(الحلقة العاشرة)
.. وزكاة الفطر واجبة وتُسمى بهذه التسمية لأنها مُرتبطة بعيد الفطر وتُسمى بزكاة الخِلقة لأنها تجب على كل مخلوق ذكراً كان أو أنثى صغيراً كان أو كبيرا حراً كان أو عبداً وتُسمى بزكاة الروس لأنها تجب على كل راس والمطالب بإخراج هذه الزكاة هو المسلم البالغ العاقل الذي موجود عنده قوت يكفيه يوم وليلة العيد يخرجها الإنسان عن نفسه ومن يعول من زوجة وأولاد وخادم.
والدليل عليها من القرىن والسنة قال تعالى:(قد أفلح من تزكى) قال المفسرون: المقصود هى زكاة الفطر.
وقال بن عباس ـ رضى الله عنه: فرض رسول الله (صلى الله عليه وسلم) زكاة الفطر طهرة للصائم من اللغو والرفث وطعمة للمساكين فمن أدها قبل الصلاة فهى زكاة مقبولة ومن أدها بعد الصلاة فهى صدقة مثل سائر الصدقات.
ووقت إخراجها من أول الشهر أو وسطه أو آخره والمستحب أن تكون قبل يوم العيد بيوم أو يومين حتى تحقق المقصود منها وهو قول الرسول (صلى الله عليه وسلم) عن الفقراء أغنوهم في هذا اليوم عن السؤال.
والزكاة الأئمة الثلاثة الإمام أحمد ومالك والشافعي قالوا تُخرج الزكاة ما تُخرجه الأرض من قمح أو شعير أو ذرة أو تمر والإمام أبو حنيفة هو الذي أجاز إخراج القيمة فتجزأ الكلية عند الإمام أبو حنيفة عن ثلاثة أفراد والشافعي عن أربعة والمالكية والحنابلة عن ستة أفراد والأصل أن تخرج الزكاة في بلد المزكى فإن كان له فقراء في بلدة أخرى جاز له أعطائهم منها ويعطها الإنسان لواحد أو أكثر ويجوز أن يعطى واحد أكثر من واحد تغليباً للمصلحة.
والحكمة من إخراج هذه الزكاة أنها تجبر النقص الذي يحدث في الصيام إذا حدث للمسلم ما يشوه صيامه وينقصه من أجره كما أن سجود السهو يجبر النقص الذي يحدث في الصلاة وطعمة للمساكين وقال الشيخ الشعراوي رحمه الله أنها تؤمن حياة القوى قبل الضعيف لأن القوى يعطى الضعيف ربما ينقلب الحال فيصبح القوى ضعيفاً والضعيف قوى فيكون مجتمع متعاون .. والله تعالى أعلم.

حامد مرسي
إمام مسجد بني تميم بعبري