بكامل صحتها البدنية والجسمية والعناية الفائقة بالمكان ونظافته حرصا على فترة (مقيظة) ناجحة، بدأ شباب المضمرين التشمير عن سواعدهم في هذه الفترة للتحضير للموسم القادم الذي لم يتبق على دخوله بشكل فعلي الا شهرا واحدا فقط .هجن السباقاتفعلى مستوى سباقات الهجن بدأت التحضيرات باكرا لتجهيز هجن السباق عبر اقامة سباقات فرعية بمختلف الميادين ومن مسافات بسيطة حسب اعمار الهجن ، اضافة الى التدريبات اليومية (المسراح ) او الركض الاسبوعي المسمى (المفحام) والذي يقصد به وضع الهجن في حالة سباق مع هجن من نفس العزبة فقط، دون اشراك هجن اخرى من عزب لاشخاص اخرين، حيث يقوم كل مضمر في هذه الفترة برفع درجة الاستعداد واللياقة البدنية للهجن بشكل تدريجي ومتناسق دون أن يسبب للمطية اي ضغط من حيث زيادة مسافات المسراح اليومي او الضغط بشكل مكثف عبر رفع مسافات المفاحيم الاسبوعية، ويقوم كل مضمر وحسب خبراته بمواءمة لياقة المطية مع عمرها والمسافات المخصصة للسباقات التي ستأتي مع بداية الموسم وذلك للمحافظة على اداء المطية في السباقات الهامة دون تعريضها للتعب والاجهاد نتيجة الضغط بعدد المشاركات الفعلية بالسباقات الكبيرة خصوصا وان موسم السباقات طويل ويستمر لاشهر وبكثافة سباقات متتابعة تقام بمختلف الميادين داخليا وخارجيا، لذلك يسعى جميع مضمري الهجن الى المحافظة على صحة ولياقة وقوة هجنهم طوال الموسم .تصفية هجن العزبةكما يستغل معظم المضمرين هذه الفترة لتحديد الهجن التي ستواصل مسيرة السباقات او عزلها لتدني مستواها في السرعة، حيث يتعرف كل مضمر على كافة الهجن ومستوى الاداء من خلال المفاحيم التي تكون اسبوعيا، وفي حالة وجود تدني او انخفاض بمستوى ركض مطية معينة يتم التركيز عليها واجراء فحوصات مخبرية وبيطرية لها وجلب اطباء شعبيين لها والنظر في اسباب تدني مستوى ركضها واجراء كافة الفحوصات لها وهنا يكون لهذه المطية قرارين، الاول: اذا تم الكشف عن مشكلة صحية فيها فيتم اخضاعها للعلاج بشكل مباشر وابقائها بالعزبة، اما القرار الثاني: فهو انه اذا تم التأكد من ان المطية لا يوجد بها اي اعراض صحية وهي بحالة جيدة صحيا وبدنيا ولكن مستوى ركضها انخفض فانها بالتالي تعزل من السباقات وتحال الى الانتاج او اي مجال آخر حسب رأي مالكها، ويقوم المضمرين بهذا الاجراء لعدة اسباب اهمها التخفيض من عدد الهجن بالعزبة خصوصا اذا كان مستواها لا يؤهلها لكسب المنافسات، وذلك لاسباب مالية واقتصادية حيث ان المطية في مثل هذه الحالات يكون وجودها بالعزبة مجرد خسارة مادية لا اكثر، وكذلك كلما انخفض عدد الهجن باب عزبة كلما زاد تركيز المضمر على باقي الهجن من حيث العناية والاهتمام، خصوصا ان بعض العزب صغيرة وعدد كوادرها البشرية العاملة بالعزبة قليل .تحديد المستوياتكذلك تكون هذه الفترة هي من اهم الفترات التي يحدد كل مضمر من هي الهجن التي سيتم اشراكها بالسباقات الكبيرة التي تقام بداية الموسم، ومن هي الهجن التي سيتم الاحتفاظ بها لخوض غمار المنافسة بها مع انتصاف ونهاية الموسم، وهذا الامر يتبعه في كثير من الاحيان كبار المضمرين من اصحاب العزب الكبيرة التي تضم اعداد كثيرة من الهجن ومن مختلف الاعمار .جس النبضكما ان كل المضمرين يتاكدون خلال هذه الفترة من مستوى هجنهم عبر قياس التوقيتات الزمنية واشراكها في سباقات فرعية كمرحلة لـ(جس النبض)، والتعرف على مستوى كل مطية بشكل فعلي، حيث يعرف كل مضمر من هيه المطية التي تكون مؤهله للدخول بالاشواط القوية مثل اشواط الرموز وهي اشواط (السيف والخنجر والشلفة والكأس)، ومن هي المطية التي تدخل باشواط التسعيرات و السيارات او الاشواط النقدية، ومع التعرف على مثل هذه المستويات في كل مطية فانه بذلك تبدا مرحلة جديدة من العناية والتركيز وايضا الترتيب بشكل مناسب في وضع جدول مشاركات لكل مطية حسب الاداء والوقت والزمن والمكان .متابعة التوقيتاتويتابع معظم المضمرين خلال هذه الفترة التوقيتات الزمنية التي تسجل في السباقات الفرعية التي تقام بين فترة واخرى بمختلف الميادين، حيث تأتي هذه المتابعة من باب الحرص والتعرف على اهم التوقيتات الزمنية التي تسجل حسب المسافة والعمر، ومنها يحدد المضمر مستوى الهجن لديه مع وضع بعض الظروف في الحسبان كنوعية الارضية بالميدان وظروف الرياح خلال السباق وايضا الاعداد المشاركة بالشوط ونوعية الجائزة، وفي هذا الموضوع تدخل العديد من الحسابات لكن في النهاية تكون المتابعة للتوقيتات الزمنية مهمة جدا حتى يكون كل مضمر على دراية تامة بمستوى الهجن بشكل عام .تنويع الميادينويسعى معظم المضمرين حاليا وبشكل مستمر الى تنويع المشاركة والتفحيم لهجنهم عبر تغيير الميادين، حيث يتم تغيير مكان (المفحام) وتنويعه للهجن وبذلك بهدف اكساب الهجن مزيدا من اللياقة وتجربتها في ميادين مختلفة وارضيات متنوعة، حيث تختلف ارضية بعض الميادين عن غيرها، فهناك ميادين تعرف بالارضية الرملية وهناك ميادين ارضيتها صلبة نوعا ما، حيث يتم تنويع الميادين كنوع من التجهيز والاستعداد، كذلك يستفيد المضمرون من هذا التغيير في رفع مستوى اللياقة البدنية للمطية والشد على رفع استعدادها بالشكل المناسب .عزل الهجنوفي معظم عزب السباقات يقوم مضمرو الهجن بعزل المطايا حسب الاعمار، حيث توضع الاعمار الصغيرة في مواقع مخصصة لهن وكادر مختص بهن، فيما تكون الاعمار الكبيرة في مواقع اخرى، ويتم تخصيص مسافات معينة للمسراح حسب الاعمار بـ(قلايص) معينة مخصصة لكل عمر، حيث تختلف المسافات وتختلف ايضا الوجبات الغذائية لذلك نجد بان الاعمار الصغيرة يتم معاملتها بشكل مختلف عن الهجن الكبيرة، وهذا الاسلوب هو المعتمد عند الجميع خصوصا العزب الكبيرة ذات الامكانيات العالية .العناية الغذائيةوخلال هذه الفترة تعتبر العناية الغذائية من أهم المحاور التي يحرض عليها المضمرين، حيث يتم البدء في اعطاء الهجن وجبات غذائية بمقاييس معينة، حيث يغلب على هذه الفترة إعطاء وجبات بكميات مناسبة دون الدخول بشكل مباشر في التخفيف عليها، حيث يكون حجم هذه الوجبات ومقياسها خاضع للتقليل بشكل تدريجي ، وتماشيا مع ما تحتاجه المطية حسب العمر دون الوصول إلى مستوى وقت السباقات الكبيرة، أما على مستوى مياه الشرب فخلال هذه الفترة ونظرا لحاجة الهجن لكميات كبيرة من المياه نظرا لارتفاع الحرارة فإنه يتم إعطاء كل مطية كفايتها من مياه الشرب مع خفضها بليلة المفحام او السباق ومن ثم فتح المجال لها بعد السباق لشرب الماء بشكل كافي .الفحص البيطريويعتبر الفحص البيطري خلال هذه الفترة من أهم الأمور التي يتم الحرص عليها بشكل دائم، حيث يرافق الفحص البيطري الدوري الهجن بشكل مستمر طوال الموسم، مع ضرورة وجود ملف خاص لكل مطية عن حالتها الصحية ومستويات الدم والعضلات والحديد وغيرها من الامور المتعلقة بصحة المطية، حيث يتيح الفحص البيطري المجال للمضمرين للتعرف بشكل أدق على مستوى صحة المطية وما هي المكملات الغذائية التي تحتاجها وكمياتها التي يجب أن يتم إعطاؤها للمطية .الكي بالناروكثير منا شهد هجن السباق خصوصا الأعمار الكبيرة منها الحول والثنايا واليداع واللقايا تم وسمها بالنار او (الكي) حيث يعتبر (الكي) علاجا مهما للمطية، حيث تتعرض الهجن بالسباقات لبعض الأمراض التي لا يوجد لها علاج إلا الكي بالنار، وخلال هذه الفترة يقوم المضمرون بكي كل مطية تحتاج لمثل هذا العلاج حتى تكون على أتم الاستعداد لبدء الموسم .جهود وآمال كبيرةومن خلال هذه الإجراءات والجهود التي تبذل بشكل مستمر من قبل المضمرين وهي جهود يومية تبدأ من الصباح الباكر وتنتهي مع غروب الشمس، يبقى الطموح موجود لدى الجميع لتحقيق أفضل النتائج خلال الموسم، فرحلة البحث عن الفوز مضنية ومحفوفة بالكثير من المصاعب، حيث تعتبر مهنة التضمير واحدة من أصعب المهن وتحتاج إلى جهد وخبرة ومال ووقت، حيث يقضي المضمر معظم وقته بالعزبة هو ومن معه من كادر معاون معظمهم يقضون وقتهم في العزبة للعناية بالهجن وهدفهم الوحيد هو كسب الانتصار وتسجيل نتائج جيدة .وخلال بدء الموسم يتضاعف الجهد بشكل أكبر حيث يكون المضمرون وكادرهم المساعد بالعزبة في رحلة مستمرة بين الميادين داخل وخارج السلطنة، يشاركون بهجنهم في سباقات عديدة عابرين مسافات طويلة بحثا عن الإنجاز . والمتابع لمهنة التضمير يجدها بانها شاقة جدا وتحتاج إلى صبر وعزيمة وتحمل، فمهما كانت الاستعدادا والتجيهزات فكل شي وارد، فكثير من العزب تمر بضروف ربما تحرمها من المشاركة لعدة اشهر الامر الذي يعرض المضمر وجميع من معه الى كثير من المتاعب، الا ان الطموحات دائما تنظر بتفائل وايجابية والتوكل على الله هو اول ما يبدا به كل مضمر طريقة نحوا رحلة البحث عن الناموس والانتصار والفوز .