أبي اليوم القرنقشوه
تحتفل اليوم إن لم يكن جميعها فهي أغلبها الدول الخليجية بليلة الخامس عشر من رمضان والبعض الآخر قد احتفل منذ الأمس والتي تسمى بمسميات مختلفة منهم من أطلق عليها القرنقشوه كما هو الحال لدينا والبعض الآخر سماها القرقيعان وفي نهاية الأمر الهدف واحد ، ولم يخطر ببالي أن يأتي إلي ابني ذي الثمانية أعوام ليذكرني بالأمس بأن اليوم القرنقشوه ودار بيني وبينه هذا الحوار:
ابني : أبوي اليوم نريدك تجيب لنا كرتون بطاطس وكرتون مينو وكيسة حلاوة.
رديت عليه : ومن أجل ماذا كل هذه الأشياء يا ابني ليث هل لديك مناسبة؟.
ابني: ليش أنت ناسي أنه بكره نروح بيت جدتي عشان نخرج مع الاطفال للقرنقشوه.
رديت عليه: بالفعل كنت ناسي يا ليث زين كما ذكرتني.
ابني : أنا أخبرك مرة ثانية لا تنسى عشان نروح أنا واخواني ونحتفل مع الأطفال هناك أفضل القرنقشوه من هنا عند بيتنا.
رديت عليه: يا ولدي يقال بأن هذه المناسبة غير جيدة وحسب ما سمعنا وما يتداول على التلفونات وما يصلنا بأنها احتفالية غير مناسبة.
ابني : موه بعد غير مناسبة
رديت عليه : لا تناقش كثيرا بعدك صغير وما تعرف هذه الأمور
ابني: زين ما أتكلم بس لا تنسى تجيب البطاطس والمينو والحلاوة عشان نوزعها
وهنا لم أجد غير أن ألتزم الصمت على الرغم من تصنيف البعض لهذه الاحتفالية القديمة بأنها تعلم أولادنا التسول ويزعجون أهل الحي والحارة بهذه التصرفات ، منذ عشرات السنين وهنا أتذكر عندما كنا صغاراً كنا نقوم بهذه الاحتفالية في قريتنا وحينها لم تكن هناك كهرباء .. نطوف ونحن نحمل في يدنا القنديل (الصراج) وما نجده كان عبارة عن الفشار (الفراخ) مع الحلوى والبعض الآخر قد نخرج من عنده بعشر بيسات ، ونراها شيئا كبيرا وعلى مر تلك السنين وهأنا أقترب من عامي الخامس والأربعين وخرج البعض الآن وقال بأنها تعلم أولادنا التسول ، سبحان الله حتى بهجة الأطفال وفرحتهم تحولت إلى التسول ، هناك أنواع للتسول ومنها ما هو ظاهر ومنها ما هو مخفي إذا أردتم أن تعرفوا التسول ، نعم هناك من يبالغ في احتفالية القرنقشوه ولكن في النهاية الهدف منها رسم الفرحة والبهجة في نفسية الطفولة ، أفرح يا أبني بالقرنقشوه وإذا وصلنا إلى مرحلة التسول سوف أبلغ عنك فريق مكافحة التسول ليقبضوا عليك متلبساً في القرنقشوه.

يونس المعشري