من خلال إعداد خطة استراتيجية
ـ مدير عام كليات العلوم التطبيقية :إتاحة الفرصة لكافة الطلاب للمشاركة في فعاليات تطوعية وملتقيات اجتماعية داخل السلطنة وخارجها
ـ المديرة العامة المساعدة للبرامج وضمان الجودة : ازدياد دافعية الطلبة للمشاركة في الأنشطة التي تساهم في خدمة المجتمع
حوار ـ محمد السعيدي :
تحرص وزارة التعليم العالي على ترسيخ ثقافة العمل التطوعي بين الطلبة والمجتمع وذلك في مؤسسات التعليم العالي من خلال استراتيجيات تهدف إلى تحسين العلاقة بين الطلبة والمجتمع "الوطن " التقت بالدكتور عبدالله بن علي الشبلي مدير عام كليات العلوم التطبيقية وعطية بنت سعيد المعمرية المديرة العامة المساعدة للبرامج وضمان الجودة بالمديرية العامة للجامعات والكليات الخاصة بوزارة التعليم العالي حيث تحدثا عن الخطة الاستراتيجية لوزارة التعليم العالي فيما يتعلق بنشر ثقافة العمل التطوعي بين طلبة الجامعات والكليات في السلطنة يقول الدكتور عبدالله بن علي الشبلي مدير عام كليات العلوم التطبيقية: تضمنت الخطة الاستراتيجية لكليات العلوم التطبيقية هدفا رئيسيا (تحسين العلاقة مع قطاعي المجتمع والصناعة) واشتمل على عدة أهداف فرعية في العمل التطوعي منها : تحسين العلاقة مع المجتمع وبدوره يحتوي على عدة استراتيجيات منها: البدء ببرامج تعاون مع المنظمات غير الحكومية،وطرح برامج صيفية تتوافق مع احتياجات المجتمع المحلي ، وإنشاء مكتب التنسيق الثقافي ، وتوفير مرافق وتسهيلات يستخدمها المجتمع المحلي بالإضافة إلى تحسين علاقة الشراكة مع مؤسسات التعليم العالي الأخرى ومن استراتيجياته تشجيع تنظيم أنشطة مشتركة بالكليات.
كما أن هناك خطة إجرائية من خلال أنشطة وبرامج وفعاليات مراكز الخدمات الطلابية بالكليات وديوان عام الوزارة في نشر ثقافة العمل التطوعي من خلال الندوات والمحاضرات والعروض المسرحية والمسابقات والعروض المرئية التي تلامس هذا الجانب الهام في حياة الطالب الجامعي.
وعند الحديث عن مؤسسات التعليم العالي الخاصة بالسلطنة تقول عطية بنت سعيد المعمرية المديرة العامة المساعدة للبرامج وضمان الجودة بالمديرية العامة للجامعات والكليات الخاصة : إن ثقافة العمل التطوعي واحدة من أهم المواضيع التي ترتبط بثقافة الامم وتطورها فهي مطلب أساسي للمجتمعات تحمل أبعاداً سياسية واقتصادية واجتماعية وأخلاقية ، وهي من الأعمال التي يؤديها الفرد دون مقابل ، إذ أنه يستخدم ما يملكه من مهارات وقدرات ومعارف من أجل أن تعود بالنفع على مجتمعه وأمته للارتقاء بها في جوانب مختلفة ؛ لذلك أولت الوزارة اهتماماً كبيراً بطلبة مؤسسات التعليم العالي وسعت إلى خلق البيئات المناسبة للاستفادة من قدراتهم ومواهبهم ومهاراتهم وإمكانياتهم بما يعود بالنفع عليهم وعلى مؤسساتهم التعليمية وعلى المجتمع على حد سواء ، ومن الدعائم الأساسية في هذا الجانب صدور الدليل التنظيمي للمجالس الاستشارية الطلابية بمؤسسات التعليم العالي الصادر بالقرار الوزاري (71/2014) بتاريخ 15 أكتوبر 2014م ، حيث تعد تلك المجالس اللبنة الأساسية للاستفادة من الطلبة واستثمار طاقاتهم الإيجابية ، ومما لا شك فيه أن العمل التطوعي وخدمة المجتمع هي إحدى الأهداف والمكونات التي يسعى المجلس من خلالها للمشاركة الفاعلة ، ويقوم المجلس بالتعاون مع المختصين بمؤسساتهم بإعداد الخطط الفصلية الشاملة والتي تضم العديد من الفعاليات والأنشطة التي تحقق الكثير من الأهداف ومن ضمنها برامج العمل التطوعي وخدمة المجتمع .
وقالت إن الدور الذي تقوم به الوزارة ممثلة بالمديرية في هذا الشأن هو توجيه تلك المؤسسات وحثها على إتاحة الفرصة للطلبة للمشاركة في إعداد تلك الخطط التي تطلق لأفكارهم العنان وتسخر قدراتهم لخدمة المجتمع ، ويتم عقد لقاءات مع المختصين بالمجالس الاستشارية الطلابية من أجل الوقوف على التحديات والصعوبات التي تواجههم بهدف إيجاد الحلول المناسبة بغية تذليل كافة الصعوبات والتحديات تحقيقاً للآمال العريضة والطموحة التي أنشئت من أجلها تلك المجالس.
وقال الدكتور عبدالله الشبلي : تعمل كليات العلوم التطبيقية على ترسيخ قيم ثقافة العمل الاجتماعي التطوعي من خلال استضافة أصحاب التجارب الرائدة في العمل التطوعي والتي تمخضت من فلسفة الرغبة الطلابية في بث روح العمل التطوعي والخدمة التطوعية وذلك من خلال الاشتغال على مشاريع تنموية تحييها عشائر الجوالة والجوالات في كليات العلوم التطبيقية وهذا أبرز بند للاختصاصات الوظيفية التي تندرج تحت مظلة النشاط الاجتماعي والكشفي بالكليات.
ومن خلال احتفالات الكليات بيوم الأخوة الكشفي السنوي تبرز لنا جميع الأعمال التطوعية التي شارك فيها الجوالون والجوالات وكذلك جماعات العمل الاجتماعي وصوت التميز وهندسة الذات كجماعات طلابية في الكليات ، بالإضافة إلى تضمين هذا المسوغ النابع من الذات لدى المتطوعين كثقافة وفكر داخل أروقة الملتقيات الطلابية وذلك من خلال السمة الحاضرة في معظم الفعاليات والمسابقات والملتقيات الطلابية التي تقام في الكليات سنويا وأوجه المشاركة لقيمة العمل التطوعي تتمثل في : إقامة الحلقات النقاشية على مستوى طلبة مؤسسات التعليم العالي ، ومسابقة الأفلام القصيرة ، والملصق الفنى ، ومسابقة البحوث والمقالات وشعار الملتقى.
وتضيف عطية المعمرية : تقوم مؤسسات التعليم العالي الخاصة بأدوار مختلفة في هذا الجانب سواء بشكل مباشر أو غير مباشر ، حيث تضم بعض المقررات الدراسية مواضيع تثقيفية وتعريفية بأهمية العمل التطوعي كما تنظم بعض المؤسسات محاضرات عامة من قبل المتخصصين في هذا الجانب ، ومن جهة أخرى توفر المؤسسات البيئة المناسبة لمشاركة الطلبة في أعمال تطوعية ترفع من مستوى وعي الطلبة وتحببهم في مثل تلك الأعمال.
وعن الاستفادة من الإمكانيات وطاقات الشباب وتوجيهها للعمل التطوعي في مؤسسات التعليم العالي أكد الدكتور عبدالله الشبلي بأن كليات العلوم التطبيقية تتيح لكافة طلابها المشاركة في فعاليات تطوعية وملتقيات اجتماعية داخل السلطنة وخارجها من خلال مشاركة التجارب الرائدة في المجال التطوعي والتي تنبثق من المؤسسة التي ترعى جانب الفعاليات والبرامج التي تحمل السمة التطوعية الاجتماعية.
كما أكدت عطية المعمرية على جهود مؤسسات التعليم العالي الخاصة من خلال دوائرها وأقسامها المختلفة على وضع الخطط السنوية التي تهدف إلى إثراء الجوانب اللاصفية بالأنشطة والفعاليات التي تهدف في مجملها إلى خدمة الطلبة والمجتمع المحلي ، وتتنوع تلك الأنشطة ما بين أنشطة ترتبط بالمناهج الدراسية وأخرى ترتبط بالأعمال التطوعية، وتقوم الوزارة بدورها بالاطلاع على خطط تلك المؤسسات للوقوف على الجهود التي تبذلها وحثها على المضي قدماً نحو تشجيع الطلبة لتفعيل الأنشطة الطلابية وحثهم على القيام بدور بارز في خدمة المجتمع وتشجيع الطلبة على القيام بالأعمال التطوعية التي تنعكس إيجاباً على الفرد والمجتمع ككل.
أما عن البرامج والأنشطة والفعاليات المحفزة للمشاركة في العمل التطوعي في مختلف مؤسسات التعليم العالي قال الدكتور عبدالله الشبلي : تنظم كليات العلوم التطبيقية ممثلة بمركز الخدمات الطلابية بالمديرية ومراكز الخدمات الطلابية بالكليات العديد من الأنشطة والفعاليات التي تعنى بالجانب الخدمي ونرى ذلك جليا من خلال أنشطة الجماعات الطلابية التي تقام داخل وخارج الكليات كإقامة الحلقات التطوعية في المدارس في المجالات التي تختص بها تلك الجماعات إضافة إلى معسكرات العمل وخدمة المجتمع التي تقوم بها عشائر الجوالة والجوالات على سبيل المثال لا الحصر ، كما نظم الملتقى الطلابي الخامس العشر في الكليات بعنوان الشباب والعمل التطوعي سعيا من الوزارة لتعزيز هذا الجانب في طلابها ، كما أن الكليات وكادرها الأكاديمي يعدون الحلقات والدورات التدريبية لمؤسسات المجتمع المختلفة فضلا عن إتاحة التجهيزات المكانية والفنية لتلك المؤسسات على اعتبار أن خدمة المجتمع ضمن أهم المحاور التي تعمل عليها تلك الكليات باعتبارها مؤسسات تعليم عالي.
واشارت عطية المعمرية إلى نشاط مؤسسات التعليم العالي الخاصة وفقاً للأهداف الطموحة التي تسعى من خلالها لخدمة المجتمع بتحديد البرامج والأنشطة المحفزة التي تدفع الطلبة للمشاركة الفاعلة في الأعمال التطوعية ، وقالت : تلاحظ لدينا خلال الفترة الماضية ازدياد دافعية الطلبة للمشاركة في الأنشطة الداخلية للمؤسسات وتلك التي يراد منها خدمة المجتمع ، بل أن هناك العديد من الأفكار التي يقوم بها الطلبة كأعمال تطوعية لخدمة البيئة المحلية ، ولم يتأت هذا التنامي وذلك الإقبال على المشاركة الفاعلة في الأعمال التطوعية إلا بوجود برامج وأفكار تحفز الطلبة على بذل قصارى جهدهم في الاستفادة من خبراتهم وقدراتهم ومعارفهم وأفكارهم في خدمة مجتمعاتهم والعمل على تنميتها والرقي بها.
وعن وعي وثقافة الطلبة في هذه المؤسسات التعليم العالي بالعمل التطوعي أكد الدكتور عبداللة الشبلي ليس بغريب على المجتمع العماني العمل التطوعي فهذه من سمات الطبيعة العمانية التي تربى عليها ومن هذا المنطلق نجد الطلبة مؤهلين للأعمال التطوعية وانعكاساتها واضحة في الملتقيات الاجتماعية داخل السلطنة وخارجها.
بينما تقول عطية المعمرية: على الرغم من أن العمل التطوعي في مجتمعنا يحتاج إلى ابراز اهميته إلا أن هناك وعي متنامي لدى طلبة مؤسسات التعليم العالي الخاصة بأهمية العمل التطوعي ودوره في خدمة المجتمعات، وأصبح الطلبة يبادرون في تقديم المقترحات لمؤسساتهم التي تهدف إلى تطوير العمل التطوعي أو إنشاء جماعات طلابية تهتم بجانب من جوانب العمل التطوعي.أما فيما يتعلق برصد الحراك التطوعي في مؤسسات التعليم العالي الخاصة فإن الوزارة تقوم بتنفيذ زيارات إلى هذه المؤسسات تتضمن الاطلاع على اختصاصات الأقسام والأنشطة والفعاليات التي تنظمها هذه المؤسسات ومن ضمنها الأعمال التطوعية وخدمة المجتمع.