[author image="https://alwatan.com/v2/v2/wp-content/uploads/2015/09/sayed.jpg" alt="" class="avatar photo" height="60" width="60"]السيد عبد العليم[/author]
” .. استند تنظيم القاعده إلى المذهب القائل إن الإسلام أوجب قتال غير المسلمين (إطلاقاً)، وغزو العالم لنشر الدعوة، وهو مذهب سيد قطب في تفسير سورة التوبة، ومذهب تقي الدين النبهاني مؤسس حزب التحرير إلى ذلك في قوله (إن قول رسول الله عليه الصلاة والسلام وفعله يدل دلالة واضحة على أن الجهاد هو بدء الكفار بالقتال لإعلاء كلمة الله ونشر الإسلام) غير أنه يربط هذا الجهاد بشرط قيام دولة الخلافة.”

أبرز المنطلقات الفكرية لداعش:

1) الإمامة: أبو بكر البغدادي ووجب على المسلمين في القطر بيعته والتحاكم إليه، فإن وقعت جناية من بعض جنده فحكمه إليه, كذا لو وقعت من بعض رعيته, بل كذلك لو وقعت من أهل الذمة من أهل الكتاب - ومن له شبهة كتاب - ممن هو داخل في سلطانه».
2) الحكم بالكفر على المتعاونين مع المرتدين: وقالوا «إن معركتنا مع الحكام الطواغيت من اليهود والصليبيين والرافضة والمرتدين إنما هي معركة مع أنصارهم وجندهم وأوتادهم ,(واختلف أهل التأويل في معنى قوله تعالى (ذي الأوتاد) ولمَ قيل له ذلك ؟ فقال بعضهم: معنى ذلك: ذي الجنود الذين يقوون له أمره, وقالوا: الأوتاد في هذا الموضع الجنود، ونحن نقاتل لإعلاء دين الله تعالى الذي ارتضاه لنا ونَكبِت كلَ دين باطل على هذه الأرض وذلك امتثالا لأمره تعالى:(قَاتِلُواْ الَّذِينَ لاَ يؤُمِنُونَ بِاللّهِ وَلاَ بِالْيَوْمِ الآخِرِ وَلاَ يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللّهُ وَرَسُولُهُ) سورة التوبة / ٢٩، أما حكم أنصارهم من علماء السوء والإعلاميين والجنود وغيرهم فهم كفار على التعيين (لِّيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَن بَيِّنَةٍ وَيَحْيَى مَنْ حَيَّ عَن بَيِّنَةٍ وَإِنَّ اللّهَ لَسَمِيعٌ علِيمٌ)الأنفال، آية 42.
3- وجوب البيعة لتنظيم جماعة الدولة: فهي دولة لم تأت بقرار من مجلس أممى بل جاءت بعد التضحية بالقادة، وبعد تناثر الدماء والأشلاء.
4- إقامة الحدود: وتجيز «داعش» إقامة الحدود وتعتبر المناطق التي تسيطر عليها هي دار إسلام، وليست دار حرب، فالعبرة عندهم في الحكم على الدار تكون بالغلبة وما يجري فيها من الأحكام، وطالما أنهم يقيمون الحدود فإن مناطقهم هي دولة إسلامية.
5 - وجوب الانضمام لداعش واغتيال مناوئيها:
6- تكفير الشيعة على العموم، وعدم قبول توبة مقاتليهم: ولا تقبل داعش توبة من قاتلها من الشيعة، بل وتجيز اغتيالهم على العموم على اعتبار أنهم ارتدوا ردة مغلظة. وتستدل في تكفيرهم وصحة اغتيالهم، بقول ابن تيمية: «إن الإنسان يكفر بكلمة يخرجها من لسانه، وقد يقولها وهو جاهل فلا يعذر بالجهل وقد يقولها وهو يظن أنها تقربه لله كما يظن المشركون».
7- الديمقراطية كفر وممارسوها مرتدون: داعش تجعل الدعوة إلى حكومة «مدنية تعدّدية ديمقراطية» مناطًا شركيّا مخرجًا من الملّة، وأنّ الدعوة إليها كفر مخرج من ملّة الإسلام.

واعتبروا أن تجربة الإخوان المسلمين في مصر كفيلة بالتدليل على فشل الديمقراطية. وقالوا «فانتهى الأمر بالإخوان بعد أن أوكلهم الله إلى أنفسهم إذ أرضوا الناس بسخطه، أن اعتلوا عرش أكبر دولة عربية، ألا وهي مصر، ليكون السقوط بعدها مريعا ومُحزنا تمتد آثاره لتضرب كل من حماس والنهضة وبنكيران وكل من رضي بالإسلامقراطية دينا وبالناس ربا، وستمتد هذه الآثار لتضرب فكر الديمقراطية عند الشعوب الإسلامية التي بدأت لا ترى فيها إلا الفوضى بأوضح معانيها وتجلياتها، لتفتح الباب على مصرعيه لحقيقة الجهاد وتطبيقاته على الأرض.

8-عدم العذر بالجهل: وهذه المسألة التي تجعلهم، لا يقبلون توبة المرتد، ويقتلون الجنود والمعارضين، بل أتباع الجماعات الأخرى بحجة مولاتهم للكافرين.
كما أن هناك منطلقات فكرية عقائدية يتفق فيها داعش مع التيارات السلفية الجهادية مثل إباحة قتال الحكام المسلمين بناء على فتوى الإمام ابن تيمية في أهل ماردين الشهيرة بـ» فتوى التتار».
«كما يستند التنظيم وكثير من تنظيمات السلفية الجهادية إلى قاعدة التترس: أى جواز قتل المسلم إذا تترس به الكافر، كأساس شرعي لتبرير بعض العمليات العسكرية التي يترتب عليها قتل.
واستند تنظيم القاعدة الى المذهب القائل إن الإسلام أوجب قتال غير المسلمين (إطلاقاً)، وغزو العالم لنشر الدعوة، وهو مذهب سيد قطب في تفسير سورة التوبة، ومذهب تقي الدين النبهاني مؤسس حزب التحرير إلى ذلك في قوله (إن قول رسول الله عليه الصلاة والسلام وفعله يدل دلالة واضحة على أن الجهاد هو بدء الكفار بالقتال لإعلاء كلمة الله ونشر الإسلام) غير أنه يربط هذا الجهاد بشرط قيام دولة الخلافة.

كما يجيز داعش قتل المدنيين من الأعداء وحلفائهم. وقد توسع في التكفير. وفي القتل بناء على التوسع في التكفير. كما توسع في نظرية التترس، أو قتل من لا يبايع البغدادي، كما امتحنت الناس في عقائدهم بغرض تصنيفهم.

«إلا أن عقيدتهم في الحكّام تختلف عن عقيدة القاعدة والسلفيين الذين يرون الطاعة لولاة الأمر ما أقاموا الصلاة في الرعية، وهو الأمر الذي لا يراه الداعشيون كافيًا للطاعة، حيث يعتقدون أن الإسلام عقيدة يعتنقها الإنسان بالشهادتين وسائر أركان الإسلام الخمسة، ويخرج منها بالوقوع في واحد من:» نواقض الإسلام العشرة» التي أصّلَ لها الشيخ محمد بن عبدالوهاب في رسالة معروفة. وما يطبقونه على الحكّام أجروه على فصائل الجهاد الإسلامية في الشام، بما فيها «جبهة النصرة» توأمهم الفكري الذي خرج وإياهم من رحم تنظيم القاعدة، وحمل معهم نفس المنهج والرؤى والأفكار، إلى أن انشقّت «داعش» عن «القاعدة» وأبت الانصياع لتعليمات زعيمها أيمن الظواهري، وما أعقب ذلك من طلبهم البيعة لقائدهم البغدادي! وبهذا عدّوا أنفسهم الشرعية الوحيدة للجهاد في الشام، ومن أبى البيعة لدولتهم عدّوه مرتدًا ومتآمرًا على الجهاد والإسلام. مشكلة «داعش» أنها تفترض وتبني على فرضياتها ما تحسبه حقائق، مثلما افترضت وصَدّقت أنها دولة الإسلام في العراق والشام، وكما تفترض ثم تعتقد أن بذل البيعة لها حق مسلم به، حتى باتت تستبيح قتل مخالفيها، مثلما فعلت بمن وقع بيدها من جبهة النصرة وغيرها من التنظيمات الإسلامية، لأنهم بحسبها مرتدون.