القاهرة ـ من إيهاب حمدي:
في هذا الجزء الأخير من سلسلة أفلام" Hunger games " او "مباريات الجوع " يسدل الستار عن سلسلة لاقت نجاحاً كبيراً خلال ثلاث سنوات، رفعت بطلتها الممثلة جينفر لورانس والتي تلعب دور اتنيس أيفردين الى اعلى درجات النجومية، محققة اعلى الإيرادات في شبابيك التذاكر الاميركية.
لكننا في هذا الجزء الأخير لن نرى شبابا وفتيات يتصارعون من أجل البقاء في إطار مسابقة من مسابقات برامج تليفزيون الواقع يشاهدها الملايين ويشرف عليها الرئيس سنو بنفسه رئيس مملكة القهر التي تعيش فيها أيفردين.
اننا بصدد ملحمة انتقام وطريق شاق طويل ستقطعها البطلة أيفردين ابنة المقاطعة (12) مع مجموعة من المتمردين للقضاء على رأس الفساد الحاكم الديكتاتور زعيم مدينة الكابيتول سنو والذي يجسده الممثل " دونالد سذرلاند".
لذا فإن عناصر التشويق والاثارة في هذا الجزء تبدو متواضعة مقارنة بالاجزاء السابقة فمنذ بداية الفيلم نعرف نحن كمشاهدين مسعى البطلة وهدفها ونعرف انها ستلاقى حتما صعابا لكننا في قرارة نفسنا متأكدون انها ستستطيع بالنهاية التخلص من الرئيس سنو
هذا بالطبع لمن لم يقرأ السلسة كاملة اما من قرئها فيعرف تفاصيل اكثر عن الفيلم قبل مشاهدته وبالتالي فإن عنصر الاثارة والترقب لديه يكاد يكون متلاشيا.
وربما عوض المخرج هذا النقص بتقديم وجبة دسمة جداً من التفجيرات والمطاردات الشبيهة بألعاب الفيديو، فأحياناً كثيرة ستتوقع انك امام لعبة فيديو وليس فيلما دراميا يتجسد امامك من فرط استخدام المؤثرات الصوتية والبصرية الخاصة بالتفجيرات والمطاردات.
ولفيلم لا يخلو أيضا من اسقاط مباشر على كيفية تزييف وسائل الاعلام للحقيقية حيث كل طرف يقدم أفلامه ومشاهده التي تظهر براعته من ناحية وسذاجة الطرف الاخر ووحشيته وعدم ايمانه بأية قيم.

عودة للانتقام
يبدأ الفيلم بعودة الممثلة جوليان مور من فترة نقاهة علاجية حيث نعرف انه تمت اصابتها وقتل أهلها في هجوم شنته قوات الرئيس سنو على المقاطعة 12 مما يجعل أيفردين لديها الرغبة الجامحة للانتقام لموت أهلها في الهجوم.
في نفس الوقت نرى "بيتا" حبيب أيفردين، ذلك (يقوم بدوره الممثل جوش هتشرسون) وهو يتعافى أيضا بعد ان تم اسره في منزل الرئيس سنو لكنه يعود وفى زهنه ان أيفردين حبيبته السابقة عميلة وكاذبة وهو يرى ذلك لان سنو اخبره بذلك فضلا عن تشوش تفكيره نتيجة ما لاقاه في قصر سنو.
تنضم أيفردين سريعا الى المقاومة او المتمردين لتنتقم من سنو وتقابل رئيسة الثوار المتمردين الما كوين التي تجسد شخصيتها الممثلة جوليان مور وتطلب الذهاب الى صفوف القتال الأولى لكن الرئيسة ترفض بشدة .
فما كان من أيفردين الا ان تذهب خلسة في طائرة للثوار الى صفوف الثوار وهناك تحدث لها حادثة اطلاق نار من احد الموالين لسنو لكنها تنجو بفضل الواقى من الرصاص الذى ترتديه.

خطة اسقاط سنو
سريعا تصل الأوامر الى فريق من الثوار وهم مجموعة تم اختيارها تحت اسم مجموعة "451" تتكون من مقاتلين متباينين؛ يقودهم بوجز (يقوم بدوره الممثل ماهيرشالا علي وفينيك (يقوم بدوره الممثل سام كلافلِن) و"بيتا" حبيب أيفردين، وأيفردين نفسها بالإضافة الى الثائرة جاكسون.
مهمة هذا الفريق هو تصوير فيديوهات دعائية للثوار عن معركة الدخول الى العاصمة من اجل إرهاب القوات المعادية والهام المستسلمين من القوات والمدنيين وهم سيعملون في شوارع خلفية مهجورة خلف الخط الامامي للمعارك.
لكن هذه الأماكن مليئة بالأفخاخ وحافظي السلام من قوات سنو وهو بالفعل ما سيكون حيث سيقتطع التجوال في هذه الأماكن ما يقرب من نص الفيلم حتى اذا ما مات القائد بوجز وتتسلم القيادة بعده أيفردين تبدأ المجموعة في الاتجاه مباشرة الى قصر سنو في العاصمة لقتله.
وهنا نجد ان كل خطط الثوار قائمة على قتل سنو لا اكثر لا خطط ولا ومناورات ولا اى شيء آخر .. حبكة بسيطة ساذجة نقتل سنو ونمسك بزمام الأمور.
لكن سنو لن يتركهم يصلون اليه بسهولة فيضع امامهم الافخاخ وتلاحقهم قواته وبالنهاية يستطيعون أن يدخلوا الى قلب العاصمة عن طريق الانفاق الخاصة بالمجاري.
ومما يسهل مهمة الوصول الى سنو ما اعلنه سنو نفسه من ترحيل اجبارى لقاطنى قلب العاصمة الى قصر سنو حيث المأوى والمأوى والمأكل.
وهنا اتجهت المجموعة مع الآلالف من الافراد العاديين الى قصر سنو وما ان بدأت قوات سنو في استقبال الأطفال اولاً بالقصر حتى حدث هجوم مفاجئ بالقنابل من طائرت على المدنيين أدى لمقتل الآلالف ومن بينهم شقيقة أيفردين نفسها وتصاب أيفردينو تدخل في غيبوبة تستيقظ بعدها لتعرف ان الثوار استطاعوا بعد الحادثة الوصول الى منزل سنو واعتقاله بمساعدة مساعديه انفسهم بعد مقتل الأطفال والمواطنين.

اكتشاف الخديعة
تطلب أيفردين مقابلة سنو وبالفعل تقابله قبل ان يحاكم و يدور حوار ببينهم تتأكد فيه ان قائدة الثوار كوين هي من امرت بقتل الأطفال والمدنيين الذى كان يرغب سنو في الاحتماء بهم داخل قصره وانها فعلت ذلك لتأليب مؤيديه عليه ولكسب مزيد من التعاطف والمشاركة الفعالة من المؤيدين.
وهنا تتكشف الحقيقة كاملة امام أيفردين وتعرف ان كوين ما هي الا سنو جديد فتقرر قتلها وهو ما تقوم به بالفعل اثناء تنفيذ حكم الإعدام في سنو وهو الامر الذى يتفهمه مجلس الثوار ورؤساء المقاطعات وتعود أيفردين الى منزلها في المقاطعة 12 لتجد حبيبها بيتا هناك ثم تتزوج منه وتعيش بعيداً عن الأضواء.
فيلم " The Hunger Games: Mockingjay" او" ألعاب الجوع: الطائر المقلد" من اخراج فرانسيس لورانس ، وكتب السيناريو له كل من بيتر كريغ وداني سترنج، والفيلم ينتمي لنوعية أفلام الحركة والاثارة والخيال العلمي ، مدته (137) دقيقة، وقد حصل على تقييم (6.8 ) وفقاً لموقع imdb.com.