فرنسا والمانيا يدعوان لتعزيز الوحدة الاوروبية
برلين ـ لندن ـ وكالات:
اعلنت الحكومة البريطانية الاثنين انشاء دائرة خاصة ستبدأ العمل على مسالة الخروج من الاتحاد الاوروبي مؤكدة ان تنظيم استفتاء حول الاستقلال "هو اخر شيء تحتاجه" اسكتلندا. ومن جانب اخر ندد رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون الذي يلزم الصمت منذ اعلان استقالته غداة الاستفتاء، بالحوادث المناهضة للاجانب التي حصلت منذ فوز مؤيدي الخروج من الاتحاد الاوروبي بنتيجة استفتاء الخميس كما اعلن متحدث حكومي. وعقدن الدول القيادية بالاتحاد الأوروبي ألمانيا وفرنسا وإيطاليا امس الاثنين مباحثات أزمة مع رئيس الاتحاد الأوروبي دونالد توسك في كل من باريس وبرلين لبحث خروج بريطانيا من الاتحاد، وذلك قبل قمة قادة الاتحاد التي سوف تستغرق يومين. ومن المقرر أن يلتقي توسك بالرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند في باريس، وهناك ضغط من داخل أوروبا من أجل تفعيل بريطانيا للمادة 50 من معاهدة لشبونة، والتي تعني بداية مرحلة تستمر لعامين للتفاوض على مغادرة بريطانيا للتكتل. وكان رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون صرح الجمعة الماضية، لدى إعلانه استقالته، بأنه سيترك قرار المضي في تفعيل المادة 50 لخلفه، الذي استبعد أن يتم اختياره قبل مؤتمر حزب المحافظين في أكتوبر المقبل. وكان وزير الخارجية الفرنسي جان مارك أيرولت قال مطلع الأسبوع إنه يتعين البدء في إجراءات الخروج البريطاني خلال الأيام القادمة، إلا أن المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بدت لاحقا كابحة لجماح الضغوط بالقول إنه لا مبرر للتعجل في إجراءات الخروج. وتجدر الإشارة إلى أن هناك توترات داخل التحالف الحاكم في ألمانيا حول كيفية التعامل مع إجراءات الخروج البريطاني. ودعا وزيرا خارجية المانيا وفرنسا فرانك فالتر شتاينماير وجان مارك آيرولت في وثيقة مشتركة نشرت الاثنين في برلين الى تعزيز التكامل "السياسي" في اوروبا ردا على خروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبي.
وقال شتاينماير وآيرولت في الوثيقة التي نشرت على موقع وزارة الخارجية الالمانية باللغة الالمانية "سنحقق تقدما جديدا باتجاه وحدة سياسية في اوروبا وندعو الدول الاوروبية الاخرى الى الانضمام الينا في هذه العملية".
واضاف الوزيران ان "المانيا وفرنسا مسؤولتان عن تعزيز التضامن والوحدة في الاتحاد الاوروبي". لكنهما ابديا تقبلا لفكرة اتحاد بصيغ مختلفة وشددا في الوثيقة "علينا الاقرار بان هناك درجات متفاوتة من الطموح نحو اندماج اكبر بين الدول الاعضاء". وعرض الوزيران تعاونا اكبر في ثلاث مجالات اساسية هي الامن على الصعيدين الداخلي والخارجي وازمة الهجرة واللاجئين والتعاون المالي والاقتصادي. واعلن متحدث باسم المستشارة الالمانية انغيلا ميركل انها اطلعت على الوثيقة وانها تعتبرها جزء من المساهمات المتعددة التي سترسم الاطار المستقبلي للاتحاد الاوروبي.
وكتب ايرولت وشتاينماير في الوثيقة التي صدرت باللغتين الفرنسية والالمانية انه وبعد استفتاء الخميس فان "الجواب الصحيح ليس الدعوة +لاوروبا اكبر+ ولا الى مرحلة تفكير". لكنهما شددا على ان "المانيا وفرنسا على قناعة راسخة بان الاتحاد الاوروبي صيغة فريدة تاريخيا واطار عمل لا غنى عنه من اجل ضمان الحرية والازدهار والامن في اوروبا ولاقامة علاقات سلام بين شعوبه ومن اجل احلال السلام والاستقرار في العالم". وكتبا في الوثيقة "بلدانا يواجهان مصيرا مشتركا ولديهما قيم متشابهة. وهما معا اساس لاتحاد اكثر تقاربا بين شعبينا". على صعيد اخر تراجع الجنيه الاسترليني الاثنين الى ادنى مستوى له منذ عامين ازاء اليورو، وذلك على خلفية الغموض والشكوك السائدة على الصعيدين السياسي والاقتصادي بعد تصويت البريطانيين على الخروج من الاتحاد الاوروبي. ويكون الجنيه بذلك خسر اكثر من 9% من قيمته ازاء اليورو منذ اعلان فوز معسكر مؤيدي الخروج في استفتاء الخميس. كما تراجع الجنيه الاثنين الى ادنى مستوى له مقابل الدولار منذ نحو 31 عاما. وقال مايكل هيوسن المحلل لدى "سي ام سي ماركتس" ان "الجنيه لا يزال تحت الضغوط وتراجع معدل عائدات السندات البريطانية المستحقة على عشر سنوات الى ما دون 1% للمرة الاولى مما يظهر ان السوق تاخذ في الاعتبار امكان اتخاذ المصرف المركزي البريطاني اجراءات كبيرة من اجل تليين السياسة النقدية في الاسابيع والاشهر المقبلة". وسيؤدي تخفيض المصرف المركزي البريطاني معدلات الفائدة الى تراجع عائدات الجنيه وجاذبيته. كما ان اي عمليات جديدة لاعادة شراء اصول، ان كان من شانها تحفيز النشاط الاقتصادي من خلال ضخ سيولة في النظام المالي البريطاني، فسيكون من اثارها الجانبية تراجع سعر صرف العملة البريطانية. وقرر البريطانيون في استفتاء الخميس الخروج من الاتحاد الاوروبي مما شكل صدمة للاسواق المالية.