في اليوم الثاني لمؤتمر ومعرض الاستثمار في قطاع النخيل والتمور
كتب ـ وليد محمود :
واصل مؤتمر ومعرض الاستثمار في قطاع النخيل والتمور أعماله أمس بحضور أكثر من 150 من المتخصصين في صناعة التمور بجميع أنحاء العالم والأكاديميين في كلية الزراعة حيث ناقشت الجلسات الثلاثة العديد من المواضيع التي تخص تصنيع التمر والنخيل والجهود المبذولة على مستوى العالم ففي الجلسة الأولى والتي ترأسها الأستاذ الدكتور عبد الوهاب بن زايد أمين عام جائزة خليفة الدولية للنخيل والابتكار الزراعي وكانت حول محور التقنيات الحديثة لمعاملات ما بعد الحصاد وخزن التمور ففي الورقة الأولى عرض إياد الطويل بوزارة العلوم والتكنولوجيا دائرة البحوث الزراعية ببغداد بجمهورية العراق وإبراهيم الجبوري من وزارة التعليم العالي والبحث العلمي جامعة بغداد كلية الزراعة .
وأسعد حميد من وزارة العلوم والتكنولوجيا دائرة البحوث الزراعية ببغداد بجمهورية العراق استثمار التقنية النووية وعناصر المكافحة المتكاملة في مكافحة حشرات عث التمور في بساتين ومخازن التمور في العراق كنموذج للدول الاخرى التي تصيب أنواع العث التابع لجنس Ephestia spp. الذي يضم عثة التين E. cautella وعثة المشمش E. figulilella وعثة الزبيب E. calidella التمور في البساتين على العذوق قبل قطافها ومن ثم تنتقل مع التمور الى المخازن وتحدث ضررا كبيرا اذا تركت دون اعتماد التقنيات التقليدية او الحديثة لمكافحتها ،لان دون ذلك تصبح التمور المخزونة تالفة وغير صالحة للاستهلاك البشري. وللحد من هذه الإصابة بالعراق الذي ينتج بين 600 -700 ألف طن من التمور سنويا ، وانجزت مجموعة من الدراسات لاستعمال التقانات المقبولة بيئيا المتمثلة في (أ) التقنية النووية (ب) عناصر المكافحة المتكاملة و (ت) دهان الجدران المدعم بمواد غير ملوثة للبيئة والإنسان بديلا لغاز بروميد المثيل Methyl Bromide الذي منع استخدامه دوليا لكونه مادة مسرطنة ومستنزفة لطبقة الأوزون بموجب اتفاقية مونتريال. وأشارت النتائج الى ان جرعة أشعة كاما القاتلة لكافة ادوار حشرات عث التمور هي 0,7 كيلو غري (700 غري) حيث سببت هذه الجرعة عقم كلي في حشرات عث التمور التي وجدت بالتمور المشععة (1-2 يوم) بعد التشعيع مقارنة بحشرات معاملة المقارنة التي كانت خصبة (نسبة فقس البيض 87%) . اما فحص التمور المشععة بعد (30-180 يوم) فلم تشير الى وجود أي حشرة حية داخل عبوات التمور المشععة فضلا عن ذلك أشارت نتائج فحوصات السمية (Wholesomeness) عدم تأثر المكونات الأساسية للتمور بأشعة كاما ولذا أقرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية ومنظمة الصحة الدولية ومنظمة الغذاء والزراعة الدولية صلاحية التمور المشععة للاستهلاك البشري. وقد اشارت نتائج استعمال المكافحة البيولوجية بإطلاق متطفلي البيض Trichogramma evanescens واليرقات Bracon hebetorلوحدها او مع الفرمونات والفرمونات المربكة لعملية التزاوج Dismate PEبان معدل النسبة المئوية لاصابة التمورلم تتجاوز 1.4% مقارنة مع 17.9% في المقارنة بعد ستة اشهر من الخزن.
وفي الورقة الثانية عرض الدكتور مجدي بن محمد بن قناوي فواز مهندس استشاري بالحدائق والمزارع السلطانية بشؤون البلاط السلطاني الإدارة المستنيرة لآفات التمور المخزونة وأشار إلى أن التمور تتعرض للإصابة بالعديد من الآفات الحشرية والتي من شأنها خفض القيمة الغذائية والتسويقية لمنتجات التمور. ومن أهم الآفات الحشرية التي تصيب وتهاجم التمور: خنفساء الحبوب ذات الصدر المنشاري وخنفساء الحبوب التجارية وخنفساء الحبوب المسطحة وخنفساء الحبوب الصدئية الحمراء وخنفساء الثمار الجافة ذات البقعتين وخنفساء الثمار الجافة وخنفساء النتديولد وخنفساء الدقيق المتشابهة وخنفساء الدقيق الحمراء وخنفساء السجائر وخنفساء الفطر الشعري الكابرا كما تصاب التمور بعدد من الفراشات ذات الخرطوم مثل دودة البلح الكبرى ودودة بلح الواحات ودودة التبغ ودودة بلح كاليفورنيا ودودة داوسونيلا وفراشة الدقيق الهندية ودودة ثمار الخروب، وتعتبر حشرة أبي دقيق الرمان من آفات التمور في البساتين والمخازن. كما أن ذبابة الدروسوفيلا وايضاً حلم الفطر وحلم الحبوب من الآفات التي يمكن أن تصيب التمور في المخازن.
وفي الورقة الثالثة عرض الدكتور خالد بن محمد الشعيلي رئيس قسم بحوث الصناعات الغذائية بوزارة الزراعة والثروة السمكية بالسلطنة الطرق الحديثة لتجفيف التمور وأشار إلى أن ثمار النخيل تستهلك في الأطوار الثلاثة الأخيرة من النضج وهي البسر و الرطب والتمر ، وقد تتم عملية إنضاج الثمار (تجفيفها) إلى مرحلة التمر على النخيل كما في حالة الفرض، أما في أغلب الأصناف الأخرى مثل النغال والخلاص فتتم عملية إنضاج الثمار بقطفها وتجفيفها على الأسطح. تؤدي هذه الطريقة إلى تلف قسم من المحصول نتيجة لتعرضه للعوامل الجوية و الإصابة بالحشرات و الطيور. لذا فقد قام الباحثون بقسم الصناعات الغذائية بتجارب عدة للحصول على التصميم الأمثل لغرفة تستخدم لغرض تجفيف ثـمار النخيل حيث تم التوصل لتصميم يعتمد على تجميع الحرارة اللازمة لعملية الانضاج (التجفيف) مع التهوية المناسبة ضمن حيز يحمي الثمار من عوامل التلف المختلفة، والتي تم تطويرها لاحقا لتصنع من مادة البولي كربونيت. لضمان الحصول على نتائج ايجابية فإنه يراعى عند حصاد الثمار أن يتم ذلك بطريقة صحيحة وبعناية وتحصد الثمار في مرحلة نصف الرطب أو بمجرد بدء طرف الثمرة البعيد عن العنق بالترطيب، وحيث أن الثمار لا تنضج كلها في وقت واحد فيفضل قطف الثمار و إدخالها تباعا لغرفة التجفيف. تنشر الثمار على الصواني الشبكية المعدة وتصف هذه الصواني على الهياكل داخل غرفة التجفيف ثم يغلق الباب و تشغل مروحة الشفط. تستمر عملية التجفيف لمدة تتراوح بين 3 - 5 أيام اعتمادا على عوامل مثل نسبة رطوبة الثمار ودرجة الرطوبة الجوية. يمكن إنشاء هذه الغرف حسب الطاقة المرغوبة على أحجام مختلفة يمكن أن تسع من 800 إلى 1600كجم. بعد الحصول نتائج مشجعة نتيجة استخدام تقنية تجفيف التمور في غرف البولي كربونيت في كل من السلطنة ودولة الامارات العربية المتحدة فقد تم تبني برنامج دعم لهذه البيوت حيث تم حتى الآن توزيع ما يزيد عن 70 غرفة للمزارعين في السلطنة بحوالي ثلثي السعر و100 غرفة للمزارعين في دولة الامارات العربية المتحدة بنصف سعرها فيما عممت هذه الغرف في محطات البحوث في كل من دولتي قطر والكويت ومملكة البحرين والمملكة العربية السعودية حيث يتم الإعداد لنقلها للمزارعين في بقية دول مجلس التعاون الخليجي في إطار مشروع تطوير نظم إنتاج مستدامة لنخيل التمر في دول مجلس التعاون الخليجي.
وفي الورقة الرابعة تم طرح مشاريع استثمار المنتجات الثانويه للنخيل من (مخلفات النخيل) وقدمها المهندس فؤاد منصوراستشاري في وزارة شؤون الرئاسة بدولة الإمارات العربية المتحدة حيث أشار إلى أن المشاريع المنجزه على النطاق التجاري مشروع انتاج الألواح الخشبيه عالية الكثافه HDF بالطريقة الرطبه (مشروع المناذره في العراق) : ويتم التطرق في هذه الفقرة إلى المشاكل والمعوقات اللوجستيه التي واجهت المشروع في تجميع ونقل مخلفات النخيل من المزارع الى موقع المشروع وتأثيرها على اقتصاديات المشروع ثم التطرق الى حلول تلك المعوقات والتي تم تطبيقها فعلياً بعد حين في نفس المشروع وكذلك في مشروع الـ MDF اللاحق
بعد ذلك تم في الورقة الخامسة عرض تصنيع الخل من التمور العمانية وقدمها الدكتور خالد بن محمد الشعيلي رئيس قسم بحوث الصناعات الغذائية بوزارة الزراعة والثروة السمكية وأشار إلى أن الخل الطبيعي ينتج من ثمار مختلفة كالعنب والتفاح والأرز والشعير والتمور وتتميز التمور بارتفاع محتواها من السكريات خصوصا السكريات الأحادية في حالة التمور العمانية ، وتعتبر هذه السكريات هي مادة ابتدائية لكثير من الصناعات ومن بينها الصناعات القائمة على النشاط الميكروبي (التخمرات الصناعية) التي من ضمنها حمض السيتريك والكحول الطبي والصناعي وأيضا الخل وينتج الخل عبر نوعين من التخمرات أولها التخمر الكحولي ويجري في ظروف لا هوائية ويتم فيه تحويل السكريات إلى كحول ايثيلي، والتخمر الثاني هو التخمر الخليكي ويجري في ظروف هوائية وتتم فيه عملية تحويل الكحول إلى حمض خليك وهو المسؤول عن الطعم اللاذع للخل وتقتضي المواصفات القياسية ألا تقل حموضة الخل عن 5% من مقياسه بالمعايرة بهيدروكسيد الصوديوم ، وتحقيق ذلك يستغرق مدة لا تقل عن 40 يوما حتى تكتمل أكسدة الكحول إلى حمض الخليك، و يتبع ذلك عادة عملية التعتيق التي قد تتراوح مدتها بين ستة أشهر إلى خمس وعشرين سنة يتحول خلالها طعم الخل من الطعم الحاد للخل "الشاب" إلى الطعم السلس للخل المعتق.
كما أشارت بعد ذلك ورقة حول إنتاج وتسويق التمور في تونس وتنظيم قطاع نخيل التمر كمثال للدكتور محمد بن صالح منسق مشروع انتاج نخيل التمر بدول الخليج العربي المركز الدولي للبحوث الزراعية إيكاردا حيث قال : يمثل قطاع التمور بتونس مثالا للتنظيم ابتداء من الانتاج على الحقل الى حد الترويج والتسويق. وقد نجحت تونس في تسويق نسبة كبيرة من الانتاج تعادل تفوق النصف على مستوى الأسواق الخارجية ورغم أن تونس تصنف في رتبة 11 في الدول المنتجة ب 246 ألف طن لسنة 2015 والرتبة 3 في كمية الإنتاج المسوق دوليا إلا أنها تحتل المرتبة الأولى في قيمة التمور المسوقة. يحتل المركز الثاني في سلم صادرات المنتجات الفلاحية سنة 2015 بقيمة 462 مليون دينار (حوالي 240 مليون دولار)
وتم عرض فيلم وثائقي عن الدروازة تم فيه عرض بدايات الدروازة في مجال تحويل بقايا النخيل إلى منتجات وأثاث وتصنيع الغرف والمظلات بطابع معماري حديث مبتكر يحاكي الماضي ، والفيلم يعطي فكرة واضحة عن علاقة الدروازة والنخلة فبقايا النخيل تعتبر مصدراً مهماً وأساساً للعيش من ثمارها والسكن بمكوناتها التي أعتمد عليها أجدادنا في منازلهم القديمة ويوضح الفيلم الخطط المستقبلية التي تعمل عليها الدروازة وأبرزها فتح مصنع إنتاجي مختص بتصنيع أثاث من بقايا النخيل وتحويلها إلى منتج يستفيد منة المجتمع ويكون المنتج صناعة عمانية .
وفي الجلسة الثالثة تم تناول محور تصنيع وتسويق التمور ومنتجات النخيل وترأسها الأستاذ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز الجنوبي من جامعة الملك سعود بكلية علوم الأغذية والزراعة في الورقة الأولى تم عرض ورقة حول بعض الملامح التسويقية للبلح في محافظه الوادي الجديد للأستاذ الدكتور عبد الوكيل ابراهيم محمد حيث أشار إلى أنه بالرغم من أهميه محصول البلح في محافظه الوادي الجديد والذى يعتبر المحصول الرئيسي في المحافظة الا أنه لوحظ أن هذا المحصول تعوقه مجموعه من المشكلات المتعلقة بالجوانب التسويقية التي تواجه تجار الجملة والتجزئة .لذلك كان من الواجب التعرف على بعض الملامح التسويقية لمحصول البلح في محافظة الوادي الجديد بالإضافة الى المشكلات التي تعوق تسويق البلح من وجهة نظر تجار الجملة والتجزئة ومقترحات النهوض بهذا المحصول الهام , وكذلك التعرف على القنوات التسويقية ( المنوال التسويقي ) المتبعة في تسويق البلح بمحافظة الوادي الجديد .
وفي الورقة التالية تم عرض جهود وزارة الزراعة والثروة السمكية في الارتقاء بنخيل التمر في السلطنة وقدمها المهندس منير بن حسين اللواتي مدير عام التخطيط والتطوير
حيث أوضح أن النخيل تعتبر المحصول الأول في السلطنة من حيث التعداد والانتشار ونظام بيئي متكامل ،ويوجد في عمان أكثر من ( 8 ) ملاييـن نخلـــة لأكثر من ( 250 ) صنفا وهذه ميزة تنفرد بها السلطنة، وتلامس النخلة المجتمع العماني بكافة تفاصيله وتدخل في جميع مفرداته فمن النخلة الغذاء ومنها الدواء ومنها الكساء. و تتناول هذه الورقة إستعراضا لأهم الإحصاءات التحليلية المتعلقة بالنخلة والجهود التي بذلتها وزارة الزراعة والثروة السمكية للارتقاء بها من خلال الإستراتيجية الوطنية للنهوض بنخير التمر، مصنفة إلى ثلاثة محاور رئيسية هي المشاريع والدراسات البحثية والتنموية، والمشاريع والدراسات الاستثمارية والتسويقية للتمور العمانية، والمشاريع الإرشادية والخدمية التي نفذتها الوزارة لتطوير النخيل خلال الفترة (2011 – 2014 )،
كما تم عرض ورقة أخرى حول الصناعات التحويلية الحديثة للتمور والمواصفات القياسية للمواد الناتجة للأستاذ الدكتور رعد البصام أستاذ التقنية الحيوية بجامعة براورد في فلوريدا بالولايات المتحدة الأميركية حيث أشار إلى أنه يعد تطور علوم التقنية الحياتية كأحد العلوم الحديثة التي تبحث بتوفير بدائل طبيعية واقتصادية مهمة لسد حاجة تطور الإنسان عن طريق استخدام الأحياء الدقيقة مثل البكتيريا والخمائر والأعفان في إعادة تصنيع تمور الدرجة الثانية والتمور الرديئة خارج التسويق الزراعي وتحويلها الى منتجات جديدة ذات قيمة غذائية واقتصادية كبيرة، وهذا ما يطلق عليه بالصناعات التحويلية والتخميرية للتمور .