الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم النبيين ورحمة الله تعالى للعالمين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً .. بعون الله تعالى في رحاب شهر رمضان المبارك مع سورة من القرآن الكريم نعيش حولها من خلال موقع المصحف الإلكتروني متدبرين مقاصدها ومحاورها لنسعد في الدارين والله تعالى الموفق والهادي إلى سواء السبيل.سُميت بهذا الاسم لاحتوائها على أحوال الملك، سواء كان الكون أم الإنسان ، وأن ذلك ملك الله تعالى، وسماها النبي سورة (تبارك الذي بيده الملك)، وسُميت أيضا تبارك الملك، وسُميت سورة الملك، وأخرج الطبرانى عن ابن مسعود قال: كنا نسميها على عهد رسول الله المانعة وروى أن اسمها (المنجية)، وتسمى أيضا (الواقية) وذكر الرازى أن ابن عباس كان يسميها المجادلة لأنها تجادل عن قارئها عند سؤال الملكين .وهي مكية، من المفصل، آياتها (30)، ترتيبها السابعة والستون، نزلت بعد الطور، بدأت باحد أساليب الثناء (تبارك) أول سورة في الجزء التاسع والعشرون.فضل السورة: 1) عن مالك بن شهاب عن حميد بن عبد الرحمن بن عوف أنه أخبره أن (قل هو الله أحد) تعدل ثلث القرآن، وأن تبارك الذي بيده الملك تجادل عن صاحبها. 2) عن ابن عباس قال ضرب بعض أصحاب النبي خباءه على قبر، وهو لا يحسب أنه قبر، فإذا فيه إنسان يقرأ سورة تبارك الذي بيده الملك حتى ختمها فأتى النبي فقال: يا رسول الله إنى ضربت خبائي على قبر، وأنا لا أحسب أنه قبر فإذا فيها إنسان يقرأ سورة تبارك (الملك) حتى ختمها فقال رسول الله هى المانعة هى المنجية تنجيه من عذاب القبر. وهي مكية تعالج موضوع العقيدة في أصولها الكبرى، وقد تناولت أهدافاً رئيسية ثلاثة وهي:(إثبات عظمة الله وقدرته على الإحياء والإماتة، وإقامة الأدلة والبراهين على وحدانية رب العالمين، ثم بيان عاقبة المكذبين الجاحدين بالبعث والنشور).ابتدأت بتوضيح الهدف الأول وهو أن الله بيده الملك وهو المهيمن المتصرف في الأكوان، قال تعالى:(تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) إلى قوله تعالى:(.. وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ).تحدثت عن خلق السماوات السبع والنجوم التي تزينها، قال تعالى:(الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقاً) إلى قوله تعالى:(.. وَأَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابَ السَّعِيرِ).تحدثت عن المجرمين بإسهاب وحالهم في جهنم، وقارنتهم بالمؤمنين على سبيل الترغيب والترهيب محذرة إياهم من غضب الله، قال تعالى:(وَلِلَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ) إلى قوله تعالى:(.. فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِن رِّزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ). أنذرت وحذرت المكذبين لرسول الله بحلول العذاب عليهم ودعت للتأمل في حالة الطير أثناء التحليق وقدرته تعالى في خلقها ،كما تعقد مقارنة بين التائه في الضلال والسائر على صراط مستقيم، قال تعالى:(أَأَمِنتُم مَّن فِي السَّمَاء أَن يَخْسِفَ بِكُمُ الأَرْضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ) إلى قوله تعالى:(أَفَمَن يَمْشِي مُكِبّاً عَلَى وَجْهِهِ أَهْدَى أَمَّن يَمْشِي سَوِيّاً عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ).بينت نعم الله تعالى على العباد في خلق السمع والبصر والفؤاد، وفي تيسير السكنى في أرجاء الأرض مما يستحق شكره تعالى على نعمه العظيمة هذه وبعد هذا يعاند المعاندون وينكرون البعث والنشور، من قوله تعالى:(قُلْ هُوَ الَّذِي أَنشَأَكُمْ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلاً مَّا تَشْكُرُونَ) إلى قوله تعالى:(قُلْ إِنَّمَا الْعِلْمُ عِندَ اللَّهِ وَإِنَّمَا أَنَا نَذِيرٌ مُّبِينٌ).بينت حال الكافرين وفزعهم وتغير وجوههم عند رؤيتهم للعذاب، وختمت السورة ببيان انفراده تعالى بالنعم وخصوصا الماء فإن جعله غائرا فلا أحد سواه يقدر على الإتيان بماء يشرب الناس منه ويستخدمونه لمنافعهم من قوله تعالى:(فَلَمَّا رَأَوْهُ زُلْفَةً سِيئَتْ وُجُوهُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَقِيلَ هَذَا الَّذِي كُنتُم بِهِ تَدَّعُونَ) إلى قوله تعالى:(قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ مَاؤُكُمْ غَوْراً فَمَن يَأْتِيكُم بِمَاء مَّعِينٍ) .. والله أعلم.اعداد ـ ام يوسف