إعداد ـ محمد عبد الظاهر عبيدو:

من صفات المتقين التي سنذكرها اليوم العفو والصفح والتسامح .. فما معنى العفو
التعريف بصفتي العفو والصفح، العفو: التجاوز وترك الانتقام. والصفح: ترك التأنيب والعتاب، قال البيضاوي: العفو ترك عقوبة المذنب، والصفح: ترك لومه، وقيل: إن العفو مأخوذ من عفت الريح الأثر إذا درسته، فكأن العافي عن الذنب يمحوه بصفحه عنه.
* مكانة العفو والصفح في الإسلام
للعفو مكانة عظيمة لا يصل إليها إلا من جرّد نفسه لله، وجاهد نفسه، وكظم غيظه.
العفو والصفح أمر ربّاني، قال تعالى:(خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين)(الأعراف)وقال تعالى:(فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ إِنَّ اللَّهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)(البقرة)، وقال تعالى:(فاعف عنهم واصفح إن الله يحب المحسنين)(المائدة ـ 9) ، وقال تعالى:(فاصفح الصفح الجميل)(الحجر).
قال أحد العلماء: ذكر الله تعالى في كتابه الصّبر الجميل والصّفح الجميل والهجر الجميل. الصّبر الجميل هو الّذي لا شكوى فيه ولا معه، والصّفح الجميل هو الّذي لا عتاب معه، والهجر الجميل هو الّذي لا أذى معه.
العفو أمر نبوي: فعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ (صلى الله عليه وسلم) قَالَ: (تَعَافَوُا الْحُدُودَ فِيمَا بَيْنَكُمْ فَمَا بَلَغَنِي مِنْ حَدٍّ فَقَدْ وَجَبَ) أي: تجاوزوا عنها ولا ترفعوها إلي ـ أخرجه النسائي وأبو داود والحاكم والدار قطني والبيهقي.
وأخرج الإمام أحمد عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ قَالَ:(لَقِيتُ رَسُولَ اللَّهِ (صلى الله عليه وسلم) فَقَالَ لِي: يَا عُقْبَة بْنَ عَامِرٍ صِلْ مَنْ قَطَعَكَ، وَأَعْطِ مَنْ حَرَمَكَ، وَاعْفُ عَمَّنْ ظَلَمَكَ.
وأخرج الترمذي عَنْ أَبِي الأَحْوَصِ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ الرَّجُلُ أَمُرُّ بِهِ فَلاَ يَقْرِينِي وَلاَ يُضَيِّفُنِي، فَيَمُرُّ بِي، أَفَأَجْزِيهِ؟ قَالَ:لاَ، أَقْرِهِ) أي: أكرمه وأحسن ضيافته ولا تقابله بمثل فعله.
العفْوُ من صفات الله عز وجل، والعفوّ من أسمائه الحسنى، ومعناه: الذي يمحو السيئات، ويتجاوز عن المعاصي، ويصفح عمن تاب وأناب، قال تعالى:(إن الله كان غفورا رحيما)(النساء)، وقال:(وهو الذي يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات ويعلم ما تفعلون) (الشورى).
وقد أخبر النبي (صلى الله عليه وسلم) أن الله تعالى عفوّ كريم يحبّ من عباده أن يعفو بعضهم عن بعض، وأن يتجاوز بعضهم على بعض؛ فعَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ؛ أَرَأَيْتَ إِنْ عَلِمْتُ أَيُّ لَيْلَةٍ لَيْلَة القَدْرِ، مَا أَقُولُ فِيهَا؟ قَالَ: (قولي: اللهمّ إنّك عفوّ تحبّ العفوَ فاعف عنّي)
الله تبارك وتعالى هو العفوّ الذي له العفو الشامل، الذي وسع عفوه الورى، ووسع ما يصدر عن عباده من الذنوب، لا سيما إذا أتوا بما يوجب العفو عنهم من الاستغفار والتوبة والإيمان والأعمال الصالحة، وهو سبحانه العفوّ الغفور، الذي لم يزل ولا يزال بالعفو معروفاً، وبالغفران والصفح عن عباده موصوفاً، وكل أحد مضطرّ إلى عفوه ومغفرته، كما هو مضطر إلى رحمته وكرمه، والله عزَّ وجلَّ عفوّ كريم يحب العفو، ويحب من عباده أن يسعوا في فعل الأسباب التي ينالون بها عفوه، من السعي في مرضاته، والإحسان إلى خلقه.
ومن كمال عفوه سبحانه أنه مهما أسرف العبد على نفسه، ثم تاب إليه ورجع، غفر له جميع جُرمه وخطيئته،(قل يا عبادي الذين أسرفوا علي أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا) كما قال سبحانه:(إنه هو الغفور الرحيم)(الزمر)،
وعن أَنَس بْن مَالِكٍ ـ رضي الله عنه ـ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ (صلى الله عليه وسلم) يَقُولُ:(قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: يَا ابْنَ آدَمَ، إِنَّكَ مَا دَعَوْتَنِي وَرَجَوْتَنِي غَفَرْتُ لَكَ عَلَى مَا كَانَ فِيكَ وَلا أُبَالِي. يَا ابْنَ آدَمَ، لَوْ بَلَغَتْ ذُنُوبُكَ عَنَانَ السَّمَاءِ ثُمَّ استغرتني غَفَرْتُ لَكَ وَلا أُبَالِي. يَا ابْنَ آدَمَ، إِنَّكَ لَوْ أَتَيْتَنِي بِقُرَابِ الأَرْضِ خَطَايَا ثُمَّ لَقِيتَنِي لا تُشْرِكُ بِي شَيْئًا لأتَيْتُكَ بِقُرَابِهَا مَغْفِرَة وهو سبحانه الحليم، الذي لولا كمال عفوه، وسَعة حِلمه، ما ترك على ظهر الأرض من دابّة تدِبّ ولا نفس النحل تعيش)، قال سبحانه:(وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِظُلْمِهِمْ مَا تَرَكَ عَلَيْهَا مِنْ دَابَّةٍ وَلَكِنْ يُؤَخِّرُهُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى) وهو سبحانه العفو القدير، الذي لم يزل ولا يزال ينعم على جميع الخلق، ويعفو عن المذنبين والمجرمين، مع قدرته على عقابهم والانتقام منهم.
فسبحان المولى الكريم الذي يعفو عن زلات العباد، وذنوبهم العظيمة، ويُسدل عليهم ستره، ثم يعاملهم بعفوه التام، الصادر عن قدرته.
العفو خلق من أخلاق الأنبياء والمرسلين:
فهذا يوسف ـ عليه السلام ـ فَعَلَ إخوتُه فيه ما حكاه الله تعالى لنا في كتابه، فلمّا مكّن الله له، وجاءوا إليه يعتذرون هل انتقم منهم؟ هل عذبهم كما عذبوه؟ هل ضربهم كما ضربوه؟ هل أهانهم كما أهانوه؟ .. أبداً، بل قابلهم بالعفو والصفح، والمعروف والإحسان وقال لهم كما ذكر القرآن (لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم وهو أرحم الراحمين)(يوسف).
وهذا نبينا المصطفى (صلى الله عليه وسلم) قد بلغ القمة والدرجة العالية في العفو والصفح، كما هو شأنه في كل خلُقٍ من الأخلاق الكريمة، فكان عفوه يشمل الأعداء فضلاً عن الأصحاب.
كان (صلى الله عليه وسلم) أجمل الناس صفحاً وعفواً، يتلقى من قومه الأذى والعداء فيُعرض عن لوْمهم أو تعنيفهم أو مقابلتهم بمثل عملهم، ثم يعود إلى دعوتهم ونصحهم كأنما لم يلق شيئاً منهم، عن أَبي عَبْدِ اللَّهِ الجَدَلِيّ قال:(سَأَلْتُ عَائِشَةَ، عَنْ خُلُقِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ: لَمْ يَكُنْ فَاحِشًا وَلَا مُتَفَحِّشًا، وَلَا صَخَّابًا فِي الأَسْوَاقِ، وَلَا يَجْزِي بِالسَّيِّئَةِ السَّيِّئَةَ، وَلَكِنْ يَعْفُو وَيَصْفَحُ).
وفي صحيح مسلم عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: مَا ضَرَبَ رَسُولُ اللَّهِ (صلى الله عليه وسلم) شَيْئًا قَطُّ بِيَدِهِ، وَلاَ امْرَأَةً وَلاَ خَادِمًا، إِلاَّ أَنْ يُجَاهِدَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَمَا نِيلَ مِنْهُ شَيءٌ قَطُّ فَيَنْتَقِمَ مِنْ صَاحِبِهِ، إِلاَّ أَنْ يُنْتَهَكَ شَيءٌ مِنْ مَحَارِمِ اللَّهِ فَيَنْتَقِمَ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ.
وفي صحيح البخاري عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ قَالَ:(لَقِيتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ ـ رضي الله عنهما ـ قُلْتُ: أَخْبِرْنِي عَنْ صِفَةِ رَسُولِ اللَّهِ (صلى الله عليه وسلم) فِي التَّوْرَاةِ. قَالَ أَجَلْ، وَاللَّهِ إِنَّهُ لَمَوْصُوفٌ فِي التَّوْرَاةِ بِبَعْضِ صِفَتِهِ فِي الْقُرْآنِ (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا)، وَحِرْزًا لِلأُمِّيِّينَ، أَنْتَ عَبْدِي وَرَسُولِي، سَمَّيْتُكَ الْمُتَوَكِّلَ، لَيْسَ بِفَظٍّ وَلاَ غَلِيظٍ وَلاَ سَخَّابٍ فِي الأَسْوَاقِ، وَلاَ يَدْفَعُ بِالسَّيِّئَةِ السَّيِّئَةَ وَلَكِنْ يَعْفُو وَيَغْفِرُ، وَلَنْ يَقْبِضَهُ اللَّهُ حَتَّى يُقِيمَ بِهِ الْمِلَّةَ الْعَوْجَاءَ، بِأَنْ يَقُولُوا: لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ. وَيَفْتَحُ بِهَا أَعْيُنًا عُمْيًا، وَآذَانًا صُمًّا، وَقُلُوبًا غُلْفًا).
ومن أراد أن يتعرّف على صفة العفو في رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فلينظر في موقفه مع أهل مكة، الذين آذوْه وكذبوه وحاصروه وأخرَجوه من بلده مكة، حتى إنه (صلى الله عليه وسلم) وَقَفَ وهو ينظر إلى مكة فَقَالَ:(عَلِمْتُ أَنَّكِ خَيْرُ أَرْضِ اللَّهِ وَأَحَبُّ الأَرْضِ إِلَى اللَّهِ، وَلَوْلاَ أَنَّ أَهْلَكِ أَخْرَجُونِي مِنْكِ مَا خَرَجْتُ). لما أظهره الله عليهم، وتمكن من رقابهم في فتح مكة، لم يقابِل الشدّة بمثلها، ولا العنف بعنف مضاد، بل إنه عفا وأصفح، وقال قولته الشهيرة:(من دخلَ دارَ أبي سُفيان فهو آمِن، ومن أغلقَ عليه بابَه فهو آمِن، ومن ألقى السلاحَ فهو آمِن).
العفو من سمات الصالحين، ومن صفات المتقين:
أيها القراء: العفو من سمات الصالحين، ومن صفات المتقين الأطهار الصادقين،الذين شرفت نفوسهم وطهرت قلوبهم وعلت عند الله مراتبهم؛ قال سبحانه وتعالى في وصفهم وبيان جزائهم (وسارعوا إلي مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين، الذين ينفقون في السراء والضراء والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين)(آل عمران)، وقال سبحانه مبيناً السبل التي تؤدي إلى تقواه (وأن تعفو أقرب للتقوى) (البقرة)، فهؤلاء الصحابة الكرام ـ رضوان الله عليهم ـ الذين رباهم النبي (صلى الله عليه وسلم) وغرس خُلقَ العفوِ والتسامح في نفوسهم، وإن قوبلوا بالصدّ والإعراض والقطيعة؛ فكانوا مثالا يحتذى في العفو والصفح عمن أساء إليهم.
فهذا عمر ـ رضي الله عنه ـ يستهزئ به رجل ويتهمه بالبخل والظلم فيعفو عنه ويصفح؛ فقد أخرج البخاري في صحيحه عنه ابْن عَبَّاسٍ ـ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ـ أن عينية بْنَ حِصْنِ بْن حُذَيْفَةَ دَخَلَ عَلى عمر فقَالَ: هِيْ يَا ابْنَ الخَطَّابِ، فَوَاللَّهِ مَا تُعْطِينَا الجَزْلَ، وَلاَ تَحْكُمُ بَيْنَنَا بِالعَدْلِ. فَغَضِبَ عُمَرُ حَتَّى هَمَّ أَنْ يُوقِعَ بِهِ، فَقَالَ لَهُ الحُرُّ بْن قَيْسٍ: يَا أَمِيرَ المُؤْمِنِينَ، إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى قَالَ لِنَبِيِّهِ (صلى الله عليه وسلم):(خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين )(الاعراف) وَإِنَّ هَذَا مِنَ الجَاهِلِينَ، وَاللَّهِ مَا جَاوَزَهَا عُمَرُ حِينَ تَلاَهَا عَلَيْهِ، وَكَانَ وَقَّافًا عِنْدَ كِتَابِ اللَّهِ، وهذا أبو الدرداء ـ رضي الله عنه ـ يمر بجماعة تجمهروا على رجل يضربونه ويشتمونه، فقال لهم: ما الخبر؟ قالوا: وقع في ذنب كبير، قال: أرأيتم لو وقع في بئر، أفلم تكونوا تستخرجونه منه؟ قالوا: بلى. قال: فلا تسبوه ولا تضربوه، لكن عِظُوه وبصِّروه، واحمدوا الله الذي عافاكم من الوقوع في مثل ذنبه. قالوا: أفلا تبغضه؟ قال: إنما أبغِض فعله، فإذا تركه فهو أخي، فأخذ الرجل ينتحب ويعلن توبته وأوبته، ليكون في ميزان أبي الدرداء ـ رضي الله عنه ـ يوم يقف بين يدي الله (وليعفو وليصفحوا ألا تحبون أن يغفر الله لكم)(النور) .
وهذا أبو ذر ـ رضي الله عنه ـ يقول لغلامه يوماً:(لِمَ أرسلتَ الشاةَ على علف الفرس؟ قال: أردت أن أغِيظك. قال: لأجمعَنّ مع الغيظ أجرًا، أنت حرٌّ لوجه الله تعالى)، وهكذا كان أئمة السلف ـ رحمة الله عليهم أجمعين ـ متخلقين بهذا الخلق الكريم فهذا الربيع بن خثيم رحمه الله، شتمَه رجل، فقال له:(يا هذا، قد سمع الله كلامك، وإنّ دون الجنة عَقبَة، إن قطعْتُها لم يَضُرَّني ما تقول، وإن لم أقطعها فأنا شَرٌّ مما تقول).
وهذا الإمام البخاري يقول له بعض أصحابه: إنّ بعض الناس يقع فيك! لو قيلت هذه الكلمة لأحدنا ماذا سيقول؟ ربما يبادر ويقول مباشرةً: ماذا يقولون؟! ومتى؟! ومَن هم؟! أما الإمام البخاري رحمه الله تعالى لما قيلت له هذه الكلمة:(إن بعض الناس يقع فيك، قال:(إن كيد الشيطان كان ضعيفاً) (النساء)، وتلا أيضاً:(ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله) (فاطر).
وقيل لأحدِهم: إن فلاناً يقع فيك، ويقول فيك كذا وكذا، ويذكرُك بسوء!. فيقول: رجل صالح ابتلي فينا، فماذا نعمل؟! مَن تعدّى حدود الله فينا لم نتعدّ حدود الله فيه، العفو أفضل، لا ينفعك أن يُعذبَ أخوك المسلم بسببك، فتعفو وتصفح وتغفر فيغفر الله لك
أيها القراء الكرام عليكم بالعفو والصفح والتجاوز فإنه لا عافيةَ ولا راحة ولا سعادة إلا بسلامةِ القلب من وسَاوس الضغينة وغواشي الغِلّ ونيران العداوة وحسائِك الحقد، ومن أمسَك في قلبِه العداوة وتربَّص الفرصَةَ للنّقمَة وأضمَر الشّرَّ لمن أساء إليه تكدَّر عيشُه، واضطربت نفسُه، ووهنَ جسدُه، وأُكِل عِرضُه.
وصاحب العفو ينام على فراشه بالليل هادئاً مطمئناً، يرجو الثواب والأجر من الله، لأنه عفا ولم ينتقم. أما من انتصر لنفسه وانتقم لها فإنه يبيت مضطربا قلقا تراوده الهموم والهواجس؛ لعله قد تجاوز الحد واعتدى، فيقول يا ليتني عفوت وتجاوزت وما انتقمت .. وللحديث بقية.

إمام وخطيب جامع محمد الأمين