بغداد ـ وكالات: أقال رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي قائد الفرقة الخاصة المسؤولة عن حماية المنطقة الخضراء بعد أيام من اقتحام متظاهرين هذه المنطقة المحصنة، حسبما أفاد بيان رسمي أمس. وتعتبر إقالة الضابط الذي أبدى تساهلا تجاه المتظاهرين مؤشرا على ضرورة اتخاذ قوات الأمن موقفا أكثر حزما إزاء المحتجين الذين قد يعودون إلى التظاهر أواخر الأسبوع الجاري. وكان الآلاف وغالبيتهم من أنصار الزعيم الشيعي مقتدى الصدر اقتحموا مقر البرلمان السبت الماضي فيما اعتبر خرقا أمنيًّا غير مسبوق. وأفاد بيان صدر عن قيادة العمليات المشتركة أن "القائد العام للقوات المسلحة أصدر أمرا بإعفاء قائد فرقة القوات الخاصة الفريق الركن محمد رضا وتعيين اللواء كريم عبود التميمي" مكانه. وكان الفريق رضا قام بتقبيل يد الصدر عندما دخل إلى المنطقة الخضراء وقرر الاعتصام بداخلها للمطالبة بإجراء اصلاحات حكومية. يذكر أن أبرز مقار الحكومة العراقية وسفارات أجنبية بينها سفارتا الولايات المتحدة وبريطانيا تتخذ من المنقطة الخضراء مقرا لها. واقتحم المتظاهرون البرلمان بعد أن فشل في الالتئام للتصويت على تشكيلة من الوزراء التكنوقراط المستقلين بدلا من الوزراء الحزبيين. وقد دعا العبادي إلى تغيير الوزراء المرتبطين بالأحزاب الكبيرة المهيمنة على السلطة بآخرين مستقلين كجزء من خطته للإصلاح الحكومي ومكافحة الفساد الذي ينخر البلاد منذ 13 عاما. لكن الاحزاب الكبيرة تعرقل جهوده وترفض التخلي عن نظام المحاصصة والوزرات التي تعتبرها مصدرا لتمويلها، بحسب عدد من المراقبين. كما امر رئيس الورزاء العراقي حيدر العبادي الخميس بفتح تحقيق حول مركز احتجاز وصفت منظمة العفو الدولية احوال الموقوفين بداخله بأنها "مروعة". وتمكن وفد من المنظمة الحقوقية ضم الأمين العام سليل شاتي السبت الماضي من زيارة المركز الواقع في منطقة عامرية الفلوجة، غرب بغداد. وقال مكتب العبادي في بيان مقتضب إن "رئيس الوزراء وجه أوامره إلى وزارة الداخلية بإجراء تحقيق فيما أثير حول مركز توقيف عامرية الفلوجة وضمان اتخاذ الإجراءات القانونية والسليمة". وكان شاتي قال في بغداد "قمنا بزيارة أحد مراكز الاعتقال في عامرية الفلوجة وجدنا 700 سجين محتجزين منذ عدة أشهر بتهمة الاشتباه بالإرهاب". وأضاف أن "أوضاع احتجازهم تشكل صدمة كبيرة، حيث لكل واحد منهم مساحة لا تتجاوز مترا مربعا، وليس هناك مساحة حتى للاستلقاء". وتابع "كما أن الحمامات في نفس الغرف، إضافة إلى أن كمية الغذاء قليلة جدا" مؤكدا أن "الأوضاع بشكل عام مروعة جدا". وتقع عامرية الفلوجة في محافظة الأنبار حيث تقاتل القوات العراقية تنظيم داعش الذي يسيطر على مناطق شاسعة في هذه المحافظة منذ يونيو 2014.