الماء شريان الحياة وغذاؤها الأساس الذي تقوم عليه كل نفس حية، قد أبدع الله في خلقه وصنعه فجعله بلا لون ولا طعم ولا رائحة، وقد ذكر الله تعالى الماء في القرآن الكريم في مواضع كثيرة، فذكره الله بأنه لإحياء الأرض الميتة فقال تعالى:(وأنزلنا من السماء ماء طهوراً، لنحيي به بلدة ميتا ونسقيه مما خلقنا أنعامًا وأناسي كثيراً، ولقد صرفناه بينهم ليذكروا فأبى أكثر الناس إلا كفوراً) (الفرقان: 48)، كما ذكر الله تعالى أوصفًا عديدة لماء السماء فذكر أنه ماء طهور وأنه ماء مبارك (ونزلنا من السماء ماءً مباركًا) (يس ـ 9)، وذكر أنه ماء فرات (وأسقيناكم ماءً فراتاً) وأنه ماء ثجاج، كم عدد الله تعالى استخدام الماء فجعل منه لشرب الكائنات الحية ولإحياء الأرض المية، كما جعله للوضوء والغسل:(يا أيها الذين ءامنوا إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى المرافق وامسحوا برءوسكم وأرجلكم إلى الكعبين وإن كنتم جنبًا فاطهروا) (المائدة ـ 6)، كما جعله الله جزاء لأهل الجنة:(مثل الجنة التي وعد المتقون فيها أنهارٌ من ماء غير ءاسن) (محمد ـ 15)، ومع توفر وكثرته فإن الله قادر على أخذه ومنعه فيجب على المحافظة على هذه النعمة وشكرها وحسن الانتفاع بها قال تعالى:(وأنزلنا من السماء ماء بقدر فأسكناه في الارض وإنا على ذهاب به لقادرون) (المؤمنون ـ 18).

يحيى بن أحمد بني عرابة